قمة العشرين والثمانية في تورونتو بكندا تريد تعميق الاستغلال والبربرية

واجهوها بالاعتراضات!

واجهوها بالاشـتراكية !

 

 عقد في تورونتو بكندا قمة العشرين والثمانية أيام الجمعة والسبت والاحد المصادفة 25-26-27 من حزيران الحالي. 

ان قمة الدول الصناعية المسماة جي 8 وقمة الدول العشرين لما يسمى الاقتصاديات النامية، هي قمم اقطاب الاستغلال والوحشية في العالم. انها قمة ممثلي الطبقة البرجوازية العالمية؛ من رؤساء الدول ووزراء اقتصاداتهم، الى مدراء بنوكهم المركزية وممثلي المصاريف الدولية اللصوصية، الى حاشيتهم العريضة من الاقتصاديين والاكاديميين عالي الاجور الباحثين عن اقصر طرق تعميق البؤس وتشديد استغلال جماهير الطبقة العاملة والكادحين والمحرومين للحفاظ على موقعية الطبقة الاستغلالية الطفيلية الحاكمة.

 

ادت ازمة النظام الرأسمالي التي رجت العالم في السنتين الماضييتين الى انهيار نموذج الاقتصاد الرأسمالي المسمى السوق الحرة بعد مرور 20 سنة على انهيار النموذج الاخر، رأسمالية الدولة. ادى ذلك الانهيار ادى الى اسراع الدول بالتدخل لانقاذ "السوق" ومصارفه العملاقة والتي اوشكت كليا على الغرق ووفرت لها بسرعة سيولة بمئات الترليونات من الدولارات بينما كان جوابهم للعمال بطرد الملايين منهم واطفالهم الى الشوارع بلا ضمان ولا مأوى ولا خدمات من اي نوع. الرأسمالية اليوم، وحاميتها الطبقة البرجوازية، تمر اليوم بازمة عميقة وان ازمة نظام البنوك والشركات العملاقة في امريكا وفضيحة بقعة الزيت في خليج المكسيك، وتظاهرات اليونان الغاضبة، واضرابات العمال الواسعة في اوربا، واحتجاجات الجماهير في كل انحاء العالم ضد الفقر والبؤس هي مؤشرات واقعية على تلك الازمة واشارة الى عجز الطبقة البرجوازية نضوب كل حلولها وبدائلها، والى تخبطها في اكثر مواقعها تقدما وقدرة من النواحي التقنية والانتاجية.

 

وفي العراق، الضحية الاولى للنظام الرأسمالي وكبش محرقة النظام العالمي الجديد لامريكا وللطبقة البرجوازية العالمية فان الازمة والكارثة التي خلقتها البرجوازية لاكثر من 30 مليون من البشر تتخذ اشكالا اكثر فظاعة ووحشية. ان العراق هو مثال صارخ على ماهية وخزين البرجوازية للطبقة العاملة والنساء والملايين من المحرومين. لقد كان فشل الطبقة البرجوازية في العراق وخلق الكارثة الدموية لاكثر من 8 سنوات وقبلها من خلال فرض الاجراءات الوحشية واللا انسانية المتمثلة في الحصار الاقتصادي واسلمة المجتمع وتفتيته لاحقا بالدين والقومية والاثنية والعشائرية ومن ثم العجز الكلي عن ايجاد اي استقرار سياسي ودولة قادرة على توفير الامان والطمأنينة للمجتمع، كان ذلك اكبر جريمة قامت بها الطبقة البرجوازية في السنوات الاخيرة. ان الطبقة البرجوازية العالمية لم تكتف باغراق المجتمع في العراق بالدم، باسلمة المجتمع وتسليط القوى والمجاميع البربرية من دينية وطائفية وقومية واثنية وعرقية، ولا بتحقير واهانة مكانة المرأة وارجاعها قرونا الى الوراء، ولا بضرب العلمانية والمواطنة وارجاع قوانين الاسلام، بل تمعن في محاولاتها تركيع الطبقة العاملة والجماهير الغفيرة المحرومة في العراق من خلال فرض قوانين الخصخصة ومؤامرات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرها من المؤسسات اللصوصية من خلال حفنة العصابات التي نصبوها في السلطة .

 

ان الملايين التي تخرج لتستقبل قمة الثمانية وقمة العشرين تقول وتصرخ كلها، ان الازمة ازمتكم وليست ازمتنا. انها ازمة الطبقة البرجوازية وليست ازمة الطبقة العاملة، انها ازمة القوى الوحشية وليس ازمة القوى الانسانية، انها ازمة رأس المال وليست ازمة الاشتراكية. عليكم انتم ان تدفعوا ثمن الازمة وعليكم انتم ان تحلوها لا على حسابنا وحساب اطفالنا ورفاهنا ، بل على حسابكم انتم ايها الطفيليون والمستغلون ومراكمو الارباح ومن جيوبكم.

 

حزبنا يساند بقوة الاحتجاجات الجماهيرية والانسانية والعمالية والنسوية والمساواتية ضد قمة العشرين وقمة الثمانية ويدعوا الى توسيع نطاقها وجر كل الجماهير لها. يدعوا حزبنا بقوة الجماهير في كل انحاء العالم الى تشكيل احزاب الشيوعية العمالية؛ تطلك الاحزاب قادرة على توفير شروط النضال ضد النظام الرأسمالي والطبقة الحامية له؛ البرجوازية. ان الاحزاب الشيوعية العمالية قادرة على قيادة النضال من اجل الاشتراكية. وان الاشتراكية العمالية هي الجواب على الرأسمالية؛ حكم الاقلية الطفيلية.

 

حزبنا يوضح بان البديل الانساني الوحيد المتوفر امام الجماهير في كل العالم هو بديل الاشتراكية لانه بديل الانسانية والغالبية الساحقة من الجماهير. ندعو الجماهير المليونية، قواها الاشتراكية والعمالية والمساواتية والتحررية والراديكالية والمحاربة للفقر وللاستغلال والمدافعة عن حقوق البشر بالمساواة والتمتع بالحياة، والمدافعة عن القيم الانسانية والفئات المظطهدة والمهمشة والمحرومة، الى النزول الى الشوارع من اجل الاعتراض ضد الرأسمالية ممثلة بقمم الاثرياء ومصاصي دماء البشر، وبتبني بديل الانسانية؛ الاشتراكية.

 

تسقط قمم الطبقة البرجوازية ومؤامراتها ضد العمال والكادحين والمحرومين !

تسقط الرأسمالية !

ولتعش الاشتراكية !

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

22-6-2010