تهجير عوائل مهجرة اصلا في قضاء الهاشمية جنوب الحلة

نندد بقرار التهجير اللا انساني ونطالب بتوفير سكن لائق لكل العوائل المهجرة

يعيش في قضاء الهاشمية جنوب الحلة اكثر من 40 عائلة مهجرة اصلا من مناطق اخرى في العراق وتعاني من اوضاع مأساوية حيث تنعدم الخدمات وتعاني من البطالة والفقر المدقع وتهالك الابنية التي تأويها. وقبل ايام صدر قرار من قبل السلطة باخلاء البنايات التي تشغلها هذه العوائل الفقيرة وطلب ترحيلها بادعاء ان الارض مخصصة لانشاء كلية للزراعة. تسكن في محافظة بابل حاليا حسب الاحصاءات اكثر من 10 الاف عائلة مهجرة.

السلطة الاسلامية والقومية دأبت على الادعاء بان المواطنين يشغلون ابنية بشكل غير شرعي وان عليهم مغادرتها فورا هي تمارس هذه السياسية بشكل مستمر. السلطة الرجعية تريد للناس ان يصدقوا انها ليست معنية ومشاركة بشكل مباشر بعملية تهجيرهم وتركهم لمساكنهم، وانها براء من تدمير المجتمع وتهجير سكانه داخل وخارج العراق من خلال تحولها الى اداة لتقسيم وتمزيق المجتمع، وبالتعاون مع الجيش الامريكي والميليشيات الدينية والطائفية والقومية الاخرى، واغراقه بالصراعات الدينية والطائفية والقومية الرجعية وفرض اقسى شروط الحياة على الجماهير العمالية والكادحة وتحويل الالاف من المحلات والمناطق السكنية واماكن العمل الى ساحات قتال ومعارك دموية بين قوى الاسلام السياسي والقوميين وبين الجيش الامريكي وقواتها. ان السلطة مسؤولة وبشكل مباشر عن احداث الدمار والقتل والتهجير وتمزيق المجتمع المدني في العراق والان تريد ان تهجر المواطنين التي هجرتهم في السابق بسياساتها اللا انسانية.

ان قرار السلطة باخلاء سكان الابنية التي تنوي وزارة الزراعة انشاء كليتها الجديدة عليها في قضاء الهاشمية جنوب مدينة الحلة هو قرار مجحف وان تهجير هؤلاء البشر بهذه الطريقة يدل على ان السلطة والحكومة تريد در الارباح في جيوبها المتخمة اصلا بالمليارات المسروقة من قوت الجماهير، ومشاريعها الوهمية التي تريد من خلال الترويج لها الادعاء بان الامور تسير بشكل حسن وطبيعي، في حين يعاني الملايين من سكان العراق من الفقر المدقع والبطالة والتهجير والعيش في الصرائف والابنية المتهالكة التي لا تقيهم برد ومطر الشتاء ولا حر الصيف، ومن الحرمان الكلي للامان والطمأنينة والحقوق.

حزبنا يندد ويدين بشدة بقرار الحكومة الاسلامية القومية التي يرأسها نوري المالكي حول اخلاء الابنية الحكومية في قضاء الهاشمية جنوب الحلة ويدعو فورا العوائل الى تنظيم انفسها من اجل الدفاع عن حقوقها بشكل موحد وقوي وجرئ. كما ندعو الجماهير الى تنظيم اعتراضات كبيرة وعدم السكوت على هذه التجاوزات وتنديدها بهذه القرارات التي تمثل منهجا سياسيا راسخا للقوى الاسلامية والقومية الحاكمة التي لم تكتفي بالاستيلاء بنفسها ومن قبل افرادها على الالاف من المنازل والمنشآت والاراضي وانشأت لها القصور والبساتين والحدائق واثرائها الفاحش بعد ان سرقت قوت الجماهير بالحرب والقتل وجلب الارهاب وبمعونة الاحتلال الامريكي ، بل هي تريد الان رمي العمال والكادحين الفقراء والمحرومين على قارعة الطريق مع اطفالهم. ان السلطة الاسلامية القومية لا تكتفي بسرقة الحصص التموينية للمحرومين والعمال والكادحين والتلاعب بغذائهم وغشه، بل تريد ان تدمر حياتهم كلياً وتطردهم من بيوتهم وتسلبهم كل رمق من انسانية.

يطالب حزبنا الحكومة بتعويض جميع العوائل المشردة نتيجة الحرب والقتال الطائفي والديني الرجعي الذي شاع في كل مدن العراق نتيجة نفس سياسات المجاميع الاسلامية والقومية التي سلطتها امريكا على الجماهير ، وتعويضها بسكن لائق وصحي وحسب حاجاتها والامتناع فورا عن تهديدها بالطرد والرمي في الشارع.

لن يقف حزبنا مكتوف الايدي ازاء الانتهاكات التي تقوم بها السلطة الاسلامية – الطائفية والقومية العشائرية في العراق ضد المواطنين ومعاملتهم بهذه الطريقة التعسفية وسيكشف سياسات هذه السلطة الرجعية من على المنابر السياسية والعمالية والانسانية في العالم. يدعو حزبنا الجماهير وخاصة العوائل المشردة الى تنظيم نفسها والتحول الى قوة موحدة من اجل الدفاع عن حقوقها واجبار السلطة البرجوازية على الرضوخ لمطالبهم.

الحزب الشيوعي العمالي اليســاري العراقي

1-6-09