مقابلة نحو الاشتراكية مع عباس كامل عضو اللجنة المركزية و الناشط في مجال الدفاع عن حقوق العاطلين عن العمل حول أهمية

 

النضال ضد البطالة والفقر في العراق

 

 

نحو الاشتراكية: بصفتك ناشط عمالي ماهي نظرتك الى اوضاع البطالة في العراق وهل هناك حاجة الى تشكيل منظمة ضد البطالة ؟

 

عباس كامل: بالنسبة الى تشكيل منظمة تعنى بشؤون العاطلين عن العمل هو امر ضروري لان الوضع في العراق وضع متأزم وهناك فوضى امنية و انتكاسة معيشية واقتصادية يمر بها المجتمع العراقي في ظل الحروب والصراعات الطائقية بين الاحزاب الاسلامية والقومية وصراعهم على السلطة وترك المجتمع برمته في مهب الريح مما خلق انتكاسة كبيرة واحباط بين فئات المجتمع وغالبيته من العمال والعاملات أي الرجال والنساء يعانون من البطالة التي عصفت بهم وليس لديهم مايعيلهم ويعيل عوائلهم من رواتب في القطاع العام او القطاع الخاص والذي تعرض هو الاخر الى انتكاسة وتحطيم في الحرب الاخيرة على العراق من قبل امريكا وحلفائها وقصف المعامل والمصانع وهناك الان اكثر من ثلاثة الاف معمل ومصنع لايعمل ومعطل في العراق بسبب التخريب التي تعرضت له في الحرب مما زاد الطين بلة وكثرت اعداد العاطلين اكثر من السابق أي قبل سقوط النظام البعثي لهذا لم تبقى ادنى ذرة من المدنية والاعتبار للمجتمع فمع وجود الاحتلال والقتل والتفجيرات هناك البطالة المليونية التي يعاني منها ملايين الشباب واغلبهم من الخريجين وعدم حصولهم على وظيفة او عمل يليق بهم او أي ضمان اجتماعي يعيشون من خلاله لسد رمقهم . لذا فان التحرك على مسألة العاطلين هو جواب ضروري وملح لهذه الازمة . نحن جادون بطرح هذه القضية امام المجتمع وفتح المجالات امام الشباب للانظمام الى هذه المنظمة التي ستصبح صوتهم القوي لنيل مطالبهم والتعامل مع هذه القضية بصدق وواقعية وعلى عكس ما تدعيه بعض المنظمات المهتمة بنفس القضية والتي تدعي بانها تدافع عن العاطلين ومصالحهم وايجاد فرص العمل الا ان واقع الحال هو عكس ذلك تماما فهذه المنظمات هي منظمات نفعية تريد ان تنتفع بحجة دفاعها عن العاطلين والمطالبة بحقوقهم وقد اثبت الواقع فشل العديد من تلك المنظمات لانها لاتعمل لصالح العمال او العاطلين .

 

نحو الاشتراكية:  كم هي نسبة البطالة في العراق تقريبا"؟ وكيف هي الأوضاع المعاشية للعاطلين عن العمل في بغداد وبقية المحافظات؟

 

عباس كامل: بالحقيقة ان نسبة البطالة هي نسبة عالية جدا فهناك اكثر من 50 بالمئة. ان نسبة البطالة عالية جدا فبعد ان كانوا تسعة ملايين او اكثر بعد سقوط النظام البعثي ودخول القوات الامريكية وتدمير المجتمع ازدادت تلك النسبة لان المجتمع كان متحطم تماما وليس هناك مايدير البلد لانه كانت كل المؤسسات والدوائر الحكومية معطلة اضافة الى تدمير اغلب المعامل والمصانع وحل الجيش السابق  وبعد مرور تلك السنين على المجتمع ومعايشتهم للواقع المرير وبعد ان تشكلت حكومة صورية وبأشراف امريكي وفتح باب التطوع للجيش انخفضت تلك النسبة فذهب الشباب للتطوع من اجل المعيشة ولكن بقيت البطالة منتشرة في عموم محافظات العراق مصحوب بأنتشار الفقر والتشرد والجوع لان لاتوجد حلول جذرية لهذه المشكلة اصلا فليس هناك من يريد ان يحل هذه القضية وانا اعني  القائمين على ادارة المجتمع حاليا من الاحزاب الاسلامية والقومية المتنفذة بالسلطة لانهم اصلا يهربون من   حل لتلك القضية وليس لديهم برامج او مشاريع حقيقية تقلل من هذه الظاهرة ولو تحدثنا عن بديل اكثر انسانية وانفراجا لهذه المعضلة وقلنا بان ضمان البطالة هو الحل لتحقيق المساواة بالمجتمع والحد من ظاهرة الفقر والجوع فليس هناك من يسمع هذا المطلب المهم من الحكومة او البرجوازية الحاكمة لان البرجوازية الحاكمة او الراسمالية تعتبر بأن ضمان البطالة يقلل من ربحيتها وبهذا تظلم العاطلين او العمال العاطلين وباقي فئات المجتمع من المحتاجين من الفقراء مما يزيد يوميا انتشار الفقر والتشرد والبؤس بين الناس وترى بأن المشكلة قائمة وليس هنالك حل لها في المستقبل مادامت ثروات المجتمع تذهب الى جيوب الساسة وحواشيهم واحزابهم ومليشياتهم ويبقى المجتمع يعاني الأمرين وتبقى البطالة موجودة وبزيادة مستمرة ويبقى الفقر والجوع ملازم للفقراء وصراعهم مع الحياة يوميا ومستمر وطبعا هذا الحال يشمل كل انحاء العراق فالفقر والجوع والبطالة موجودة وليس لها حل والمستوى المعاشي لاغلب الجماهيرتحت الصفر .

نحو الاشتراكية: في حال استطاع العاطلون الشروع بعمل تنظيمي، برأيكم ماهي أهم الأهداف التي يجب ان يسعوا إلى تحقيقها؟ وأية أساليب نضالية ستستخدم من أجل تحقيق تلك الأهداف؟ ومن سيحدد تلك الأساليب ؟

 

عباس كامل: الحقيقة الهدف من وراء النضال المنظم ضد البطالة ينبغي ان يكون  تنظيم قوى العاطلين عن العمل ورفع مطاليهم بضمان البطالة او فرص عمل لكل من بلغ سن ال 16 عاما وقادر على العمل اضافة الى ابراز صوت العاطلين ومعاناتهم وتقوية النضال لوقف الانتهاكات التي تمارسها الرأسمالية بحق العاطلين والتصدي للاحزاب الحاكمة وتحكمها بالتعيينات والمحسوبية وترك العاطلين عرضة للمخاطر  وكذلك منع اجراءات التعيين وفق المحاصصات الحزبية والدينية والعشائرية والقومية او الجنسية وكذلك تهدف المنظمة الى كشف الاستغلال والحرمان ضد العاطلين وحرمان عوائلهم واطفالهم من العيش وفق المعايير الانسانية وانهاء العمل بالقوانين المعادية للعمال واستبدالها بقوانين تضمن حقوق العمال  المطرودين . أننا نعلن عن وقوفنا مع كل العاطلين والعمال المحرومين من امتيازاتهم وحقوقهم ونسعى الى كل الاساليب والطرق النضالية التي تخصع لها الحكومة وتنفيذها. ان الاساليب النضالية التي اقترحها هي القيام بتجمعات واعتصامات وتوزيع ونشر البيانات ومخاطبات المنظمات العمالية العالمية اذا تطلب الامر ذلك لحين تنفيذ مطاليب العاطلين واهدافهم الاساسية وتحقيق المطالب الكاملة للعمال والعاطلين عن العمل وتشغيلهم وتعينهم او صرف ضمان البطالة لكل عاطل وعاطلة عن العمل .

 

نحو الاشتراكية: في حال وجود هكذا منظمة هل برأيكم ان الحصول على مساعدة لها من الدولة امر وارد؟ أم أن الاجدى هو إرغام الدولة على تحقيق مطالب العاطلين عن العمل؟

 

عباس كامل: لااعتقد ان الدولة تساعد العاطلين من الناحية المادية لان الدولة اصلا لاتشجع على تشكيل اي منظمات او جمعيات من اجل الدفاع عن العاطلين وانتشال المجتمع من افة البطالة والفقر والعوز لاننا كما نعرف ان الدولة هي عبارة عن لصوص وسراق هم اصلا يقومون بسرقة قوت الجماهير وحرمانهم من ابسط مستلزماتهم فكيف سننتظر منهم الدعم المادي او أي دعم اخر ومساعدة المنظمة من اجل تواصل عملها مع الجماهير وخاصة العاطلين عن العمل منهم , لكننا سنحاول مفاتحة بعض المنظمات الانسانية لمساعدتنا بما نحتاجه من مستلزمات واحتياجات المنظمة وخدمة العاطلين وتنظيمهم داخل المنظمة وايجاد فرص العمل لهم عن طريق الاتصال بالمنظمات ذات الصلة والمعنية بهذا الشأن وجلب الدعم المادي من منظمات عمالية عالمية ومنظمات مهتمة بشؤون العمال والعاطلين. بنفس الوقت فاني اعتقد ان على هكذا تجمع او تنظيم ارغام الدولة على تقديم المنح او المساعدات على اعتبار ان العاطلين هم جزء مهم من المجتمع وان للدولة دور اساسي بالتدخل بهذه القضية المهمة ومن واجبها الاساسي توفير العمل والضمانات الاجتمناعية لهذه الشريحة الواسعة .

 

نحو الاشتراكية: كما هو معروف إن الكثير من المشاكل الاجتماعية تنشأ من البطالة، ما هي أهم تلك المشاكل؟ وماذا تقترح فعله بغية معالجتها؟

 

عباس كامل: بالتأكيد ان اهم عامل للمشاكل الاجتماعية هي البطالة وان للبطالة دور سلبي على حياة المجتمع برمته وتنعكس سلبا على الحياة اليومية سواء داخل الاسرة او داخل المجتمع نفسه ومن شقين فلو تكلمنا عن الاسرة فهناك مشاكل كثيرة ومعقدة حصلت وتحصل يوميا بين العوائل بسبب ان الاب عاطل عن العمل ولايتمتع بادنى راتب شهري او حتى عمل مؤقت وتسرب الاطفال من المدارس والكثيرمن المشاكل الاخرى والموضوع الاخر هو المجتمع فأذا كثرت اعداد العاطلين وعدم وجود فرص العمل لهم سوف تنشا مشاكل اجتماعية كثيرة وكبيرة فالكثير منهم هم عرضة للمخاطر ويستغلون من قبل العصابات والمجاميع الارهابية في الشارع وارغامهم بالعمل معهم واستغلالهم للسرقة والقتل والتسليب وبالتالي تتكاثر المشاكل الاجتماعية وتمتلىء السجون وتتعقد المشاكل اكثر واكثر فلو انتبهت الدولة لهذه الحالات لرأت ان الكثيرين من هولاء اللذين استغلو من قبل العصابات هم ضحية المجتمع وضحية سياسة الدولة اللامسؤولة وليس ذنبهم ان يصبحوا قتلة ومجرمين  وانهم سلكوا ذلك الطريق الا بسبب حاجتهم للعمل والعيش الكريم وهذا كله تتحملة الدولة او الحكومة لان العاطلين هم كما قلنا جزء من المجتمع وعلى الدولة ان توفر لهم العمل والحكومة تتحمل المسؤولية كاملة في تدهور احوال المجتمع وفقره. نحن نعمل على تنظيم تلك الشريحة الواسعة وتدريبها نضاليا من اجل نيل حقوقها.

 

نحو الاشتراكية: هل برأيكم ان التعاون مع منظمات جماهيرية تدافع عن العمال يخدم قضية العاطلين ؟

عباس كامل: نعم اعتقد انه شئ ايجابي التعاون من اجل خدمة قضايا العمال والعاطلين مع اي منظمة جماهيرية قريبة من العمال والعاطلين والمعنية بشؤون تلك الشريحة الواسعة وبالحقيقة نحن لو فكرنا يوما بان نتعاون مع أي منظمة فأن قضية العاطلين والدفاع عن شؤونهم تبقى هي الاساس والدافع لذلك التعاون وليس خدمة مصالح خاصة.

 

نحو الاشتراكية: كيف يمكن ان تصف رغبة الجماهير او قبولها لوجود منظمة تعنى بشؤون العاطلين، والدعم من لدن قوى اليسار ومنظمات المجتمع المدني والتيار العلماني في الداخل والخارج؟

 

عباس كامل: اعتقد ان الدفاع عن العاطلين وتبني قضيتهم سيلقى اوسع اشكال القبول واللهفة من قبل الجماهير لانها وجدت اصلا للجماهير فهي من الجماهير والى الجماهير ولابد ان تتعاطف الجماهير المليونية في العراق مع هذه القضية المهمة والاساسية والتي تنخر اركان المجتمع كله وهي البطالة وايضا لابد بل من واجب كل القوى اليسارية ومنظمات المجتمع المدني والتيار العلماني سواء كان داخل العراق او خارجه ان تتعاطف كل هذه القوى مع هكذا جهود ومن واجبها دعم ومساندة اي جهد في هذا الاطار ومد يد العون له ومشاركتنا مساعينا من اجل محاربة البطالة والافقاروالتجويع ورفع مستوى حياة الجماهير والارتقاء بالانسانية في العراق.