حول مقتل 655000 مواطن في العراق منذ بدء الحرب الامريكية

نكرر مطالبتنا بالخروج الفوري للقوات الامريكية والبريطانية من العراق

ونزع سلاح جميع الميليشيات الاسلامية والقومية فوراً عن طريق قوة دولية

 

صدرت مؤخرا احصائية عن عدد القتلى من المواطنين في العراق منذ بدء الحرب الامريكية على العراق في العام 2003. وقد بينت الاحصائية بان عدد القتلى بلغ قرابة 650000 مواطن. ورغم التحفظ على استننتاجات تلك الاحصائية التي قد لا تقارب الرقم الحقيقي لاعداد القتلى في العراق الا انها تمثل وبلا ادنى شك وجهاً صارخاً من اوجه السيناريو الاسود الكارثي الذي صنعته امريكا في العراق من جراء حربها الاجرامية والمدمرة ضد جماهيره. ان المسؤول عن ارتكاب هذه المجازر هو كلا قطبي الارهاب العالمي في العراق؛ قوى السيناريو الاسود : قوات امريكا وبريطانيا وحلفائهما من جهة والميليشيات والعصابات الاسلامية والقومية المسلحة من جهة اخرى.

 

وخلال السنوات الثلاثة الماضية انكشفت وتداعت كل حجج وذرائع الحكومة الامريكية واليمين الامريكي الرجعي الحاكم ومسوغاتها لشن الحرب على العراق واقتلاع الدولة وتدمير المجتمع المدني وارتكاب المجازر وانتهاكات حقوق الانسان وتنصيب المجاميع الاسلامية والقومية المسلحة وادخال البلاد في اتون الصراعات الطائفية والدينية والقومية.  تكشف للجماهير في كل العالم اكاذيب جورج بوش ورامسفيلد وكونداليسا رايس واليمين الامريكي الحاكم حول مبررات حرب امريكا على العراق. فالقوات الامريكية لم تعثر مطلقاً عن أي اسلحة دمار شامل في العراق. كما سقطت ذريعة انهاء الديكتاتورية وتحويل العراق الى "واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط" حيث استجلبت امريكا و الغرب اكثر القوى الدينية والقومية والعشائرية رجعية وهمجية وسلطتها على المجتمع بانتخابات غير شرعية فرضت على الجماهير المرعوبة من انعدام الامان والطمأنينة. كما ان ذريعة علاقة الحكومة العراقية السابقة ونظام صدام حسين القومي بالاسلام السياسي وتنظيم القاعدة قد جرى تكذيبها هي الاخرى كمبرر لشن الحرب واعتبارها فبركة تهدف الى تعبئة جماهير امريكا لتأييد سياسة جورج بوش واليمين الامريكي عقب احداث 11 ايلول 2002 في نيويورك. ومؤخرا فقط تم اسقاط اخر الادعاءات الكاذبة لشن الحرب من خلال تقرير اوضح ان الحرب على العراق زادت الارهاب العالمي من خلال تزويد قطب الاسلام السياسي بقضية مقدسة اخرى في العراق.

 

ومنذ البدء بين حزبنا بان الحرب الامريكية في العراق ستؤدي الى افدح الخسائر للجماهير في العراق والمنطقة وتؤدي الى نشر الدمار والقتل والتفتيت الاجتماعي وخلق ظروف كارثية وطغيان المد الرجعي والارهاب الاسلامي. حذر حزبنا من تفاقم السيناريو الاسود نتيجة تصاعد الصراع بين قطبي الارهاب العالميين؛ قطب ارهاب الدولة لامريكا والغرب من جهة وقطب الاسلام السياسي من جهة اخرى وبين بان لا خلاص للجماهير الا من خلال عزل تلك القوتين معاً و ارجاعهما الى الخلف عن طريق تعبئة قوى الجماهير ضدهما ممثلا بالمعسكر الثالث الذي بامكانه احلال بديل علماني ومتمدن في مجتمع العراق.

 

ان وصول عدد القتلى من جماهير العراق الى هذا الرقم الفظيع هو وصمة عار على جبين البشرية. ان قوى البرجوازية الحاكمة في امريكا والعراق والمعادية للانسانية والحرية والمساواة للجماهير لم توفر استعمال اقذر الوسائل ومنها تقطيع اوصال المجتمع المدني عن طريق خلق التقسيمات الدينية والمذهبية و القومية والعرقية بين صفوف الجماهير الغفيرة لادامة وتقوية نفوذها. ان المجزرة التي ترتكب في العراق بحق المواطنين اليوم يتحمل مسؤوليتها كلا طرفي الارهاب ؛ قوات امريكا وبريطانيا من جهة وكل قوى وميليشيات وعصابات وقوى الاسلام السياسي والقوميين والعشائريين، من جهة اخرى.

 

يطالب حزبنا ولتخليص الجماهير من هذا السيناريو الاسود ووقف حمامات الدم والجرائم الطائفية اليوم بالانسحاب الفوري للقوات الامريكية والبريطانية من العراق ونزع سلاح جميع الميليشيات والعصابات والمجاميع الاسلامية والقومية والعشائرية عن طريق احلال قوة اممية لا تظم قوات من امريكا او بريطانيا او من دول الاسلام السياسي.

 

ان المطلب الذي ينادي به حزبنا بامكانه لو تحقق على وضع المجتمع في العراق على عتبة الامان والتطبيع والاستقرار من خلال ابعاد قطبي الصراع الارهابيين وتوفير الاجواء المناسبة لاجراء انتخابات حرة بعيدا عن الارهاب وانعدام الامان وبالتالي تنافس جميع التيارات السياسية في المجتمع. لقد زيفت قوى السيناريو الاسود ارادة الجماهير من خلال انتخابات غير شرعية وتحت سلطة الاحتلال الامريكي- البريطاني والميليشيات الاسلامية الرجعية المسلحة. ان الجماهير اليوم تقف بالضد من نفس تلك القوى الرجعية والطائفية والتي اتضح لكل الجماهير انها هي التي تحفر خنادق الحقد الطائفي والديني والقومي بين عموم الجماهير المحرومة في العراق وتهيئ لمجازر اكبر واكثر فظاعة. الجماهير تدرك بان تلك القوى بمجموعها مسؤولة عن اعمال القتل الجماعي اليومية بحقها. على الجماهير النضال من اجل ازاحة هذه القوى فوراُ من مسار تحررها وخلاصها وتعبئة قواها حول بديل حزبنا.

 

يدعو حزبنا الجماهير في كل انحاء العالم وفي العراق الى تبني مطلبنا و توحيد قواها العلمانية والمتمدنة والانسانية من اجل ابعاد قطبي الارهاب المجرمين الى الخلف واحلال بديل الجماهير المتمدن الذي سيضع المجتمع في العراق على مسار الامان والتطبيع والمدنية والعلمانية. سيناضل حزبنا في تلك الظروف من اجل انشاء حكومة علمانية لا قومية ومتمدنة. ان حزبنا يجسد الجمهورية الاشتراكية كبديل له في اقامة تلك الحكومة العلمانية. يرى حزبنا بان عراق علماني آمن سيشكل حجر الزاوية في تأسيس شرق اوسط علماني متمدن تستطيع جماهيره ان تناضل من اجل تحقيق امانيها وطموحاتها في المساواة والحرية الكاملة وفي الرفاه للجميع.

 

 

يسقط ارهاب الدولة الامريكية والبريطانية !

يسقط ارهاب الاسلام السياسي !

عاشت الجماهير حرة وآمنة !

عاشت الاشتراكية !

 

الحزب الشيوعي  العمالي اليســاري العراقي

13-10-2006