بصدد مهزلة انتخابات مجالس المحافظات !

اجريت يوم السبت المصادف 31-1-2009 انتخابات مجالس المحافظات في العراق. وحسب التقارير الاخبارية فان الانتخابات قد جرت في ظروف امنة نسبيا ولم تصاحب عملية الاقتراع حوادث ارهاب.

لقد ادان حزبنا في السابق الانتخابات" البرلمانية " في العام 2005 بظل احتدام الصراع الارهابي بين امريكا واعوانها مع قوى الاسلام السياسي وفي اجواء القصف وتفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والاغتيالات ورهن المجتمع بفوهات دبابات وطائرات الجيش الامريكي وبغياب ابسط معايير واسس الانتخابات المدنية المتعارفة. اعتبر حزبنا ان تلك الانتخابات تزييفا وقحا لارادة جماهير العراق هدف الى منح الشرعية لقوى السيناريو الاسود الدينية الطائفية والقومية وبدعم كامل من قوات الاحتلال الامريكي وحلفاءه. لقد اثبتت السنوات التي اعقبت تلك الانتخابات، النتائج الكارثية لتنصيب تلك القوى عن طريق تزييف ارادة الجماهير المتعطشة للامان والطمأنينة والحرية والمساواة. واليوم وبعد مرور 4 سنوات على انتخابات العام 2005 فان ما يسمى انتخابات مجالس المحافظات تجرى، مرة اخرى، من قبل تلك السلطة الرجعية لمحو كل امل للجماهير بالخلاص من اوضاعها المأساوية التي اغرقتها فيها نفس تلك القوى وبحماية ودعم القوات الامريكية.

يبين حزبنا الشيوعي العمالي اليســـــاري العراقي لجماهير العراق ان انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في 31-1-2009 وطبل لها طويلا ما هي الا مهزلة اخرى من المهازل الدنيئة التي تقيمها قوى السلطة المدعومة من امريكا والجمهورية الاسلامية الايرانية والتي تهدف، مرة اخرى، الى تجيير اصوات الملايين من اجل ترسيخ مكانتها وادامة سياساتها الكارثية. ان ادعاءات ابواق السلطة المأجورين لنوري المالكي وحكومته الاسلامية القومية المتخلفة بان الانتخابات ستساهم في بناء "دولة"  "القانون" و "المؤسسات" ادعاءات خرقاء تهدف الى ذر الرماد في العيون بشعارات "المركزية" التي يعلقها المالكي اليوم كايقونة جديدة يحارب من خلالها خصومه في الميليشيات الاخرى. ان المالكي عاجز كليا عن لعب دور رجل الدولة المزعوم وهو غارق في ممارساته وسياساته الدينية والطائفية. لقد حولت نفس سياسات المالكي واعوانه من حزب الدعوة وحلفاءه السابقين في ميليشيات بدر وحثالة جيش المهدي وعصابات الحزب الاسلامي وارهابيي القاعدة، شوارع وازقة ومدارس مدن وقرى العراق الى متاريس للحقد الديني الطائفي والقومي العنصري وسفك دماء الابرياء وبيوت الجماهير الى اوكار للتعذيب وتصفية المعارضين وجدران الشوارع الى وسائل اعلان للقوى الاسلامية بتهديد النساء بالقتل والحط من انسانيتهن. ان المالكي عاجز حتى عن لصق صوره على جدران مدن العراق تماما كعجز مرشحي الاسلام السياسي المعادي للمالكي عن الترويج لتياراتهم الرجعية في مدن الجنوب ! من اين اذن تبجح المالكي واعوانه بانهم رجال "دولة" و" قانون" و "مؤسسات" وهم ضالعين في سياسات وممارسات ميليشياتية دينية وطائفية ؟!.

ان نتائج انتخابات مجالس المحافظات معادية كليا لمصالح جماهير العراق وستسفر، كسابقتها، عن تعميق الوضع الكارثي للمجتمع على كل الاصعدة؛ المزيد من المعاناة وانعدام الحقوق للجماهير الغفيرة المحرومة، المزيد من التفجيرات واعمال الاغتيال والقتل، المزيد من التناحر والتقسيم الديني والطائفي للمجتمع، المزيد من ترسيخ دونية واحتقار المرأة من خلال التشريعات الاسلامية، المزيد من العشائرية والتخلف ودك اسس المجتمع المدني، واخيرا وليس اخرا، المزيد من التجويع والفقر والحرمان المعيشي وضرب رفاه الجماهير ومهاجمة مكتسابتهم. ان القوى التي ستفسر عنها الانتخابات ليس لديها اي اجابة على مطالب جماهير العراق. ستسفر الانتخابات، وبغض النظر عن نتائجها، عن صعود القوى الاسلامية الطائفية والقومية ما يؤدي الى تدعيم الرجعية على الصعد السياسية والاجتماعية وبالتالي ادامة تمزيق اوصال المجتمع على تلك الاسس المتخلفة اللا انسانية. ستظل ارادة الجماهير مغيبة ومصير المجتمع مجهولا وغير مستقرا ما دامت تلك القوى وبمعونة قوات الاحتلال الامريكي تعبث بمصير الجماهير لسلبها قدرتها على احداث التغيير لصالحها.

ان حل الاوضاع في العراق لن يتم عبر اجراء الانتخابات في ظل اوضاع هيمنة القوى الاسلامية الطائفية والقومية بل النضال لتعبئة اوسع القوى التحررية والمساواتية والعلمانية والاشتراكية واليسارية في المجتمع لابعاد تلك القوى والتخلص من هيمنتها على مقدرات الملايين من جماهير العراق الطامحة الى التحرر والمساواة والعلمانية والتمدن. ذلك الامر منوط برحيل القوات الامريكية عن العراق ونزع سلاح تلك القوى الميليشياتية الرجعية وعصاباتها المسلحة لفسح المجال للجماهير لممارسة حقها في اختيار مصيرها السياسي بعيدا عن التخويف والترهيب والاكراه.

يعمل حزبنا على فضح محاولات القوى الاسلامية والقومية وحلفاءهم في دولة امريكا والنظام الاسلامي الارهابي الحاكم في ايران استخدام الانتخابات لتجيير اصوات الجماهير لمصلحتها ويناضل بلا هوادة في دعوة الجماهير للالتفاف حول مطلب حزبنا بالخروج الفوري للقوات الامريكية المحتلة من جهة ونزع سلاح جميع الميليشيات الاسلامية والقومية في العراق من جهة اخرى. ندعو محبي الحرية والمساواة والتمدن والعلمانية والاشتراكيين والمساواتيين وقوى الطبقة العاملة والانسانية، على صعيد العالم والعراق، الى الالتفاف حول مطالبنا تلك من اجل التحول الى قوة انسانية هادرة ومدوية قادرة على تغيير المسارات وانهاء الاوضاع لصالح الجماهير.

 

الحزب الشيوعي العمالي اليســـــاري العراقي

1-2-2009