لا لمهزلة انتخابات مجالس المحافظات في العراق

 

بعد اكثر من خمسة سنوات من الأحتلال والقتل والتدمير والأبادة التي يواجهها الشعب العراقي، و بعد تحويل العراق الى ساحة تصفيات الصراعات العالمية والأقليمية و قتل مئات الألاف من جماهير العراق وتشريد الملايين وتجويع الناس وحرمانهم من ابسط الحقوق و الخدمات الأجتماعية و الأنسانية، و بعد ان سلطت على رقاب جماهير العراق حكومة و برلمان اكثر القوى رجعية من أسلاميين و قوميين وفي انتخابات غير شرعية تفتقد لابسط الشروط، فان نفس تلك القوى اليوم يحضرون لمهزلة اخرى من المزمع اجرائها خلال الأشهر القادمة تحت اسم انتخابات مجالس المحافظات.

 

في بلد يعاني من الحرب واحتلال قوة عسكرية تعد الاشرس في العالم، قوامها 150الف جندي، اي الجيش الامريكي وحلفاءه، ووجود المليشيات من الرجعيين سواء القوميين او الأسلاميين و تقسيم العراق الى مناطق نفوذ لهذه الميليشيات المدعومة من قبل القوات المحتلة او المخالفة لها، و وجود التفجيرات و غياب الأمان و الطمأنينة و الصراعات الدموية بين القوى المتنافسة فان الحديث عن الانتخابات والذهاب الى صناديق الأقتراع والتصويت لا يمثل الأ مهزلة تهدف الى اعطاء الشرعية لسلطة هذه القوى والميليشيات تمكين ممثلي القوى الرجعية الاسلامية والقومية على صعيد من الوصول الى مجالس بلديات المحافظات وبالتالي تعميق وتجسيد هذا الواقع المأساوي الذي تعيشه الجماهير اكثر و اكثر.

 

وبغض النظر عن تعسر الأنتخابات  والغموض الذي يلف موعد اجراءها حسب المفوضية العليا للانتخابات، بسبب الخلافات العميقة داخل الكتل المتصارعة على السلطة من القوميين و الأسلاميين، من طرف، و من طرف اخر فان الجماهير ليس  لها اي رغبة وتشوق للمشاركة في هذه المهزلة، ولحد اليوم  لم يسجل  في سجل المقترعين الا عدد قليل جدا من المواطنين، مما يدفع بالعملية برمتها الى احتمال الانسداد الكلي لافاق اجراءها.  

 

الأنتخابات هي انتخابات رجعية، و ليس فيها اي معايير للأنتخابات من كل النواحي، بسبب حالة الحرب والصراعات الدموية، ووجود الأحتلال يجعلها تخلو من اية معايير "ديموقراطية" من حيث انعدام حريات المواطنين بالاختيار، ونزاهة الأنتخابات، وصولا الى تقسيم الناس لا على اساس كونهم مواطنون، بل كأقوام وطوائف وأديان.  

 

هذا الانتخابات لا تظمن ادنى مستويات او معايير الأنتخابات، و بناءاً عليه ندعو الجماهير الى عدم المشاركة في هذا المهزلة ومقاطعتها.

 

ان المشاركة في هذا الأنتخابات سيعطى الشرعية للمجاميع التي مارست ابشع الممارسات على طول وعرض العراق ضد الجماهير من شماله الى جنوبه وتحت اسم الحكومة العراقية و حكومة اقليم كردستان و يعطيهم الضوء الخضر للتسلط على رقاب الجماهير وفي مجالس المحافظات ولمدة اطول وادامة ممارساتهم التي مارسوها خلال الخمسة سنوات الماضية لفترات اخرى. لذا ندعو الجماهير بعدم الذهاب الى دوائر التسجيل وصناديق الأقتراع ومقاطعة اضفاء الشرعية لسلطة حكومة الميليشيات على صعيد المحافظات.

 

وحسب التقارير والأخبار المنشورة بأن الدوائر الحكومية والسلطات تمارس الضغط على الجماهير بقطع الرواتب و التهديد اذا لم يسجلوا اسمائهم في المراكز الأنتخابية بعد ان قاطعت الجماهير بشكل واسع مراكز تسجيل الأسماء لاغراض التصويت. هذه الممارسة هي جزء و فصل اخر من المهزلة والأدعائات الهزيلة للانتخابات.

 

ندين هذه الممارسات بشدة و نفضحها، وندعو الجماهير الى مقاطعة هذا المهزلة "مهزلة انتخابات المحافظات" بشكل قاطع.

 

لا لانتخابات مجالس المحافظات !

نعم للحرية.نعم للمساواة !

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

26 آب 2008