اتفقوا على الا يتفقوا !

عمار لينين

 

منذ دخول قوات الاحتلال الى العراق ومعهم ماتسمى القوى السياسيه والتي كانت تتغنى بالديمقراطية الغربية وتسمي امريكا وحلفاها بقوات التحرير وكانوا دائمآ ما يرددونها على جرائدهم ورغم خروج الرئيس بوش الابن وتصريحاته على شاشات التلفزيون قائلا ان دخولنا الى العراق هو احتلال في الوقت الراهن الا ان القوى السياسيه والاحزاب في العراق ظلت تسمي امريكا بقوات التحرير. وحين وضعت امريكا الحاكم المدني بول بريمر على راس القوى السياسيه ومشرفا على ما تسميه السلطه الانتقاليه وايضا على الاعضاء الذين كتبوا الدستور وتكليف كل حزب او قوة سياسيه ليكون احد اعضائها رئيسا لمدة شهر واحد حتى انتهت بابراهيم الجعفري. ومن هذا المنطلق قامت الاحزاب بالاعتراف بالاحتلال الامريكي لكي يجمعوا اكثر الاصوات لهم سواء في الساحة السياسية او الشارع العراقي ومنها الاحزاب الكردية التي تتكلم باسم القومية والاحزاب الاسلامية التي تتكلم باسم الدين والطائفة والمذهبية وبعض من يسمون بالمستقلين وبنفس الصورة تمت تشكيل البرلمان المزعوم تحتى مظلة الاحتلال.

 

 يقولون ان هناك مفوضية مستقلة تشرف على الانتخابات. ولكني لا اعرف كيف تكون مستقلة بظلال الاحتلال!. والنتيجه هي تشكيل برلمان ورقي.  وفيما يخص بالدستور فأنهم لم يتمكنوا من الاتفاق على اي بند من بنوده الذي خطوه بايديهم سوى تلك البنود التي تخدم مصالحهم ومصالح امريكا وبقاء قواتها وايضا تلك المتعلقة بما يدخل جيوبهم كالرواتب وتقسيم الوزارات والمحاصصات بينهم بل وحتى تقسيم العراق جغرافيا الى محميات دينية وطائفية وقومية؛ هذه المحافظة للحزب الفلاني وهذه الوزارة للميليشيات الفلانية. اما الخدمات والبناء والاعمار وجلب الشركات للعمل على مشاريع داخل العراق فهم يتقاسمونها فيما بينهم وتقسم المقاولات لكل طرف ديني او طائفي او ميليشيا لحد تبادل الشتائم والكلمات البذيئة فيما بينهم. وفي الانتخابات الثانية فتحت جبهات للصراع فيما بين القوى الميليشياتية على مصراعيها فأقدم كل حزبين او ثلاثة من الاحزاب الدينية المتخلفة لتشكيل  ما سموه بجبهات وطنية هذه المرة. ارادوا ان يسموا انفسهم وطنيين واستخدموا تسمية الوطنية لكسب ود المجتمع والشارع العراقي لانهم عرفوا انهم مكروهين في مواقعهم الدينية والطائفية والمذهبية. ورغم ذلك لم ينجحوا في الاتفاق فيما بينهم وظلوا يتنازعون على المناصب والوزارات تاركين المواطنين العراقيين غارقين في همومهم ومعاناتهم في كسب معيشتهم وهذا الوضع مستمر على هذا الحال لحد الآن.

 

 اتسائل اليوم ماذا سيقولون للشعب في الانتخابات القادمة وبأي وجه سيقابلونه وتحت اي ذريعة او ايديولوجية سيحاولون خداع الناس؛ جربوا الدين وجربوا الطائفية وجربوا المذهبية وجربوا القومية وجربوا الاثنية والعرقية وجربوا الوطنية فماذا الان؟ لقد كشفوا وفضحوا كليا، ولذلك فقد ان الاوان للجماهير لكنسهم من السلطة. هبوا ايها الجماهير لاقتلاع هؤلاء وانشاء دولتكم التي تمثل ارادتكم.