نستنكر بشدة الممارسات المجرمة ضد معتنقي المسيحية في الموصل !

 

خلال الأسابيع الماضية واجه المواطنون من معتنقي الديانة المسيحية  في محافظة الموصل التهديدات بالقتل والتهجير وتفجير منازلهم، وطلب منهم دفع الجزية  او ترك المدينة.  قتل في الفترة الماضية اكثر من 12 مواطنا و تم تشريد اكثر من 1000 عائلة تعتنق المسيحية الى المناطق المحيطة من مدينة موصل. و حسب التقارير الواردة فان نسبة المواطنين المعتنقين للمسيحية في العراق قد انخفظت منذ الغزو الامريكي للعراق الى ثلث العدد السابق للغزو والاحتلال، كما هوجم معتنقي المسيحية  في مدن اخرى كالبصرة و بغداد وغيرها.

 

ان قوى الأسلام السياسي بكل اطيافها الشيعية منها والسنية، الموالية لأمريكا او المعادية لها، مشاركة في هذه الجرائم البشعة والارهابية. كما ان مواطنين  اخرين ممن لا يدينون بالاسلام كالصابئة المندائيين وغيرهم ممن يسمون "الأقليات" القومية والدينية تواجه نفس التهديدات واعمال الارهاب على يد قوى الاسلام السياسي.

 

ان الوضع المأساوي الحالي لكل الجماهير يأتي كنتيجة مباشرة للهجوم العسكري الأمريكي على العراق و تسليم السلطة الى القوى الأسلامية- القومية الميليشياتية ، وتحت تعابير مظللة ورجعية من قبيل ان العراق "مزهرية لكل اصناف الزهور" وانه "موزاييك لكل مكوناته"، تقف خلفها ممارسة رجعية سافرة تهدف الى تقسيم جماهيرالعراق الى اقوام وطوائف واديان و سلب الهوية الأنسانية من المواطنين في العراق وتم تعريفهم على انهم شيعة وسنة وكرد وعرب وتركمان وكلدواشوريين وغير تلك من التصنيفات.

 

لا القوات الأمريكية ولا الحكومة الأسلامية- القومية للمالكي والطالباني يملكون القدرة على حماية الجماهير. على العكس فان جوهر حكومتهم وسياساتهم مبني على التفرقة بين البشر. ان حماية "الأقليات" القومية و الدينية من طغيان الأسلام السياسي والقومية و الفاشية من مهام القوى الأنسانية والشيوعية.  فقط في دولة علمانية يفصل الدين عنها وعن قوانينها وتشريعاتها وعن التربية والتعليم و مبنية على المواطنة المتساوية ومساواة المراة بالرجل وابعاد الدين عن حياة المجتمع، يمكن للمواطنين العيش بسلام بغض النظر عن عقائدهم وانتماءاتهم الدينية.

 

اننا في الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي نندد بشدة بهذه العمليات الارهابية والقمعية والأجرامية ضد المواطنين المعتنقين للمسيحية، وندعو الجماهير للتنديد بدورها بهذه الجرائم بكل الوسائل والوقوف والتصدي لتلك القوى المجرمة .

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

15تشرين الأول 2008