الغاء البطاقة التموينية صورة من صور الطائفية وفشل الحكومة في خدمة الجماهير في العراق

 

عباس عبد الرحمن

 

من المصائب التي ابتلت بها الجماهير في العراق ومن بين قائمة طويلة من مصائب عهد الاحتلال وحكومة المليشيات الفاشلة التي لا تعرف ماذا تفعل هو تدهور نظام توزيع مفدرات البطاقة التموينية والذي وصل مستويات خطيرة اثقلت كاهل المواطن العراقي مستويات وصل بها الحال ان يحرم الملايين من العراقيين من الحصول على المواد لاغذائية لعدة اشهر وما تسمى بوزارة التجارة لا شيء تفعله اكثر من اطلاق الوعود الكاذبة التي شبع منها المواطن حد التخمة . تأخر في استلام الحصة التموينية ونقص كبير في مفرداتها ورداءة نوعيات الواصل منها وسلبيات اخرى عديدة ترافقها هي ابرز سمات نظام توزيع الحصص الغذائية .

 

تبرر ماتسمى بوزارة التجارة وهي المسؤولة عن توفير وتوزيع هذه الحصص الغذائية الشهرية بغياب الامن وسلب شاحنات عديدة والفساد الاداري الموجود لديها

 

ان البطاقة التموينية حصلت على مكانة مهمة في حياة المواطن العراقي منذ ان بدء العمل بها في شهر سبتمبر عام 1990 بعد قرار مجلس الامن الدولي الذي فرض الحصار الاقتصادي على العراق بعد دخول القوات العراقية الى الكويت.

 

هذه البطاقة شكلت وثيقة مهمة مطلوب من المواطن العراقي الحرص عليها وابرازها في شتى المعاملات الرسمية كما شكلت عنصر امان واطمئنان ساهم بشكل كبير خلال حوالي خمسة عشر عاماً من عمرها في تخفيف اثار الحصار المفروض من المجتمع الدولي حيث ساعد وبشكل اساسي اصحاب الدخل المحدود وموظفي الدولة والعمال في شتى المهن ومن ذوي الدخل المحدود الذين وجدوا في هذه البطاقة ظالتهم . استلام الحصة التموينية صار عادة دأب عليها العراقيون واصبح مجرد التفكير في الغاء هذه البطاقة يمكن ان يثير ازمة اجتماعية كبرى لا يمكن حلها . فالبطاقة قائمة والعديد من العوائل العراقية تعتمد على الحصة التموينية كمصدر وحيد للغذاء .

 

ان واقع الحال في كارثة التدهور في نظام توزيع مواد البطاقة التموينية يؤكد فشلاً كبير لما يسمى بوزارة التجارة وحكومة المليشيات في تأمين احتياجات المواطن الاساسية من المواد الغذائية وسيطرة المليشيات على الكثير من مخازن المواد الغذائية ويبدو انه في ضوء استمرار التدهور الامني فأن مبررات الفوضى في نظام توزيع البطاقة التموينية ستبقى والخاسر الوحيد هو المواطن.

 

لذا لابد من التصدي وبشتى الطرق والوسائل لمؤامرة الغاء البطاقة التموينية وتحميل حكومة المليشيات اي مس وتلاعب بمفرداتها.