القصد من الاشتراكية ؟

 

عباس عبد الرحمن

Abbas_left@yahoo.com

 

عندما نقول الاشتراكية نقصد راية العمال المناضلين من اجل شروط حياتهم منذ اكثر من مائتي عام من الاعتراضات والاضرابات والمظاهرات. الاشتراكية هي اولا برامج النشاط الانساني العمالي، وايضا العاطلين عن العمل ، والطلاب، والشباب، نساءا ورجالا، الذين يقاومون الاستغلال والعبودية وانتهاك الحقوق في اماكن عملهم. النضال الاشتراكي هي اجابتنا على هجمات الحكومات المستبدة على حياة البشر وخاصة الطبقة العمالية العالمية.

 

في المجتمع الاشتراكي تتم ادارة الاقتصاد بصورة ديمقراطية من قبل العمال من اجل تزويد المجتمع بالاحتياجات الضرورية لسد حاجات الناس، وليست من اجل نفخ جيوب الاثرياء، او خلق حياة مرفهة لاناس معينين. في المجتمع الاشتراكي يمكن القضاء على البطالة وعلى شروط العمل.

 

الاشتراكية هي بديلنا للاحتلال المتواصل والقمع والاستعباد . فقط ثورة اشتراكية بامكانها فعليا ان توقف نزيف الدم بواسطة نشاط واسع من العمال والعاطلين عن العمل وفقط ثورة عمالية تتيح ابادة القمع العسكريتاري والفقر الشديد والبطالة وتغيرها الى بناء وتطوير ورفاهية على اساس المساواة .

 

النضال الاشتراكي هو المعارضة العارمة للاحتلال في العراق وبقية الدول الخاضعة له سواء كان بشكل مباشر او بواسطة نظام الدمى المتحركة.

 

النضال الاشتراكي هو صرخة تحدي العمال لسلطة الاستغلال والقمع والفقر وضد نخبة الفاسدين والسياسيين اللذين يقومون بخدمتهم والنضال الاشتراكي يبدا من التنظيمات المكافحة والتي تعلم الكثير عن الطبقة العاملة لتحارب من اجل مصالحها الواضحة.

الاشتراكية هي سلطة الطبقة العاملة من قبل الطبقة العاملة ومن اجل الطبقة العاملة ودون استغلال ودكتاتورية. هذه هي الاشتراكية، انها قوة موحدة للجماهير، تتوجه للعمال دون فرقة على اساس الجنس والدين والمذهب والطائفة والقومية. الاشتراكية قوة اممية لا قومية لها.

في الوقت الذي كثر فيه نقد الاشتراكية باسم مخالفة الدين وباسم الالحاد وفي الوقت الذي نشهد عودة الاشتراكية بقوة الى الساحة تطرح اسئلة لماذا الاشتراكية ؟ ولماذا التشبث بها والنضال من اجل تحقيقها وتنظيم العمال حولها؟ اسئلة لها دلالاتها . فرغم اقناع البعض لنفسه ”بفشل“ او ”افول“ الاشتراكية فان الواقع المادي هي ان كلمة الاشتراكية لاتزال تغذي احلام الطبقة الساحقة من البشر في كل المجتمات.

البشرية تنطلق في عشق الاشتراكية من البعد الانساني لهذه الفكرة والتي جاءت لاغية لكل منطق التفرقة والقوة على اساس المعرفة الدينية او الاصل العريق او النفوذ المادي من اجل البحث عن بدائل تضمن العيش الكريم لكل الناس وكل مجتمعات الكرة الاضية. عرفت الاشتراكية على مر تايخها تطورا هائلا دفع في اتجاه اضفاء مزيد من الواقعية على المقاربات البديلة المطروحة في المجال السياسي، لكنها باي حال حافظت على الروح المتمردة بداخلها والتي تبغي الوصول لعالم نظيف سكانه متساوين. الاشتراكية وان هوجمت فانها ستظل نبراسا نحمله في زمن الحروب هذا. فهي رمز لمجتمع امن ومطمأن .الاشتراكية فكرة وحدوية الجنس  البشري وهي ثورة ضد افكار التفرقة والتعالي والاستغلال. ببساطة الاشتراكية هي حب الحياة والسعادة والرغبة بها للاخرين ايضا، بعيدا عن الخلافات والضوضاء والمواجهات الدموية.

 

لندافع عن الاشتراكية لانها دفاع عن الانسان والانسانية.