بيان الحزب

حول نتائج "الانتخابات"

ظهرت نتائج "الانتخابات" بفوز القائمة العراقية وقائمة دولة القانون وتراجع قوائم الاسلام السياسي الشيعي.

 

بين حزبنا في بيانه المؤرخ بتاريخ 21 ايلول 2009، بان تلك العملية ما هي الا مهزلة تهدف الى استخدام الجماهير بمثابة عتلة لاعادة تنصيب نفس القوى الميليشياتية الاسلامية والقومية في اجواء من المجازر الجماعية والارهابين الامريكي والاسلامي وغياب كامل للامان والطمأنينة. واليوم فان مهزلة "عد الاصوات" و فوز قائمة اياد علاوي وبعده نوري المالكي لم ولن تغير شئ من الواقع المرير.

 

ان حصول قائمة "العراقية" للقوميين العرب المتحالفين مع الاسلاميين السنة يجري في نفس اجواء الشحن الديني والطائفي والقومي بل وتناميه الى مستويات اكثر احتقانا وخطراً. فلقد تصاعد، اثر اعلان نتائج "الانتخابات"، التهديد والوعيد بالقتل والتفجيرات واعادة دورات الارهاب الاسلامي القومي وسفك الدماء بين القوى الفائزة والخاسرة وكيل الاتهامات لبعضها البعض بالعمالة لهذا الطرف او ذاك مما زاد قلق الجماهير وعمق حالة الترقب والخوف من المستقبل.

 

ان فوز اياد علاوي والذي تراهن امريكا على منحه سهما اكبر كممثل للقوميين العرب في تشكيل الدولة في العراق اثر فشل قوى الاسلام السياسي الشيعي وتضعضع نفوذهم والنقمة الجماهيرية على ميليشياتهم الوحشية، لن يعني انه قادر على الاجابة على مسألة الدولة، لا لانه فشل في دورته السابقة كرئيس للحكومة، ولكن لان قوى القومية العربية المشرذمة والمتحالفة مع الاسلام السني في قائمته، ورغم عزفها اسطوانة الوطنية و"العراقية"، عاجزة سياسيا عن الخروج من دائرة التقسيم الاسلامي والطائفي والقومي والمذهبي للسلطة التي نصبتها امريكا. ان اياد علاوي لاعب اساسي في تقسيم  المجتمع على اسس الدين والطائفة والمذهبية والقومية وكان، وسيظل، احد اهم مهندسي الكارثة والمأساة وسفك الدماء في العراق.

 

ان قائمة "العراقية" وان فازت على مجاميع الاسلام السياسي الشيعي، بما فيها قائمة المالكي، الا انها في الواقع السياسي الراهن، لن تستطيع فعل شئ دون مشاركة بقية القوى الدينية. فتشكيل تلك القائمة للحكومة منوط بحصولها على "الاغلبية". وذلك يعني ان اياد علاوي

الى ص

 لن يفعل باكثر ما كان يفعله دائما، رغم ادعاءاته بالعلمانية؛ اعادة التحالف مع حفنة الملالي والشيوخ ورؤساء العصابات الاسلامية والقومية من القتلة والارهابيين، واعادة تثبيتهم في السلطة، سوى بحصة اكبر للقوميين العرب وللطائفيين السنة، هذه المرة.

 

حزبنا يؤكد ان نتائج هذه المهزلة لن تجلب سوى تعميق الكارثة. وان ادعاءات القوى الفائزة بالعلمانية هي ادعاءات مظللة وكذب تساهم وسائل الاعلام الغربية والامريكية في ترويجه بغرض تجيير اصوات الجماهير. نؤكد مجدداً ان تلك القوى عاجزة بكليتها عن فصل مساراتها عن بعضها البعض، وعاجزة بالتالي عن تشكيل دولة والسير باوضاع المجتمع نحو التطبيع والتمدن.

يدعو حزبنا الجماهير الى عدم الانصياع وراء دعوات تلك القوى، سواء كانت اسلامية او قومية، او التخندق في مواقعها بل الى رص صفوفها وفصل خطوطها عن تلك الجبهة الرجعية ومواجهتها بالاعتراضات والنقد والانخراط في صفوف حزبنا لتقوية جبهة الانسانية والاشتراكية واليسار والتمدن والعلمانية.

 

الحزب الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي

30 آذار 2010