بيان الحزب الشيوعي العمالي اليســــاري العراقي

حول اسقاط النظام في العراق

 

تندلع حاليا في العراق حركة ثورية يشارك بها الالاف من الجماهير ضد السلطة الحاكمة. وقد شهدت العشرات من المدن في العراق اعتراضات واحتجاجات كبرى وخاصة في مدن بغداد والبصرة وكركوك والموصل والحويجة والسليمانية ومدن اخرى اسفرت عن مواجهات حادة قتل على اثرها العديد من المواطنين. ان الحركة الثورية لجماهير العراق هي جزء وامتداد للثورات التي تجتاح المنطقة وخاصة ثورتي جماهير تونس ومصر وتحقيقهما لانتصارات مهمة ونجاحهما في  تغيير الاوضاع لصالح وبارادة الجماهير؛ الثورات التي شرعت بكتابة تأريخ جديد للمنطقة والعالم.

 

ان السمة المشتركة لكل الحركات الثورية الحالية تكمن في ان الجماهير ولاول مرة في تأريخ المنطقة تخرج الى الشارع لتعبر عن ارادتها بشكل مستقل دون ان يكون لديها اي تمايل او تماهي مع التيارات السياسية البرجوازية السائدة في المنطقة كحركات الاسلام السياسي او الحركة القومية كما في السابق. واكثر من ذلك فان الجماهير اليوم ليست فقط تنزل بشعارات ومطالب ورايات واهداف مستقلة، بل انها تقف موقفا صريحا منددا بالحركات الاسلامية والقومية وتسير بشكل مستقل عن قادة وشخصيات ورموز وبرامج تلك الحركات. هذه الحركة الثورية الجماهيرية تعبر عن اماني وتطلعات الجماهير في الرفاه والحرية والمساواة وانهاء التمييز والعنف والاستبداد وتمثل الحداثة والانسانية.

 

ولكن في العراق فان الحركة الجماهيرية تمتلك بعدا اخر. فالعراق والنظام السياسي فيه هو منتج وحصيلة مباشرة للنظام العالمي الجديد لامريكا والغرب وللديمقراطية التي بشروا بها من خلال الحرب المدمرة التي شنوها على الجماهير في العام 2003 والتي اسفرت عن "انتخابات" وما سمي بالممارسة الديمقراطية والتي سفكت انهر من الدماء تحت راياتها. ان الحكومة والسلطة الميليشياتية الحالية هي ذلك الوليد الذي بشر به النظام العالمي الجديد لامريكا والبرجوازية العالمية وجعلوا منه نموذجا لشعوب العالم لكي تقتدي به واطلقوا عليه واحة الديمقراطية.  وهاهي جماهير العراق تثور اليوم ضد هذا المسخ العاجز لامريكا والغرب ونظامهم العالمي الجديد وتريد الاطاحة به ورميه في المزبلة . ان النضال الراهن لجماهير العراق يمتلك ذلك البعد الراديكالي والمتمثل في مواجهته لاكثر بدائل الرأسمالية المعاصرة وحشية ودموية. تسعى جماهير العراق للتخلص من ذلك البديل واحلال بديلها الانساني محله. في ذلك مكمن قوة واقتدار النضال الحالي للجماهير.

 

لقد حرمت هذه السلطة الجماهير من الامان والطمأنينة والرفاه والخدمات الاساسية ومن حقوقهم وعمقت التمييز الديني والطائفي والعشائري والجنسي بين صفوفهم واطاحت بمكانة المرأة وشرعت القوانين الدينية التمييزية في المجتمع. هذه القوى المتربعة على السلطة هي عقبة بوجه الجماهير وحريتها ومساواتها ورفاهها وتمدنها، وان كل يوم يمضي وهذه المجاميع في الحكم سيعمق الكارثة والمأساة للملايين في العراق. لهذا، على هذه الحكومة الميليشاتية ان ترحل.

 

بناء على ما سبق نبين التالي:

 

1.      ان الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي هو في قلب جبهة الجماهير ويمثل ارادتها ويجسد تطلعاتها من اجل حياة آمنة ومطمأنة وحرة وكريمة ومتساوية. حزبنا يمثل حركة الجماهير الثورية الحالية؛ يرفع شعاراتها ويتبنى مطالبها الانسانية والتحررية والمساواتية ويدافع عنها

2.       لا يمكن توقع اي تغيير او تحسن في مستوى حياة الجماهير او تحقيق اي من مطالبها دون التخلص من الطغم والمجاميع والزمر الدينية والقومية الحاكمة وازاحتها

3.       ان الحل الوحيد الممكن والقابل للتحقيق لانقاذ المجتمع من الكارثة وتحقيق كل تطلعات الجماهير يكمن في اسقاط الجماهير للسلطة الميليشياتية الرجعية واسترجاعها لارادتها وقوتها من خلال تنظيم مجالسها ولجانها لتكون قادرة على التدخل المباشر في تحديد خياراتها بعيدا عن ارهاب هذه المجاميع والميليشيات

4.       يمكن بعد ذلك تشكيل حكومة تعبر عن ارادة الجماهير بشكل مباشر وتمثل اختيارها السياسي بظل اجواء امنة ومطمأنة دون ميليشيات او قوى مسلحة او ارهاب او احتلال

5.       ان الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي يناضل ويسعى من اجل تشكيل حكومة علمانية لا دينية ولا قومية في العراق، ودولة يفصل عنها الدين كليا. الشكل الوحيد والممكن لتحقيق تلك الاهداف يتجسد في الحكومة الاشتراكية؛ التي ستكون قادرة على تحقيق مطلب العلمانية بفصل الدين عن الدولة وعن التربية والتعليم وتوفير اوسع مديات الرفاه والحريات والمساواة بين جميع المواطنين دون اي تمييز او استثناء.

 

يدعو حزبنا الجماهير الى الالتفاف حوله من اجل انجاز المهام الواردة في هذا البيان لاجل تحرير الجماهير من مستغليها واسترجاع ارادتها المسلوبة لتتمكن من بناء مجتمعها الحر والمتساوي والمرفه والانساني.

 

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

  6 آذار 2011