الاول من أيار

يوم تحدي البرجوازية

 

عباس عبد الرحمن

muostafaabas@yahoo.com

 

الاول من ايار يوم العمال العالمي يوم تتوحد فيه كل حناجر العمال في العالم مطالبين بنيل حقوقهم ورفع الظلم والحيف عنهم . في الاول من ايار يتذكر عمال العالم رفاقهم عمال شيكاغو اللذين تظاهروا عام 1886 مطالبين بزيادة اجور عملهم وتخفيض ساعات العمل الى ثماني ساعات يوميا حيث كانوا يعملون تحت شروط اشبه بالعبودية وهذه ماثرة ظل يتردد صداها منذ اكثر من قرن بعد ان غدت رمزا يجسد نضال الطبقة العالمية وتضامنها البروليتاري ومثلها الثورية في سبيل الحرية والرفاه والتقدم الاجتماعي . فمنذ اكثر من مئة عام شهدت مدينة شيكاغو الامريكية حدثا كان له اثر بالغ في التطور اللاحق للحركة العمالية العالمية .فالتحركات التي نظمها عمال المدينة في ذلك الوقت ارست واحدة من خيرة تقاليد البروليتاريا واكثرها ديمومة  الا وهي التظاهرات التي تجري في اليوم الاول من ايارمن كل عام .

 

لقد كان الاول من ايار تتويجا لنضال الطبقة العاملة وتاكيدا على نضج الوعي الطبقي لدى كل الجماهير الكادحة بحيث يمكن القول ان الفرز الطبقي المستند على حقيقة الصراع قد اعطى للطبقة العاملة مكانة متميزة في التاثير على الاتجاهات السياسية المستقبلية الهادفة الى تحقيق خطوة متقدمة نحو الانسان بغد افضل للبشرية .

 

وحول اهمية عيد الاول من ايار قال القائد العمالي وقائد ثورة اكتوبر لينين:

 

"ان عيد الاول من ايار هو العيد الذي يحتفل به عمال جميع البلدان باستيقاظهم على حياة واعية طبقيا بتضامنهم في النضال ضد كل اكراه واظطهاد للانسان على يد الانسان . النضال لتحرير الملايين من الجوع والفقر والامتهان وان عالمين يقفان في مواجهة احدهما الاخرفي هذا النضال العظيم وهوعالم راس المال وعالم العمل، عالم الاستغلال والاستعباد وعالم الحرية.

 

لقد انبثق عيد الاول من ايار قبل اكثر من مئة عام في غمرة النضال من اجل يوم عمل من ثمان ساعات في اميركا فقد تطور الى يوم للتظاهرات الجماهيرية والاحتجاجات لكل العمال في العالم . فالاول من ايارهو يوم استعراض للعمال والشغيلة في دول العالم كافة وهو عيد ولد في خضم المعارك الطبقية ويجسد التطلع الى الحرية والرفاه والمساواة.

 

لقد كلف نضال العمل ضد راس المال عمال جميع البلدان في العالم تضحيات جسيمة واراقوا الكثير من الدماء في سبيل حقهم في حياة افضل وحرية حقيقية ويتعرض اليوم ممن يناضلون في سبيل قضية العمال الى اظطهاد لايوصف على ايدي الحكومات الرجعية والدكتاتورية منها، ولكن تضامن عمال العالم يتنامى ويزداد قوة رغم كل الاظطهاد، ويتوحد العمال متراصين اكثر فاْكثر نحو عام افضل تسود فيه الحرية والعدالة الاجتماعية.

 

وسيظل عيد العمال العالمي كما كان مناسبة ووسيلة ومعلما اساسيا للعمال حفاظا على مكتسباتهم من انتهاكات الراسماليين التي لاتتوقف ولمواصلة النضال من اجل مكتسبات جديدة على طريق تحررهم النهائي من استغلال وقهر الطبقة الراسمالية ودولتها، وسينتصر العمال يوما نحو تغير جذري لهذا العالم المقلوب نحو الحرية والمساواة وطريقهما؛ نحو عالم افضل، عالم حر ومتساو واشتراكي .