ديمقراطية ساسة العراق

 

عباس كامل

Abbas_left@yahoo.com

 

سمعت الكثير وجلست احيانا كثيرة مع الديمقراطيين ومشاهداتنا لمدة خمسة اعوام مرت على جماهير العراق بين صيف وشتاء وبين تبادل للاراء فشاهدت وعرفت ان الديمقراطية في العراق هي مولود  لا اب له كل يدعي القيمومة عليه فعرفنا من خلال المشاهدات وسماع الاخبار ومنحتنا التجارب مالم نحلم به من سوء قصد فالديمقراطية هي بدلة انيقة وجيب عريض يتسع حتى لجهنم، وهي اقلاع عن التدخين في صالونات القادة، وجواز سفر نوع G يملأ اختاما وتأشيرات حيث لاتوجد في السجل دولة ممنوعة. الديمقراطية ان تسجل ملاحظات لاتعود اليها غدا او لاحقا اذ لاتبدأ اليوم من حيث انتهيت امس فالبدايات تتوالد يوميا .

 

الديمقراطية في نظر ساسة العراق اليوم هي صمت عن اخطائهم واستقبال اكبر عدد من الناس واضافتهم الى القائمة ولايهم من هم او ماهو موقفهم من الديمقراطية المهم ان يجلسوا تحت الشعار فهم يصبحون كذلك في الجلوس السحري .

 

في الديمقراطية الناس تتناول القهوة بدل الشاي في ثنايا كلام غير مسموع بين مجموعتين او اكثر تضمهم صالة واحدة، وفي ديمقراطية ساسة العراق جلب التمويل وهي شغل في مفاتيح الاثنيات فأنت كردي اوعربي او شيعي او سني وما على شاكلته هي انتاج كثيف لما بعد المواطنة،  فكل مايفعله الغرب هو حقيقة تفتقر اليها وكلما نفعله او نقوله فهو دون حدود النضج.

 

الاشياء تدور في خارطة الوهم فالحدود وهم والتاريخ وهم والنضال وهم والعمال والفلاحون والمسحوقون وهم، النضال الطبقي وهم مركب، والمبادىء اكذوبة والثروة ملك الجماهير جمود عقائدي.

 

الديمقراطية هي بحث عن الوكالات المتنوعة وكالة وزارة او وكالة شركة عالمية او وكالة انباء او وكالة غذائية وحتى وكالة عامة مطلقة عن بيت ايل للسقوط او سيارة كوستر.

 

الديمقراطية صيرفة وتمويل وعقارات وصولا الى سوق حرة واقتصاد ليبرالي، القطاع العام عدو طبقي، الاصلاح الزراعي شيْ مخزي، الصناعة الوطنية عار مؤبد، الدول الكبرى عقول رشيدة عظمى تعرف مصلحتنا اكثر منا تريد بنا خيرا ونريد بها وبنا شرا فمن طرائفها تهريب النفط ومقاتلة الارهاب على ارض العراق وقطع المياه وسرقة الاثار واستيراد المولدات، الاحتلال صداقة والقتلى قتلى والوطن سوق والمواطن مستهلك جيد والثورة ارهاب والعشيرة رصيد والمراة سكرتيرة اعمال واليهود جميعهم طيبون الا كارل ماركس، والثقافة سلعة وبفضل ساسة النفاق فقدنا العراق وصار العدو صديقا حميم .