ضمائر العاطلين ليست رخيصة، كضمائر الرأسماليين

 

عباس كامل

Abbas_left@yahoo.com

 

لا يمكن ربط الفقر في العراق بظاهرة تنامي معدلات الفقر في العالم وبسبب التأزم الرأسمالي العالمي فقط رغم سياسات الافتقار والنهب للشركات الرأسمالية والحكومات التي تحميها.لقد تدخلت عوامل عدة مسببة الفقر في العراق منها الحروب الداخلية والخارجية والتهجير القسري وبعده الطائفي والحصار الاقتصادي في التسعينيات وسوء تصرف النظام اللاسياسي الحالي وسرقته لموارد المجتمع ،والخلل في الاداء الحكومي والفساد الاداري والمالي والعقود الوهمية والرشاوى والسمسرة،وانعدام الامان والوضع الامني السيء .لقد تعرض المجتمع العراقي الى ظروف غاية في الاستثنائية اثرت في افقار وادامة افقار الملايين من المواطنيين،وتحول المجتمع كله الى باحة للفقر والمجاعة والبطالة والظلم ،وهم محرومون من اية حقوق مدنية وبهذا يتضح لنا جليا عمق جذور الفقر في العراق،فالفقر هو نتاج النظام الاجتماعي والاقتصادي في العراق،ومكافحته موضوع صراع فكري وسياسي كبير.

يشكل الفقر عنوانا كبيرا من عناوين الازمة في العراق،رغم سعة الحديث من قبل الرأسماليين المحليون عن الاعمار ونصرة الجائعين ورفع الحيف عن الفقراء والمحتاجين وتشغيل العاطلين ودعم الفلاحين وبناء المعامل والمصانع وتعبيد الطرق وتشييد البنايات وتخصيصات البطاقة التموينية وشبكة الحماية الاجتماعية.ان السياسة التي تمارسها الحكومة الاسلامية حاليا ضيقة الأفق وقصيرة النظر وهو خداع للمواطنيين وايهامهم بانهم سوف يقدمون الخدمات ويقضون على اهم المشاكل لكن واقع الحال هم ليسوا بدعاة تلك المصالح بل هم الازمة نفسها ويريدون تعميقها اكثر فاكثر من اجل جنيهم للارباح والسرقات والعقود وضد مصالح الغالبية العظمى من المجتمع العراقي وعواقبها وخيمة.ولن تعالج الازمة السياسية والاقتصادية الراهنة وليس بمقدروها ذلك لانهم يعتاشون بكل اشكالهم والوانهم على دماء الفقراء والجياع.

ان نسبة الفقر تصل الى اكثر من 50 بالمئة في العراق ويعيشون مواطنوه في فقر مدقع ونحو اكثر من عشرة ملايين يعيشون تحت خط الفقر وهذا هو حال المجتمع العراقي اليوم . كثرة البطالة والفقر والجوع والحرمان طغت على اغلب العوائل والشباب ولكن هناك شيء يوحد هؤلاء الفقراء والعاطلين الا وهو الجوع و انهم بقوا متوحدين متفائلين بالحياة وحياتهم غالية وضميرهم حي وليس في قلوبهم الحقد والكراهية على بعضهم لانهم متوحدين من حيث مساواتهم بالفقر والجوع وعكس ما نراه في وجوه الرأسماليين الكاحلة المهزومة والمريضة والتي تعتاش على لحم ودم الفقراء فهل نسوا هؤلاء بان العامل هو سيد العمل وهو سيد الالة والانتاج لكنه بكل الاحوال ورغم ضعفه وفقره بقي سعيدا ومرتاح البال عكس كل الانذال من الطبقة البرجوازية ومصاصي الدماء.

ان العامل والعاطل عن العمل هو انسان حر ولديه المبادئ كل المبادئ وضميره انقى من ضمير الرأسمالي وحفنة الرأسماليون الاجانب والمحليون المتعفنين . فاية حكومة هذه التي لاتؤمن ابسط مستلزمات العيش وغير قادرة على حل ابسط المعضلات او المشاكل او حل ابسط مقومات مايحتاجه المواطن من عمل وخدمات مثل كهرباء وماء صالح للشرب هل بمقدور العامل والعاطل عن العمل ان يحترم هكذا حكومة برجوازية عدوة للعامل.