حول الاستقطاب الدولي في الازمة بين جورجيا وروسيا

 عباس عبد الرحمن

abbas_left@yahoo.com

  

 لايمكن اعتبار الهجوم الروسي على اوسيتيا الجنوبية التي تقع فعليا داخل حدود جمهورية جورجيا حدثا مفاجئا بين الدولتين لان التحضيرات لهذه الحرب مستمرة تقريبا منذ خمسة اشهر وكل المؤشرات تؤكد انها قادمة .

 

وقد حدثت هذه الحرب في ظل اسباب عرقية ودينية تتعلق توراثة كلا من روسيا وجورجيا اللتان كانا يظمهما مع 14 دولة الاتحاد السوفيتي قبل ان ينهار عم 1991 . مشكلات دويلات وجمهوريات صغبرة عرقية ودينية متنوعة نشبت بسبب سياسة القادة السوفيت القديمة المتعلقة بفك وتركيب الكتل العرقية والدينية وتوزيعها على امتداد الجمهوريات السوفيتية بما يضمن تفتيتها وتقوية الاتحاد السوفيتي .

 

وتفجرت هذه المشاكل مع تفكك الاتحاد السوفيتي وسعي كل اقلية للانفصال والعودة للتوحد مع الكتل الدينية والعرقية المشابهة في دول اخرى . وربما من اسباب هذه الحرب ايضا ان ثمة بوادر نهوض عسكري روسي للمجد العسكري القديم ومحاولة الاستفادة من الانهيار الامريكي في العراق وافغانستان في تقوية القطب الروسي مقابل سعي امريكي وحلف الاطلسي لضم جورجيا لحلف الناتو مما يعني محاصرة روسيا بحلف عسكري غربي ومن ثم كانت هناك ضرورة لاظهار الانياب الروسية لجورجيا بصفة خاصة وحلف الناتو بصفة عامة واجهاض مخطط حصارها , ووسط هذه الصراعات بين روسيا وجورجيا التي هي حرب بالوكالة  وشبه مباشرة بين موسكو وواشنطن – لايمكن اعتبار ان الاوسيتين او الابخاز في الاسنقلال عن جورجيا ومساندة روسيا لهم دليل على رغبتهم في الانحياز او الانظمام لدولة دون اخرى بقدر ماهي الرغبة بالاستقلال لغالبية جماهبر مسلمي واقليات هذه الجمهوريات اللذين يتحاربون باسمهم وعلى انقاض منازلهم وحياتهم .

 

ان هذه الحرب هي حرب اجرامية لتقسيم العالم من جديد بين قوى كبرى فلا امريكا ولاروسيا  من يدافعون عن حريات الجماهير واستقلالها . ان هذه الحرب هي حرب بين اقطاب الراسمالية العالمية والجماهير في جورجيا هم من يحصدون بؤس هذه الحرب ويدفعون ثمنها .