بيان الحزب

حول انفجارات يوم الاثنين الدامية في العراق

 

شنت في العراق سلسلة من التفجيرات والعمليات الارهابية وبشكل متزامن على عدة مدن في العراق اسفرت عن مقتل عشرات القتلى والجرحى فيما يوصف باعنف حملة ارهابية. فقد قتل اكثر من مئة شخص وجرح العشرات في انفجار سيارات مفخخة ودراجات وعبوات ناسفة وهجوم بالاسلحة في مدن بغداد وبابل والصويرة والموصل والفلوجة والبصرة وفي وقت واحد وبشكل بدا انه منسق.

ان تلك الاعمال التي تبدو انها خططت من طرف واحد تدل على ان الاوضاع في العراق لم تحل مطلقا بل تسير نحو التدهور والتراجع وان الاوضاع الامنية مازالت بعيدة جدا عن الاستقرار. الجماهير مازالت منذ احتلال العراق وتدميره من قبل القوات الامريكية وملئ سلطته بالميليشيات والعصابات الاسلامية والقومية تدفع من دماءها وبشكل يومي لا ينقطع فاتورة ذلك الاحتلال وتلك العصابات الوحشية التي لا تعرف سوى تحقيق مصالحها وباي ثمن حتى ولو قتلت مئات الالاف من البشر.

حزبنا بين موقفه حول عمليات الارهاب التي تقوم بها القوى المعادية للعملية الامريكية في العراق، واوضح بان تلك الاعمال الوحشية لاتهدف الى تحقيق مصالح الجماهير بل الى تحقيق المكاسب الخاصة بتلك القوى والتي يتلخص كل هدفها في تأمين حصة وسهم في العملية السياسية التي ترعاها امريكا في العراق.

ان الانتخابات المهزلة وما يسمى ب"العملية السياسية" والتي مازالت تداعياتها تخيم على الاوضاع في المجتمع بسبب اشتداد حدة صراع القوى الرجعية والارهابية الاسلامية الشيعية مع كتلة القوميين العرب – البعثيين السابقين – ومجاميع الاسلام السياسي السني تجر المجتمع الى تخوم كوارث وازمات دموية جديدة. ان جميع القوى الحالية مسؤولة عن هذا الوضع الكارثي.

ان تلك القوى والميليشيات بمجموعها عاجزة عن ايجاد اي حل سوى تعميق حمامات الدم. لقد جربوا حظهم ولم تحصد الجماهير سوى الدماء والانفجارات والقتل والجوع والتهجير. فلا دولة ولا طمأنينة ولا ابسط خدمات ولا رفاه ولا حريات ولا مساواة بل تراجع على جميع الاصعدة قاطبة.

حزبنا يستنكر مرة اخرى هذه الاعمال الوحشية ويستنكر قتل الابرياء وارهاب القوى الاسلامية والقومية سواء من كانت موالية لامريكا في الحكم او المعارضة لها ويكرر القول ان مجمل هذه القوى الوحشية هي عقبة بوجه ابراز ارادة الجماهير في العراق من اجل خلاص المجتمع من هذا الطاعون الارهابي وقطع دابر هذه الحركات بكل الوانها واشكالها.

ندعو الجماهير الى تصعيد نقدها واعتراضاتها وتقوية صفوفها ضد هذه القوى البربرية مجتمعة. لا مصلحة للجماهير مع اي من تلك القوى لا الاسلام السياسي الشيعي ولا الاسلام السياسي السني ولا حفنة القوميين العرب او الكرد وغيرهم. تلك القوى تريد ان تديم السيناريو الاسود وحمامات الدم لان ليس لها اي بديل اخر.  الوحشية هي بديلها الوحيد.  يجب ازاحة هذه القوى الوحشية بقوة صف الجماهير وبتوحدها.

 ان لحزبنا ولقوى الاشتراكية والانسانية وللطبقة العاملة بديل انساني لن يكفل تحقيق الامن والسلام والطمأنينة في العراق فحسب بل يحقق كافة اوجه المجتمع الانساني من حرية ومساواة ورفاه ويعيد الهوية الانسانية لكل المواطنين في العراق دون تمييز.

الحزب الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي

10-5-2010