صرخة الجماهير والقتلى الابرياء  في 25 شباط لن تذهب سدى!

 

انتفضت الجماهيرفي العراق يوم 25 شباط في جميع محافظات العراق واقضيته ونواحيه ، وسجلت اروع صور البطولة ومعانيها ، وأثبت احترامها للمدنية ، وهي تدافع عن حقها ، عن الحريات ، وعن الخدمات من كهرباء وماء وصحة وأمن ، وتوفير فرص عمل للعاطلين عن العمل ، وتدافع عن كرامة ابنائها وانسانيتهم. وهي صرختهم المدوية ضد الفساد والطائفية ،وتكميم الأفواه وقمع الحريات ، والظلم والافقار والذل، الذي نشرته الطغمة الفاشية من مستبدي العراق الجدد . لقد أثبتت الجماهير لهؤلاء القتلة أنها الجماهير المؤهلة لبناء الدولة المدنية وارساء قواعدها المتينة ، وحمايتها بدمائه.

 

لكننا، وكما قلنا في بياناتنا السابقة ، إن الرأسماليون ، والفاشست ، وعملاء الاحتكارات الدولية ، وعصابات الاستبداد ، هم أول من يضع العنف على رأس جدول اعماله ، ولقد فعلها الفاشيون هؤلاء ، في ظل صمت المجتمع الدولي ، ومباركة اسيادهم المحتلين ، وهاهم يطلقون النار على التظاهرات السلمية ، وينكلون بالمتظاهرين المسالمين العزّل ، الذين قدموا العديد من القتلى والجرحى في كل مدن العراق ، بغداد والموصل والبصرة والكوت والحمزة والسليمانية وكركوك وغيرها ، بعد أن دسوا مرتزقتهم بين المتظاهرين لافتعال العنف ، بقصد تخريب المظاهرة .

 

 لقد سقطت كل الوجوه الكاحلة وكل الاقنعة في 25 شباط في ساحة التحرير في بغداد وخير دليل هو وجود البرلماني كمال الساعدي في بناية المطعم التركي وبالتحديد في الطابق السابع ضنا منه ان الكامرات لاتصوره وكان يبتسم ويدخن السيكار وجهاز الموبايل لن ينزل من يده طيلة الوقت لاتصاله المستمر بسيده المالكي وانتظاره للحظة الحاسمة التي ينتقض بها على المتظاهرون وقد فعل وهاجم وقتل بالقنابل والقناصة وكان يومها  الحالة شبيهة بموقف علي الكيمياوي حينما كان ايام البعث الفاشي كيف كان يدوس المعارضين للبعث  ويركلهم برجليه ، في 25 شباط وضع المتظاهرون ديمقراطية الحكومة المزيفة أمام امتحان الواقع ، وكشفوا على المحك خدعتها وزيفها . وما سقوط هذا العدد من القتلى والجرحى في تظاهرة 25 شباط ، واستهداف الناشطين في مظاهرة ساحة التحرير من العمال والنقابيين والصحفيين ، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح أمام الناس ثم اعتقالهم ونقلهم إلى جهة مجهولة ، إلاّ صورة مصغرة عن طبيعة وحجم الاعتقالات الهائلة والقمع الدموي الذي يبرع فيه المالكي طاغية بغداد الجديد وسلطته الفاشية ، مثلما برع فيه دكتاتور العراق صدام وحزبه الفاشي

 

 ونحن إذ ندين الحكومة الكارتونية على ما جرى في ساحة التحرير في بغداد وفي المحافظات الأخرى ، فإننا نحملها المسؤولية الكاملة عن إراقة  دماء الابرياء من المتظاهرين  ، كذلك ندين كل الذين منعوا اتباعهم عن المشاركة في مظاهرة الجماهير العظيمة هذه بذرائع واهية ، ونصنفهم باعتبارهم شركاء للمالكي وحكومته في عدائهم للمجتمع ومصالح الجماهير .

 

الويل لكم من قبضة الجماهير ، وأنتم تصنعون نهراً من دماء الابرياء ، الويل للطغاة والمستبدين ، فلن تذهب دماء الابرياء في ساحة التحرير يوم 25 شباط سدى ، وستطالب الاهالي من عوائل     الابرياء محاكمة طاغية بغداد الجديد ومرتزقته ، ولن ندّخر جهداً في تحقيق ذلك ، لينال الظالم جزاءه العادل مثلما نال هذا الجزاء الطاغية صدام.

 

  المجد للمضحين يوم 25 شباط

  والخزي والعار للطغاة الجدد ومرتزقتهم

  عاشت انتفاضة جماهير العراق

 

 عباس كامل