ندين بشدة المجازر الوحشية

التي ترتكبها عصابات الاسلام السياسي ضد شباب وشابات العراق

تجري في العراق وخاصة في مدينة بغداد حملات قتل بربرية مخطط لها لتصفية المئات من الشباب المعروف باسم "الايمو".  حيث قامت عصابات اسلامية بعمليات قتل ممنهجة لهؤلاء الشباب عن طريق اختطافهم او مفاجئتهم وضربهم ومن ثم قتلهم رجما بقطع الكونكريت على ارصفة الشوارع وعلنا في مناطق مختلفة من بغداد وخاصة الثورة والاورفلي والحميدية وحي طارق بالاضافة الى قتل عدد من الشباب و الشابات في مدينة كركوك. ان الجماهير تعرف بشكل لا لبس فيه ان من يقوم بهذه العمليات الاجرامية والارهابية هي عصابات وميليشيات اسلامية ينتمي البعض منها الى الحكومة والبرلمان.

سبقت هذه الحملة البربرية تعبئة ايديولوجية دينية داخل الجوامع والمنابر الاسلامية قام بها بعض قادة وشيوخ حركة الاسلام السياسي كمقتدى الصدر و"عدي" الحكيم وغيرهم من الملالي لزرع الكراهية في قلوب الجماهير وتهيئة المجال لتصفية هؤلاء الشباب بحجة انهم ضد الاسلام وتعاليم الاسلام بما يوازي فعليا اصدار فتاوي بتصفيتهم. ان رؤساء العصابات الاسلامية هؤلاء مسؤولون بشكل مباشر عن قتل الشباب في العراق وان الحكومة الاسلامية الميليشياتية مسؤولة بنفس القدر بالتواطئ معهم في عمليات تصفية هؤلاء الشباب.

غير ان حركة الاسلام السياسي لم ترتكب هذه الاعمال الهمجية بمعزل عن تأريخها الاجرامي والمخضب بالدم للعشرين سنة الماضية. فاستخدام الارهاب من قبل هذه الحركات هو منهج راسخ وخاصة ضد النساء والشباب وان شوارع واسواق مدن العراق قد تلطخت بدماء مئات الالاف وخاصة مدينة البصرة التي ذبح فيها التيار الصدري واعوانه مئات النساء اضافة الى حملات الارعاب والقتل التي مارستها مجاميع اسلامية اخرى في مدن وقرى الجنوب وعصابات القاعدة في مدن ديالى والانبار وغيرها. ولكن اليوم، فان انسحاب القوات الامريكية المجرمة من العراق يؤدي الى نزع شرعية هذه القوى الاسلامية والى تراجعها وبدء احتضارها اجتماعيا وسياسيا ودخولها في مأزق عميق. وبالتالي فان هذه المجاميع تريد اعادة تعريف نفسها داخل المجتمع وتجديد هويتها الوحشية الارهابية وبطريقة لا تترك معها اثر للقائمين عليها. ان التيار الصدري وعصائب اهل الحق وكتائب الجهاد والقاعدة و"التكفيريين" المدعومين من السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية تقوم بهذه الحملات الارهابية وتتبادل الادوار فيما بينها لكي تنقذ نفسها من الانحطاط الذي اصابها بعد ان انفضاض الجماهير عنها وخاصة الشباب وكشف زيفهم واجرامهم ولصوصيتهم والسخرية منهم ومن افكارها المتخلفة المعادية للانسانية ودفعهم الى حاشية المجتمع.

ان اشتداد الغليان الثوري في المنطقة عموما، وفي مدن وشوارع ومناطق العراق المختلفة خصوصا، يدل على بدء تهاوي موقعية الاسلاميين وتيار الاسلام السياسي في العراق وان لجوء هذه المجاميع للارهاب بهذه الدرجة غير المسبوقة من الوحشية لن يخيف الجماهير، ولن يرجع لهم نفوذهم المتهاوي في مجتمع بدأ يتحسس جروحه ويعرف من سببها وعمقها ويستعد في اي لحظة للنهوض كمارد عملاق للاقتصاص من القتلة وازاحتهم. ان ارهاب المجاميع الاسلامية لن تنفع هذه القوى ولن ترسخ موقعيتها بل العكس؛ فستتعمق كراهية المجتمع وغضبته ومقته لقوى الاسلام السياسي وجرائمه التي يندى لها جبين البشرية.

ان الثورة الكامنة تحت ركام الدمار والالم والتعسف والبطش والاجرام والتخلف الفظيع الذي جلبه الاحتلال الامريكي وحاول من خلاله ان يقدم نموذج ديمقراطي لحفنة من الميليشيات، ستتأجج مرة اخرى، كما حدث في شباط من العام الماضي، ضد حكومة الميليشيات الاسلامية والقومية والطائفية والعشائرية. ان هذه السلطة ليست فقط عاجزة عن حماية امان الناس وتوفير الطمأنينة لهم، بل مسؤولة هي نفسها عن  الترويج للارهاب وممارسته ضد الجماهير وتشجيع وتمويل وترويج حملات القتل الجماعي هذه وتوفير المنابر لفتاوي الملالي.

يدعو حزبنا الجماهير وقواها العلمانية والمتحررة والانسانية الى تشديد اعتراضاتها واحتجاجاتها وسخطها ووحدتها ضد القوى الارهابية المتسلطة على مقدرات الجماهير والثورة من اجل اسقاطها وتنظيف المجتمع منها واحلال بديل انساني محلها.

 

لا لعصابات الاسلام السياسي لقتلهم الشباب والمراهقين العزل

الخزي والعار لارهاب الاسلام السياسي ضد النساء و التحرريين والعلمانيين

لا للحكومة الاسلامية - القومية الميليشياتية الطائفية

الحرية والمساواة والرفاه والكرامة لجماهير العراق

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

8 آذار 2012