حول تدهور الوضع السياسي والامني في مدينة كركــــــوك

 

 

اسفرت العملية الانتحارية التي قامت بها قوى الارهاب الاسلامي في تظاهرة مدينة كركوك التي جرت يوم الاثنين 28-07-08 عن سقوط العديد من المواطنين مضرجين بدمائهم والى اندلاع مواجهة ذات طابع قومي فاشي بين مجاميع من المسلحين التابعين للاسايش وهي قوات امن الاحزاب القومية الكردية الحاكمة في كركوك ومجموعة مسلحة داخل مبنى الجبهة التركمانية اسفر عن سقوط المزيد من القتلى والجرحى بين المواطنين والمسلحين.

 

طالبت التظاهرة التي خرجت في مدينة كركوك بالغاء الفقرة 24 مما يسمى بقانون انتخابات مجالس المحافظات الذي اقره البرلمان الاسلامي – القومي الرجعي في بغداد، والذي ينكر دور الجماهير في تحديد ممثليها عن طريق انتخابات حرة بفرض تقسيمات قومية ودينية واضحة وفاضحة، وادى امراره عن طريق الاقتراع السري الى انقسامات واستقطابات حادة داخل معسكر القوى الرجعية الحاكمة راحت تلك القوى اثرها الى توعد بعضها البعض بالويل والثبور وتهدد بقدرتها على تدمير الاوضاع وباسوأ العواقب. تلك التظاهرة قد جرت في ظل اوضاع محتقنة بين القوى الاسلامية والقومية ومثلت حصيلة مباشرة لتصعيد القوميين الكرد وحلفاءهم من الاسلاميين الشيعة في السلطة المركزية التي نصبتها امريكا حدة مواقفهم من الفقرة المذكورة. ومن الواضح ان القوميين قد استخدموا تلك التظاهرة في محاولة لاضفاء طابع شعبي على اعتراضهم على نسبة التمثيل لهم في مجلس المحافظة، من اجل تحويل الجماهير الى وقود لصراعاتهم من اجل النهب والاستيلاء على الاراضي والثروات. تلك السياسة ليست بجديدة، ولكن نتائجها اليوم توضح انها ادامة للسيناريو الاسود العام الذي اغرقت امريكا المجتمع فيه منذ اكثر من 5 سنوات ، بنفس القدر الذي تكون فيه حصيلة لذلك السيناريو.

 

حزبنا وهو يستنكر اشد الاستنكار العمل الارهابي والوحشي الذي يحمل بصمات قوى الاسلام السياسي بكل وضوح، يؤكد على حق الجماهير في التعبير عن الرأي وممارسة حقوقها المدنية في التجمع والتظاهر والاعتراض والتنظيم وتوفير الامان والامن، ويكشف، في نفس الوقت، حقيقة ان تلك القوى الرجعية القومية من كردية وعربية وتركمانية والاسلامية من شيعية وسنية تتلاعب بحقارة بامان وحياة ومصائر الجماهير. وهي تفعل ذلك، فانها تبرر ذلك باختلاف الجماهير عن بعضها البعض، وان هذا الاختلاف لا يمكن انهاءه. ان الحقيقة الصارخة هو ان مصلحة تلك القوى الرجعية هي التي تتطلب ابقاء تلك الخلافات وتأجيجها لانها تبغي تحويل الجماهير كليا الى حصص مملوكة من قبلهم، بامكانهم التحكم بها وخندقتها ضد بعضها البعض، وبالتالي استخدامها في صراعات نفوذهم.

 

يندد حزبنا بسياسات القوى القومية والاسلامية الحاكمة ويبين ان تلك السياسة هي التي ادت وتؤدي بالجماهير الى الدمار والقتل وانعدام الامان، وهي حصيلة للسياسة الرجعية لهم في وشم جباه الجماهير بالاختام القومية والدينية وسلب هويتهم الانسانية وتحديدا في مدينة كركوك. ان تأجيج قوى السيناريو الاسود الحاكمة للصراعات العرقية والقومية والدينية، والاعتراض على هذه الفقرة او غيرها من القوانين الرجعية، لا يمت باي صلة بمصالح الجماهير او حقوقها، بل بطموحات ومغامرات ومصالح تلك القوى الرجعية. يدعو الحزب جماهير كركوك الى عدم الأنجرار وراء القوى القومية والدينية واحزابهم في المدينة، وتشكيل جبهة مستقلة، انسانية، معادية لكل القوى الرجعية وعدم السماح لهم بأعادة الحروب والأقتتال القومي في المدينة.

 

ان حزبنا الشيوعي العمالي اليساري يدعو الى تصعيد الجماهير لاعتراضاتها ضد هذه القوى بمجموعها، دون تمييز، والى المطالبة بالعلمانية وفصل الدين عن الدولة وحق المواطنة المتساوية لجميع قاطني مدينة كركوك والى التصدي لكل من يحاول اثارة النعرات القومية والدينية والطائفية وتعرية سياسات القوى الرجعية الحاكمة.

 

لا لسياسات القوى القومية والدينية الرجعية المعادية للجماهير !

نعم لدولة علمانية لا دينية ولا قومية !

عاشت الجمهورية الأشتراكية !

 

 

الحزب الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي

29-7-08