الجماهير الفلسطينية: ضحايا معسكري الارهاب

مقابلة "كانال جديد" مع حميد تقوائي حول مجزرة المدنيين الابرياء في غزة - الجزء الثالث والاخير

 

 

ناصر اصغري : الباسيج، القوة شبه العسكرية للنظام الاسلامي في ايران قد دعي للتوقيع على ارساله الى القدس. ووضعت مكافأة قدرها 1 مليون دولار على رأس حسني مبارك، وهكذا دواليك. ما الدور الذي يلعبه النظام في ايران هنا ؟

 

حميد تقوائي : حسنا، اعتقد ان دور النظام كبير هنا ، من منظور سياسي ، وكذلك من وجهة نظر الدعم المالي والعسكري له لحركة حماس وحزب الله. لاحظ ، هذه الحرب تحدث في وقت كان النظام فيه يضعف على الصعيدين المحلي والإقليمي. وبقدر تعلق الامر بالظروف السياسية المحلية ، بامكانك رؤية ، من ناحية ، أن خامنئي يدعم أحمدي نجاد ، لتشكيل كتلة معه ، وذلك استعدادا لاقامة ما يسمى بالانتخابات. وفي المقابل ، ترى المنشقين الذين يزدادون تصديا لما يسمى القائد الأعلى (خامنئي).

 

 ناصر اصغري ؛ عدد من القوى ، الايرانية وغير الايرانية على حد سواء ، مثل راهي كاركار وحزب توده الإيراني في المعارضة ، حزب العمال الاشتراكي (SWP) في بريطانيا ، وغيرها ، ادانت اسرائيل فقط باعتبارها الطرف المسؤول عن هذه الحرب. وهي بذلك صفت بشكل غير مباشر الى جانب حماس.

 حميد تقوائي: حسنا ، الفت نظرك ، فإن قسم منها صفت مع حماس مباشرة في بعض الحالات ! ان حزب العمال الاشتراكي SWP ، واحد من الأمثلة ، وقد دافع علنا عن حركة حماس. وفي حرب الــ 33 يوما في لبنان ، فان ذلك الحزب رفع صور حسن نصر الله ودعاه تشي غيفارا لبنان ! والآن يقولون ان حماس انتخبت من قبل الشعب الفلسطيني ، وأنها تمثل مصالحهم ، وانها ثورية ، ومعادية للامبريالية ، وهلم جرا. يمكن للمرء أن يدعو من أمثال SWP  باليسار المخبول – اليسار الذي يسمع أصواتا في رأسه ، ولا علاقة له كلياً بوقائع الحياة السياسية للجماهير.

 اجندة هذه القوى كانت تقوم على العداء لأميركا. سوف يساندون اي قوة يمكن أن تكون ضد أمريكا لأي سبب كان. من بن لادن إلى نصر الله ، من مقتدى الصدر للخميني ، من خامنئي لاحمدي نجاد ، لأنها جميعا تعتبر " ثورية " وقابلة للدعم في القاموس السياسي لهذا اليسار المخبول. في حالة مثل هذه الجماعات كالــ SWP وغيرها من اليسار المعادي لامريكا في الغرب ، يمكن للمرء أن ينظر في الظروف مثل حقيقة أنها قد لا تعرف الطبيعة الحقيقية للنظام في ايران بشكل جيد جدا ، أو أنه ، على كل حال ، ليس من قضيتهم الاطاحة بها. ولكن ، بقدر تعلق الامر باليسار الايراني المخبول ، فحتى هذا العذر لن ينطبق عليهم ، في هذه الحالة فان اتخاذ هذا الموقف ، أي ادانة جانب واحد وهو إسرائيل والصمت تجاه الإسلام السياسي ، يدل ، بشكل مباشر جدا ، في الواقع ،على الدفاع عن النظام من الناحية العملية. ومن السمات المميزة لهذا اليسار هو أنه في كل مرة يحدث فيها خلاف بين النظام (الايراني) والولايات المتحدة او اسرائيل ، فانه يقف الى جانب النظام. على سبيل المثال ، وقت احتلال السفارة الاميركية في 1979 (في ذلك الوقت كانت الثورة ما تزال حية والجماهير مازالت تدفع الى الامام مطالبها الراديكالية على الرغم من النظام الجديد ، ومن ثم لعبت خدعة احتلال السفارة على الجماهير على ما يبدو من اجل الظهور بمظهر الثوري ، ولكي لا تفقد القاعدة الاجتماعية السياسية بين الجماهير ، والتصدي لهم باسم الثورة) وفي ذلك الوقت أعلن نفس اليسار المخبول بان النظام معادي لامريكا وتقدمي ! ونتيجة لذلك ، توقف نضاله ضد النظام ، في وقت لاحق ، بل ان بعض هذه الجماعات ، عبرت عن تأييدها التام له. ومن أحدث الأمثلة على ذلك هو أنه في كل مرة يكون هناك خطر لهجوم أمريكي على ايران ، يقفون على الفور إلى جانب النظام ، مدعين أنه ليس الوقت المناسب لرفع شعار " فلتسقط الجمهورية الاسلامية " ولكنه وقت الكف عن معاداة النظام والنضال ضد امريكا بكل قوة. كان شعارهم " لا للحرب " نقطة على السطر. نحن رفعنا شعار "لا للحرب ! لا للجمهورية الإسلامية في ايران"  ولكنهم وضعوا "لا للجمهورية الاسلامية في ايران" جانبا. حسنا ، ليس عليك أن تكون ماركسيا ، أو تغوص عميقا في السياسة ، لتفهم أن اتخاذ مثل هذا الموقف في سياق المجتمع الإيراني هو من الناحية الواقعية دعم لهذا النظام. وقد وضع النظام تمثيلية معاداة الشيطان الاكبر ومعاداة إسرائيل أساسا لقطف مثل هذه الثمار السياسية. ومن ثم وقع هذا اليسار المخبول والمحفلي مباشرة في الفخ ، وانطلق من نية معارضة الولايات المتحدة وإسرائيل ، لينتهي به المطاف الى جانب النظام الاسلامي في ايران.

لقد طرحنا سياستنا المحلية ، من وجهة نظر معارضة لهذه المواقف المهزلة ، محليا منذ بداية هذا النظام ، ودوليا منذ 11 ايلول. لقد أعلنا ، انه في الصراع الدائر بين امريكا والإسلام السياسي ، نحن نقف مع الجماهير ، أي نقف في معسكر الإنسانية المتمدنة ضد بربرية الاسلاميين في مواجهة النظام العالمي الجديد. نحن حملة الرايات لعالم قد تقدم بمطالبه الإنسانية. ليس على اي انسان ان يختار بين اسامة بن لادن وجورج بوش ، ارييل شارون و حسن نصر الله ، ايهود اولمرت وخالد مشعل. ليس على جماهير العالم ان تفعل ذلك. بامكان جماهير العالم ، ويجب عليها النهوض للدفاع عن حقوقها ، وفي هذه الحالة ، أي بقدر تعلق الامر باقضية الفلسطينية ، ينبغي عليها التصدي لكل من الإسلام السياسي و شقاوة الحكومة الاسرائيلية وقتلها الجماعي. القضية الفلسطينية لا يمكن حلها إلا من خلال قوى اليسار العلمانية ، وليس من خلال اليهود المعادين للعرب او الصهاينة المعادين للفلسطينيين او الاسلاميين المعادين لليهود او "للكفار المعتدين" ، وغيرهم . ان فتوى خامنئي الأخيرة حول قتال الاسرائيليين 'الكفار المعتدين" وان على المسلمين في كل أنحاء العالم الاسراع لقتالهم ، وما إلى ذلك ، هذا النوع من الحرب الصليبية للإسلام مقابل اليهودية لا يقتصر على كونه ليس حلا للمشكلة ، ولكنه في حد ذاته السبب الجذري للعديد من المشاكل.

سياسات اسرائيل والحكومات الغربية هي الجذر ، وسبب ومصدر معاناة عدة ملايين من الفلسطينيين ، والتي دامت لمدة 60 عاما ، ويجب أن تنتهي. بيد أن الإسلام السياسي هو عقبة هائلة وجزء من المشكلة. ان القوى القادرة على حل القضية الفلسطينية هي فقط القوى العلمانية ، واليسارية، والشيوعية ، على أساس إنشاء دولة مستقلة وعلمانية.

وبقدر تعلق الامر بأيران ، فان الثورة ذات الميول اليسارية والتي في طريقها الى التشكل الان قادرة ، برأيي ، على ان تلعب دورا مساعدا حاسما في حل هذه المسألة. كما سبق أن قلت ، فان المجتمع الايراني فريد من حيث أنه غير عابئ بمعاداة امريكا على شاكلة النظام الحاكم او معاداة اسرائيل على شاكلة حسن نصرالله. ان الجماهير ، في الواقع ، ليست فقط لا مبالية بتلك الطروحات ، بل هي في الحقيقة اصبحت ملقحة ضدها. الناس في ايران تدرك بعمق المضمون اللا إنساني لاكاذيب  مناهضة امريكا ومناهضة الشيطان الاكبر تلك. وفي الوقت ذاته ، فان حركة اليسار ، والحركة من أجل الحرية ، وخاصة الحركة العلمانية المعادية للإسلام السياسي ، هي الأقوى في إيران أكثر من أي مكان آخر في العالم. الحركة الثورية الجماهير في ايران المعادية للنظام هي في موقف متعارض على خط مستقيم مع المواقف التي اتخذها اليسار المخبول. ان قلب النظام في ايران سيحرر الشعب الفلسطيني أيضا. هذه الحركة اليسارية ، المناهضة للدين ، والعلمانية لديها موطئ قدم في ايران. انها ممثلة بالحزب الشيوعي العمالي الايراني. ونعتقد انه في الظروف الراهنة – وكما قلنا في الماضي ، مع ظهور امكانية الهجوم الأمريكي على ايران والتي كانت نتيجتها وقوف اليسار المخبول مع النظام مرة أخرى -- أن الحل الأساسي للمشكلة يكمن في تعبئة صفوف الجماهير ، ومساعدتهم على الانتفاضة ، وتنظيمهم لقلب نظام الحكم. ان ذلك صحيح حتى يومنا هذا. ان محنة الشعب الفلسطيني سوف تستمر ما دام الاسلام السياسي موجود في فلسطين وكذلك في المنطقة عموما. يجب تخليص جماهير فلسطين من الإسلام السياسي. لتحقيق ذلك ، لا بد من كسر العمود الفقري له ، وهو النظام الاسلامي في ايران الذي يجب ان يضرب بالحذاء. ويمكن تحقيق ذلك في إيران ، مع قوة ثورة العمال والنساء والشباب. نحن نمثل هذه الحركة.

ان الإسلام السياسي يستغل بلطجة الحكومة الاسرائيلية ، والنزعة العسكرية الاميركية ، للوضع في العراق ، والوضع في أفغانستان ، والوضع الراهن في فلسطين. لقد  خطفت تلك الحركة القضية الفلسطينية. نصيحتي الى اليسار المخبول الذي يعتقد انه يدافع عن الشعب الفلسطيني من خلال رفع شعار " تسقط اسرائيل" وحده ، من جهة ، ورفع راية الصمت أو دعم القوى الاسلامية ، من ناحية أخرى ، بان شعارنا الاساسي يجب ان يكون " ليسقط كلا قطبي الارهاب على حد سواء " ! ، أي أنه يجب أن يكون ضد كل من إسرائيل والإسلام السياسي. فقط من خلال شعارات مثل "عاشت الجماهير" ، "عاشت العلمانية"، " تحيا الحرية "، " تحيا المساواة" و " تحيا الاشتراكية " يمكننا ، وينبغي ، شن حربنا ضد كلا الإرهابيين على حد سواء ، ووضع حد لهذه الحرب والقتل الجماعي ، وتمهيد الطريق لتأسيس دولة فلسطينية مستقلة على قدم المساواة مع دولة اسرائيل.

——————-

انتهى

  
النسخة الفارسية الأصلية لهذه المقابلة تم نسخها وطبعها من قبل هادي فاكفي. النص الانكليزي هو ترجمة جمشيد هاديان ونشرت للمرة الاولى في WPI briefing - 207 ، 31 كانون الثاني
2009.