أحذروا حملة ايمانية بعثية جديدة يقودها الأسلاميون !

 

عباس كامل

Abbas_left@yahoo.com

  

ما أن بدأ الناس بأستنشاق نسمات من الاجواء الطبيعية المحفوفة بالمخاطر وقطع الرقاب من قبل الارهاب بمختلف تكويناته واشكاله وبعد ان تحسن الوضع الامني ولو بشكل ضئيل جدا وقل عدد ضحايا عمليات الانتحارين،  وما ان بدأ الناس بالسعي لتأمين حقهم وحريتهم المفقودة في التصرف بحرية ودون وصاية من مؤسسة دينية او سياسية او شخصية من دون ان يسيئوا الى الاخرين، وما أن بدأ الناس التفكير في احتمال بدء مرحلة جديدة في العراق يتراجع فيها الضغط الارهابي النفسي الذي تعرضوا اليه لسنوات وخاصة ابان حكم البعثين وماتعرضت اليه الجماهير بعد سقوط ذلك النظام الفاشي، جاءت هذه المرة قوى اسلامية وقومية ومليشيات طائفية مسلحة كانت ولاتزال تهدد  الناس ازاء أي تصرف يمكن ان يمارسه في حياته اليومية كأن يكون حلاقا او فتح محل للمشروبات الروحية او تناول هذه المشروبات في البارات التي كانت بغداد مليئة بها على امتداد سنين طويلة  حتى بدأت قوى دينية متخلفة ولديها اهدافها لتهاجم وبأسلوب همجي واستفزازي شرس ومثير للقلق والتذمر العلمانيين ومتناولي المشروبات الكحولية .

 

اليوم نحن امام حملة ايمانية بعثية جديدة يقودها الشيخ جلال الدين الصغير وتروج لها فضائياتهم الاسلامية المسمومة الشديدة الطائفية مثل قناة الفرات التابعة للمجلس الاسلامي الاعلى حيث بدأ الناس يتسائلون هل نهض صدام حسين من قبره وتردى برداء جلال الدين الصغير ليقود حملة ايمانية جديدة ومزيفة وبائسة لاتختلف عن حملات صدام والبعثيين . أم ان هناك من هم من امثال صدام حسين يريدون قيادة مثل هذه الحملة السيئة والخبيثة ولايختلفون عنه الا بالثوب والعمامة التي يضعونها على رؤوسهم ليستروا بها تهلهلهم الفكري والسياسي والتعبير عن خشية فقدان المواقع التي يحتلونها .

ان منع المشروبات الروحية والتجاوز على من يتناولها او بيعها هو تجاوز على الحريات الشخصية وان على جلال الدين الصغير وامثاله ان لاينسى بأن المجتمع في العراق مدني وللافراد حقوق شخصية في ممارسة ما يريدون  وليس له اي حق في سلب تلك الحقوق.

 

ان الحملة الايمانية الجديدة لن تنجح لانها مخالفة لحرية الجماهير وعشقهم للحرية وهي لن تستطيع ان تشغل الناس عن قضاياهم وعن الاساءات التي لحقت بهم من جراء تصرفات الكثير من قوى الاسلام السياسي ومنها المجلس الاسلامي الاعلى ومنظمة بدر وجيش المهدي اضافة الى قوى القاعدة وحارث الضاري وغيرهم .

ان حرق خمسة وعشرون شخصا اتهموا بالمثلية الجنسية هي الاخرى  جريمة وحشية يندى لها جبين الانسانية. ان هذه الجريمة قدمت من جديد للعالم كله السلوك المتوحش لهؤلاء القتلة الذين يريدون فرض اخلاقياتهم الاستبدادية والعنصرية على المجتمع .

 

لقد اثبت علم البايولوجيا أن المثلية نتاج هرمونات موجودة في جسم الانسان وفي التكوين البايلوجي للانسان المثلي، امرأة كانت او رجل و تشكل تكوينه الجنسي وان فوق هذا فان مسألة التفضيل الجنسي هي مسألة شخصية تماما كالمعتقد او حرية الفكر او الدين.

 

ان على المؤمنين ان يبتعدوا عمن لا يريدون الاختلاط بهم بدلا من التحريض الاجرامي على قتل اولئك ومعاقبة من يختلفون معه ولايجعلوها بحجة الدفاع عن الاخلاق في حين اخلاقهم الاسلامية القائمة على السواطير والتفجيرات معروفة وان القاتل هو اكبر فاقد للاخلاق وللضمير.