مقابلة نحو الاشتراكية مع عباس كامل المتحدث الرسمي باسم منظمة اتحاد ضد البطالة

حول تردي الاوضاع الامنية بعد الانسحاب الامريكي من العــراق

 

نحو الاشتراكية: بعد انسحاب القوات العسكرية الامريكية من العراق اتجه الوضع الامني في العراق نحو مزيد الانحدار على اثر سلسلة من التفجيرات التي رافقت انسحاب القوات الامريكية. فكيف هو الوضع الامني حاليا" في العراق عموما" وبغداد خصوصا" ؟ ولماذا تدهور الوضع الامني في العراق على هذا النحو بعد عملية الانسحاب الامريكي؟ وما السبيل لتحقيق الاستقرار الامني في العراق في ظل الاوضاع الحالية؟

 

عباس كامل:نعم الوضع الامني تراجع كثيرا في الايام السابقة وهو ينذر بمرحلة حرجة تمر على جماهير العراق وخاصة بعد انسحاب الجيش الامريكي ومن استنتاجاتنا للوضع وقراءتنا للواقع فأننا نرى بأن الاوضاع الامنية ستتفجر في ظل هكذا ظروف غير اعتيادية وهو ان الامن في العراق ضعيف , صحيح ربما للناظر يقول ان الجيش منتشر في كل مكان والسيطرات والشرطة الخ من القوى الحكومية ولكن هذا لايدل على ان هؤلاء قادرين على مسك زمام الامور فنرى يوميا هناك قتل وسيارات مفخخة يذهب فيها عشرات الابرياء من العمال وطلبة المدارس والنساء والاطفال في الاسواق والاماكن العامة بل حتى في المناطق السكنية وتهديم بيوت المواطنيين , هذا يدل على شقين اولهما هو الصراع بين الكتل السياسية على السلطة  والتسقيط السياسي فيما بينهم والتناغم على السلطة وثروات المجتمع , كل الثروات اليوم بيدهم تسرق وتهرب الاموال والمواطن او بعض المواطنيين ليست لديهم ثمن وجبة يتناولونها ونحن نعرف كم اعداد ونسب الفقراء والمحتاجين في حين ان القوى هذه هي من تتنعم بهذه الثروات هم حواشيهم من المنتفعين ناهيك عن عدم تمتعهم بالكفاءة  بأدارة المجتمع. اما الشق الثاني فهو ضعف الاجهزة الامنية واختراقها من قبيل العناصر المجرمة وهذا ان دل على شيء فأنه يدل على ضعف هذه القوى والعناصر الامنية وعدم كفائتها لحماية المواطنيين وممتلكاتهم وعلى اية حال ارجع لسؤالك فأن الوضع بشكل عام لايبشر بخير ويوميا هذا الصراع والتغالط بين تلك القوى مستمر والخاسر الوحيد في هذا هو المواطن بالتأكيد , لذالك فأن انسحاب القوات الامريكية تحول من فرحة لكل المواطيين بعد  تسعة سنوات من الحطام والقتل والاعتقالات من قبل هذه القوات الى  حزن يخيم على المجتمع بسبب هذه القوى الحاكمة اليوم وتلاعبها بمصير ومقدرات المجتمع والناس في كل مكان , بسبب هذه الاحزاب والقوى المشاركة بالسلطة يصفى ويقتل الابرياء , ان مشاكلهم واختلافاتهم تعكس الحال على البسطاء والابرياء فبسبب خلافاتهم وفوضويتهم وكشف اوراق الاخر تجاه الاخر من قتل وتصفية هذا بحد ذاته يربك الوضع الامني وينعكس سلبا على المواطنيين , لذلك سوف لن يستقر الامن ولاتتقدم الحياة خطوة مادامت هذه القوى السياسية موجودة على رأس الهرم وزيادة خلافاتهم ومن هذا نقول ان الامن والاستقرار يأتي بعد رحيل هذه القوى والاحزاب الاسلامية والقومية المتناغمة على السلطة وان يحل البديل الانساني بدلا عنهم وهو بأقامة حكومة علمانية غير دينية وغير قومية وغير طائفية فهذا هو الحل وخلاص المجتمع من هذا الطيسش السياسي الحالي وبخلافه لن يتقدم العراق ولو خطوة واحدة الى الامام.

 

نحو الاشتراكية:انتم في اتحاد ضد البطالة ماذا فعلتم امام هذه الاوضاع الامنية المتردية في العراق وبغداد؟ وما هي اهم خططكم وبرامجكم للتحرك ضد هذه الاوضاع الامنية المتردية؟ وهل تتوقع ان تسفر نضالك الى التأثير على مراكز القرار السياسي في العراق بأتجاه مصلحة الجماهير؟

 

عباس كامل:اليوم في العراق الوضع ايضا وكما عهدناه دوما هو وضع ماساوي وغير مجدي لكل المواطنيين وان خطورة الموقف تتصاعد فلا امل يوجد للمجتمع بسبب القوى السياسية الحالية وكما قلت سلفا لهذا تجد ان الكثير من المنظمات الجماهيرية والعمالية  تناضل من اجل حرف مسار الاوضاع لصالح الجماهير ومنها منظمتنا منظمة ضد البطالة كونها منظمة جماهيرية وقريبة من هموم المواطنيين وخاصة الفقراء منهم والطبقة المسحوقة او الغالبية العظمى منها وهم العمال العاطلين عن العمل والشباب والشابات وكل فئات المجتمع برجاله ونسائه , نحن نناضل من اجل مجتمع متساوي وخالي من الامراض التي جلبتها اميركا ومرتزقتها ومن اصطف بجانبها ومن كل القوى التي تدعي بالوطنية والحرص على المجتمع العراقي , نحن اليوم نناضل من اجل توعية المواطنيين بأن هذه الاحزاب والقوى السياسية الحالية ليس بيدها الحل وان الطريق مغلق امام الجماهير بسبب هذه القوى ووجودها فعليه ان البديل اليوم بات بيد الجماهير نفسها , بيد العمال وبيد الشباب والطلبة والنساء والكادحين والعاطلين عن العمل وكل فئات المجتمع من المحرومين والتواقين الى الحرية ومن هذا المنطلق نحن نطالب وطلبنا هو ليس بمثابة التوسل او شي من هذا وانما هو حاجة ملحة وفورية ان تسمع الحكومة الى مطاليب المواطنيين وان تنتبه الى همومه ومتطلباته بدلا من  القيل والقال فيما بينها وتصعيد موقف العداء والكره والاقتتال على حساب ارواح وممتلكات الناس و نحن نناضل من اجل بناء مجتمع اعتيادي , مجتمع خالي من الفقر والمرض والتسول والبؤس , نناضل من اجل بناء الانسان ومن اجل الخبز والكرامة له وسوف نصعد من هذه الجبهة العريضة من خلال هذا النضال الانساني ونجبر كل من يريد ان يستعمل المواطنيين دروع بشرية وتزهق ارواحهم الى الانتباه والحذر من ان المواطنيين هم اصحاب القرار والتأثير وهم من يقررون اخيرا وان ثرواتهم يجب ان تكون بيدهم لا بيد فئة معينة  , ان عسكرة المجتمع بهذا الشكل امرا مرفوض يجب ان يكون هناك عمل منسق ومنظبط يحمل على عاتقة حماية المواطنيين من الاعتداءات والقتل والارهاب , ان تصحيح المسار يجب ان تتحمله الحكومة وان تبدا من الان وان تكون مشغلتها الاساسية هي حماية ارواح المواطنيين وان خلافاتهم يجب ان تكون بعيدة وخارج دائرة امن المواطن ومعيشته , ان منظمة اتحاد ضد البطالة ومعها كل المنظمات ذات الشأن تأخذ على عاتقها هذه المسائل ونحن نحاول ان نحرف المسار لصالح الجماهير وتطلعاتهم وحريتهم من اجل مجتمع طبيعي خالي من القتل والارهاب والجوع والانتهاكات

 

نحو الاشتراكية: هل تتوقعون انتم في منظمة اتحاد ضد البطالة المزيد من التردي الأمني لللأوضاع الامنية في العراق، أم العكس؟ وهل أنتم مستعدون لمواجهة كل الأوضاع والاحتمالات التي قد تواجهكم اثناء نضالكم ضد الاوضاع القائمة؟

 

عباس كامل:بالتأكيد الوضع الامني وضع مخيف للمواطنين وهو صعب للغاية  ولا يبشر بخير فأمن المواطنين  معرض يوميا للمخاطر. اليوم الناس تخاف ان تمشي بالشارع خوفا من انفجار سيارة مفخخة او عبوة ناسفة او اطلاق نار عشوائي من قبل العصابات الاجرامية وفي كل مكان في الشارع او الاسواق او المدارس والجامعات او مساطر العمال ومن هذا المنطلق وعلى هذا الاساس نرى ونتوقع المزيد من المشاكل والمضايقات والاعتداءات الامنية وزهق الكثير من الارواح للابرياء , اما من جانبنا وكناشطين عماليين فنحن مستمرون بعملنا ونشاطاتنا رغم كل الظروف ورغم كل التعقيدات , نحن ندافع عن العاطلنين وحقوقهم , نحن نطالب بتوفير ضمانات البطالة ونناضل من اجل هذا , نحن ندافع ونناضل من اجل انسانية الانسان وكرامته ونحن تعرف ان الظروف الامنية الحالية واللاحقة لن تخدمنا ولكن هذا هو واقع الحال وهذا هو المجتمع  , المجتمع امامنا ونحن امامه ولاتبعدنا عنه مسافات نعرف ماذا يريد ونعرف مشاكله وهمومه اليومية ويجب ان يستمر نضالنا من اجل هذا الامر وعلى هذا الاساس اعتقد انه مهما ساء الوضع الامني والسياسي فهذا لن يجعلنا نتراجع بل سنقطع اشواطا الى الامام , المواطن يحتاج الى من يدافع عنه ويمثله , الناس تحتاج الى من يبرز صوتها ويرفع منها ويقدم طلباتهم , لن تزحزح سوء الاوضاع الامنية ولن تغيب ارادة المواطنيين من اجل سعادتها وامالها بمستقبل افضل.