مصرفا الزوية والبياع و“بطانيات الانتخابات“ !

 

عباس كامل

 

يبدو ان ازلام الحكومة العراقية لايكتفون بما لديهم من اموال طائلة مسروقة من قوت الجماهير الفقيرة في العراق، سواء بالاختلاسات او تهريب النفط او الغش في المواد التموينية او استغلال المناصب، بل ذهبوا هذه المرة وارسلوا حثالاتهم وعصاباتهم المأجورة وحماياتهم لسرقة المصارف. فبعد سرقة مصرف الرافدين في الزوية اعلن رسميا أن المدبر الرئيس للعملية هو نقيب تابع للفوج الرئاسي المكلف بحماية نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي،  هو المدبر الرئيس لعملية السطو الاجرامية تلك. وبالطبع عادل عبد المهدي هو قيادي في  المجلس الاسلامي الاعلى !

 

ماذا تقول حكومة الفرقة الوطنية عن هذه الفضيحة ؟ هل تستطيع ان تكذب الخبر؟. وتبين فيما بعد ان ذلك بدأ يتحول الى ظاهرة فقد تم الكشف عن محاولة سطو اخرى على مصرف البياع ويبدو ان لهؤلاء ايضاعلاقة اما بالسلطة الاسلامية والقومية او احد ميليشياتها ايضا!!.

 

الا يخجلون من ارسالهم حفنة من حماياتهم وعصاباتهم لسرقة المصارف وعلى طريقة (حاميها حراميها) وبعدها يتم تغطية هذه الجرائم خوفا من معاودة الكره ومن النقمة الموجودة اصلا في الشارع ضدهم.  السؤال هو ماذا يفعلون بكل تلك المليارات؟ هو ان هؤلاء يخططون لانتخابات مقبلة من اجل اعادة دورة النهب والتقاسم الطائفي والديني والقومي في العراق، ويبدو انهم يريدون ان يوفروا (البطانيات والصوبات) لتوزيعها على الفقراء في الانتخابات المقبلة لكي يتم التصويت لهم ولقوائمهم ؟!. هل ثمة ضحك على الذقون اكثر من هذا؟. الى متى  الاستخفاف بالجماهير وحياتها؟ الا يكفي ما اصاب العراق يجماهيره الغفيرة نساءا ورجالا واطفال من حرب وقتل وانفجارات وحروب طائفية ودينية وارهاب امريكي واسلامي ؟ الا يكفي تهجيرهم من بيوتهم ؟ الا تكفي الاعتقالات العشوائية والاغتيالات  والتعذيب في السجون ؟ الا يكفي اهانتهم للمرأة وفرض اقصى درجات الدونية ضد النساء في العراق، الايكفيهم كل هذا ؟

 

في الغرب (الكافر) كما يسميه ملالي وشيوخ  الاسلام، نرى ومن خلال الافلام بأنه عندما يتم سرقة بنك من قبل جماعة او عصابة مسلحة فأنه يتم توثيق أيادي من يعملون فيه لحين اتمام اللصوص لسرقتهم وهروبهم . ولكن في العراق ولان القتل هو اسهل شئ وارتكاب المجازر هو الحالة العامة من قبل لصوص الحكومة وقطاع طرق الميليشيات الاسلامية والقوميين، اولا،و لصوص المجتمع العاديين، ثانيا، وكما حدث مع افراد حرس مصرف الزوية في بغداد الذين قتلوا وبدم بارد دون اي ذنب ارتكبوه سوى انهم كانوا موجودين في المصرف لحراسته.

 

ليس لازلام حكومة المنطقة الخضراء المختبئين ذرة من خجل او قطرة حياء على جباههم. لا يوجد لديهم ضمير او انسانية ويريدون، الان من خلال النهب والسلب وقتل البشر وسرقة بعضهم البعض ان يديموا سلطتهم. ولكن للضرورة احكام كما يقول المثل ويبدو ان البطانيات اكثر اهمية من حياة الناس وباتت احد المسائل الملحة للجماعات الاسلامية والقومية من اجل شراء الذمم والفوز بالانتخابات، وليديموا عملية النهب والسلب والاختلاس والتهريب والغش وسرقة الفقراء والجائعين والمحرومين.

 

لا يجب ان نخدع بعد اليوم بهذه العصابات والميليشيات الاسلامية والقومية التي عبثت ما يكفي بحياتنا وبآماننا ولا ننخدع بالملالي ورجال الدين ورؤساء الميليشيات  الدينية والقومية الذين لا هم لهم سوى تقوية نفوذهم حتى وان اتى على حساب قتل البشر وارتكاب الجرائم ليديموا الاوضاع الكارثية في هذا البلد وليبقوا في كراسيهم .