دليل اخر على الانحطاط السياسي والاخلاقي والاقتصادي للطبقة الحاكمة في العراق

 

حول اقالة المالكي لوزير النفط

 

أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اقالة وزير الكهرباء رعد شلال العاني المنتمي للقائمة العراقية بسبب محاولة الاخير التلاعب بعقود مع شركتين المانية وكندية لبناء محطات كهربائية تصل قيمتها الى 1.7 مليار دولار وذلك بوشاية من وزير اخر.

 

ان الحكومة العراقية كما تعرف جماهير العراق مبنية اصلا على طريقة عصابات المافيا؛ نزلت اولا بالطائرات الامريكية وفرضت عصاباتهم وميليشياتهم فرضا على الجماهير، ثم بدأت العقود المزيفة والصفقات المشبوهة والمحاسيب والازلام والمناقصات الورقية وفبركة الارقام الخيالية لمشاريع بلدية واسترزاق موظفين كبار من مناصبهم وغيرها. ثبتت الالاف من حالات تزوير العقود واحالة المناقصات بشكل غير قانوني الى الازلام والاعوان وافراد العائلة (بما فيها رئيس الوزراء نفسه) وان تلك الحالة لا تشكل اي "صدمة"ولا تثير اي دهشة لدى المواطنين. الا ان رئيس الحكومة اليوم قرر ان يجعل من وزير ينتمي لكتلة منافسة له "كبش فداء" يلقن من خلاله اعداءه درساً في النزاهة وهو كما يعرف الجميع اخر من يستطيع التحدث باسم تلك الخصلة. ان الشبهات تحيط به وبجماعته وافراد تحالفه الاسلامي الرجعي من كل جانب وخاصة ان استغلال النفوذ والفساد وشراء ذمم رؤساء العشائر ب" كواني الفلوس" والبلطجة هو احد اهم الدعامات التي يستند اليها المالكي في حكمه.

 

ان اصل هذه الخطوة للمالكي هو ضغط الجماهير واعتراضاتها الواسعة ضد حكومته الفاسدة والاحتجاجات الثورية العارمة في عموم المنطقة، وبنفس الوقت فانه يسعى من خلالها لضرب الكتلة المنافسة في السلطة وهي كتلة القوميين العرب والاسلاميين السنة.

 

ولكن ان كان هناك ثمة مؤشر غير سياسي يربط بين اقالة المالكي لوزير النفط، يتعلق بما يسمى بانعدام النزاهة او الفساد والانحطاط الاداري والاخلاقي فانه يشير الى ان الجرائم التي ترتكب من قبل السلطة ضد المواطنين وسرقة ثروات المجتمع واللقمة من افواه الجياع والارهاب ، هي سمة ليست محصورة بطرف دون اخر، بل بكل الكتل والمجاميع الحاكمة وان مجموعة اياد علاوي القومية – الاسلامية مشمولة ايضا بهذه "الفضيلة". ان كان هناك مؤشر لتلك الاقالة الاستعراضية الجوفاء فانه يشير الى ان الكل فاسد ومجرم بحق الجماهير. ليس لدى اي احد من هؤلاء المنصبين في السلطة بقوة الحرب والاحتلال الامريكيين اي بديل للمجتمع سوى النهب، الاختلاسات، العقود الوهمية، التربح من معاناة وشقاء الملايين من العمال والكادحين والعاطلين، لكي يزدادون ثراءا ويستمر غرق الجماهير في بؤسها وفقرها وانعدام حيلتها وتدمير حياتها، هذا اذا اغضضنا الطرف قليلا عن جرائمهم المستمرة؛ من اغتيالات ومفخخات وكواتم وتسهيل عمل فيالق الموت الايرانية والسعودية والامريكية وغيرها.

 

ان حزبنا يؤكد ان من يحكم العراق اليوم بكل اصنافهم ، سواء كتلة الاسلام السياسي الشيعي او الاسلام السياسي السني والقوميين العرب هم حفنة من العصابات المفلسة سياسيا واخلاقيا وايديولوجيا واقتصاديا وفكريا. ليس هناك اي شك لدى الجماهير في ذلك. ان تلك المجاميع هي التجسيد الواقعي لقولنا الدائم بان الطبقة البرجوازية لم يعد لها اي صلاحية لحكم المجتمع ولم يعد لها اي مثال تخدع به الناس سوى حفنة من اللصوص ورؤساء العصابات والمافيات المنهدمين جيدا. ان تلك الطبقة اصبحت فاسدة ورجعية بالكامل ولا تصلح لحكم المجتمع دقيقة واحدة. ان خلاص الجماهير مرتبط بالتخلص من كل هؤلاء وزاحتهم عن السلطة.

 

حزبنا يؤكد لكل القوى الانسانية والنزيهة والمتمدنة والتقدمية والعلمانية والاشتراكية والمساواتية في العراق ان البديل ممكن وضروري ولكنه يبدأ اولا باسقاط الجماهير لهذه المجاميع وازاحتها. فقط من خلال ذلك سيكون بامكان الجماهير التقدم بحلولها الانسانية وتحكيم ارادتها السياسية الحرة بعيدا عن ارهاب هؤلاء وميليشياتهم لترسيخ اسس وركائز مجتمع انساني، حر، متساوٍ، ومرفه في العراق.

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

8 آب 2011