حول اتهامات البرزاني للمالكي بالدكتاتورية !

تصاعدت في الاونة الاخيرة حملات التصريحات بين مسعود البرزاني رئيس حكومة اقليم كردستان العراق ونوري المالكي رئيس وزراء "الحكومة المركزية" و رئيس حزب الدعوة الاسلامي. وابرز تلك التصريحات وصف البرزاني لنوري المالكي بالدكتاتور. جاء ذلك بعد تصريحات مماثلة صدرت من اركان القائمة العراقية الذين شبهوا نوري المالكي بصدام حسين لتتلاحق الازمة في مطاردة حزب الدعوة للهاشمي والاصرار على تقديمه للمحاكمة بتهمة الارهاب حين فر الاخير الى كردستان طالبا الحماية من القوميين الكرد والحكومة التركية.

اتهام مسعود البرزاني للمالكي بالدكتاتورية امر يثير السخرية. فدماء الشاب الصحفي سردشت عثمان الذي تم اغتياله في اربيل ودماء العشرات من الاحرار والشيوعيين والتقدميين والعلمانيين والنساء في كردستان لم تجف بعد. وان مجتمع كردستان يعرف جيد ان حكم القوميين الكرد لم يكن ليستمر لاكثر من 20 سنة دون قمع وكم الافواه وسلب الحريات والبلطجة والمحسوبية والاستيلاء على العقارات وترسيخ العشائرية وقتل النساء وتدبيج القوائم ضدهن لارتكاب جرائم غسل العار وترسيخ الرجولية والبطرياركية وسلب حقوق الشباب والدفع بهم نحو هاوية اليأس والقنوط والهجرة وانتحار المئات من الفتيات حرقا هربا من الحياة البائسة التي رسخها حزبي البارتي واليكيتي تماما كما رسخت الاحزاب الاسلامية لنوري المالكي والصدر والحكيم وتنظيمات القاعدة الارهابية المدعومة من ايران والسعودية وغيرهما نفوذها بالقمع والارهاب والاغتيالات وتحقيرالمرأة في مناطق الجنوب والوسط. ان التبجح بالديمقراطية والبرلمانات الصورية الدينية والعشائرية ماهي الا واجهات خادعة لاخفاء المعالم الكالحة لواقع حقيقة هذه الميليشيات الحاكمة برمتها واستنادها الى الدين والطائفية والعشائرية ومعاداتها للمساواة والمواطنة والتمدن.

ان اصل الاتهامات المتبادلة بين هذه المجاميع الرجعية يعود الى تعمق حالة الشرذمة ووالتصدع بين القوى الاسلامية المدعومة من الجمهورية الاسلامية الايرانية من جهة والقوميين الكرد المتحالفين مع الاسلاميين المدعومين من الحكومة الاسلامية في تركيا من جهة والسعودية وامريكا ومشايخ الخليج من جهة اخرى. التهجمات المتبادلة بين هذه القوى الرجعية الاسلامية والقومية هي مرأة للصراع الدائر حاليا، على صعيد اوسع، بين الاقطاب الرجعية في المنطقة كرد فعل على الهبات الثورية الجماهيرية ومحاولة الامساك بزمام الامور بعد الزلزال الكبير الثوري الذي هز اركان المنطقة ووصلت اثاره الى العالم. ان هذه الصراعات تجري داخل "العائلة الواحدة"  - العائلة الرجعية المعادية لاي تمدن وانسانية والقائمة على السلب وكم الافواه والاغتيالات والكواتم واغتيال الصحفيين وقتل النساء والاحرار وقمع الثورات. لا تمثل تصريحات هذه الاقطاب الجماهير ولا مصالحها وان تشبثت الف مرة ومرة بالديمقراطية كممر لترسيخ شرعيتها.

يدعو حزبنا جماهير العراق وكردستان الى عدم الانجرار وراء محاولات التعبئة الطائفية والدينية والقومية والعشائرية هذه بل الى توحيد صفوفها والنهوض الثوري ضدهم. ان التهاب المنطقة بالثورات يجعل الفرصة امام جماهير العراق وكردستان مواتية لتصعيد نضالاتها من اجل افشال محاولات هؤلاء الحكام المتسلطين عليها في الامعان بتقسيمها وفق القومية والمذهب والطائفية بحجة الديمقراطية وحقوق الانسان ، مرة اخرى، بعد ان اغرقوها بدماءها في حرب امريكية اجرامية تحت نفس المقولات والاكاذيب. آن الاوان لاحلال بديل الجماهير الانساني المتمدن والعلماني والمساواتي والمواطني والمرفه محل بدائل هؤلاء الاسلاميين والعشائريين والقوميين وتخليص المجتمع واحلال حكم وارادة الجماهير الحرة ومجالسها. لتتوحد صفوف الجماهير وتسقط محاولات هذه القوى الرجعية في خندقة الجماهير ضد بعضها البعض على اسس الدين والطائفة والقومية والعشائرية.

الحرية والمساواة والرفاه لجماهير العراق !

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

2 نيسان 2012