5 سنوات بيـــــــــــن   

ظلــم الاحتـــــــــــلال وارهاب المليشيـــات

 عباس عبد الرحمن

muostafaabas@yahoo.com

 

مرت 5 سنوات على احتلال العراق من قبل امريكا وبريطانيا وحلفائهم و5 سنوات والعراق مازال يعيش اعتى الصراعات الدموية وخرق القوانين والقتل المجاني بين البشر. 5 سنوات والصراع بين امريكا وحلفائها من جهة وبين الاسلام السياسي من جهة اخرى وبين التيارات الاسلامية بشقيها الشيعي والسني وصراع سياسي يلحقه فراغ امني جعل من العراق مستنقع لكافة انواع الجرائم والابادة الجماعية . لقد احتلت امريكا العراق في العام 2003 واسقطت نظام دكتاتوري فيه وكان ضن الجماهير بانها سوف تتنفس من ذلك الكابوس الجاثم على صدرها. ولكن تبين فيما بعد ان الواقع لم يتغير ولو بشيء ملموس بل حصل العكس. فقد اقبلت على العراق وجماهيره الواسعة سنوات لم يشهدها من قبل حيث الظلم والقتل والاجرام وسلب الحقوق والارادة. لقد شهد ويشهد العراق اليوم وبعد مضي خمسة سنوات من احتلاله واقعا مظلما وتعيسا ومرعبا من قبل امريكا وجيشها الوحشي وحلفائهم وخدامها الممثلين بالاحزاب الاسلامية الشيعية التي تتولى الحكم اليوم بالعراق حيث مزقت الهوية الانسانية للمجتمع العراقي وسلبت ارادة الجماهير وحقهم في التعبير والحياة الطبيعية. اليوم العراق وجماهيره الغفيرة يعيشون حالة الهستيريا والفوضى والاوضاع اللا امنية المخترقة. اليوم الجماهير تعيش في نفق مظلم. فهؤلاء المجرمون في السلطة وبمليشياتهم المسيطرة على كل مفاصل الحياة في العراق وباحزابهم الموالية للجمهورية القمعية الاسلامية الايرانية يلعبون بمصير الناس وكانهم يطلبون الجماهير (ثارا) مما جعلهم ينتقمون من كل المواطنين اي من هو مصنف شيعي ومن هو مصنف سني على حد سواء وبحقيقة الامر لايوجد في العراق طائفة معينة تعيش افضل من الطائفة الاخرى بل ان كل العراق متساوي بحقه و ينال نصيبه بالتساوي من الجريمة والاغتصاب والقتل والعبث بامنه وسلامته ومأساته. بعد 5 سنوات يطل الرئيس الامريكي بوش ويتكلم بخطاباته الرنانة عن المنجزات والانتصارات التي حققتها قواته بالعراق ونصره المزعوم  في دحر الارهاب وبعد مقتل اربعة الاف من الجنود الامريكان فقد تفاقمت الازمة السياسية والامنية وبحادثة غير مسبوقة. فقد شهدت مدن العراق مثل البصرة وبغداد والكوت والحلة والناصرية والديوانية وبقية المحافظات الاخرى مواجهات عنيفة بين اتباع مقتدى الصدر والقوات الحكومية وبحجة مطاردة الخارجين على القانون وقد راحت ضحية هذه المواجهات المئات من الابرياء من الاطفال والنساء والشباب ولكن بواقع الحال هذه المواجهات سببها هو الياس الذي لحق بالجماهير من كل الوعود الكاذبة والمماطلات والتسويف والخداع من قبل الحكومة ومليشياتها ونتج من قلة الخدمات والبطالة المستشرية والفساد الاداري والمالي وفي الواقع ايضا وحتى تعرف الجماهير ان سبب المشاكل التي تحدث الان ورائها ايادي خفية وخبيثة ولها مصالح عن ماجرى ونفاق سياسي ومآرب سياسية ولاتخلوا ولاتتبرأ منها اطلاعات الايرانية وعملائها في الحكومة الحالية والممثلة بالاحزاب الاسلامية الموالية لها كالمجلس الاسلامي ومظمة بدر وحزب الدعوة وميليشيا الصدر.

 

ياجماهير العراق الواعية لاتنساقوا وراء المؤامرات الدنيئة للحكومة ومليشياتها وكونوا سدا منيعا بوجوههم ووحدوا صفوفكم من اجل اسقاط العمائم السوداء والبيضاء ورموزها وخدام المحتل فانهم عارا ولايمثلونكم ولاتقتدوا بهم فانتم شعب كان بالامس مثالا للمدنية والتحضر فلا تسمحوا لهم بالعبث بحياتكم وتقرير مصيركم وانهم لزائلون لامحالة وذلك من خلال نضالكم ووحدتكم للتصدي اليهم واسكاتهم وارجاعهم الى جحورهم المظلمة وابراز قواكم المتمدنة والعلمانية والانسانية.