بيان الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

حول الاتفاقية الامنية بين حكومة المالكي والحكومة الامريكية

 

بعد فترة من المهاترات والتجاذبات بين مختلف الاجنحة البرجوازية داخل وخارج حكومة المالكي المنصبة من قبل امريكا حول ما يسمى "الاتفاقية الامنية"، صادقت حكومة الميليشيات الاسلامية والقومية تلك على الاتفاقية دافعة بها الى "البرلمان" لاقرارها.

 

ان ما يسمى الاتفاقية الامنية هي تجسيد لارادة قوى السيناريو الاسود الحاكمة؛ من نوري المالكي والحكيم والطالباني والبارزاني وعلاوي، وبقية حلفاء امريكا، لاجل تمديد بقاء القوات الامريكية في العراق. تلك القوى تطلق الاكاذيب والادعاءات الخرقاء حول ضرورة الاتفاقية لاخراج العراق من البند السابع، من اجل توفير غطاء قانوني مزيف لادامة الاحتلال الامريكي. ان الاتفاقية العراقية الامريكية جزء لا يتجزأ من مساعي تلك القوى ادامة تسلطها وبالتالي تصعيد الازمة والكارثة التي تعاني منها الجماهير؛ من الارهاب والتجويع والافقار والتشريد والتهجير والقتل، الى الطائفية وتسلط الدين والعشائرية والقومية ومعاداة المرأة وتهديم ركائز المدنية التي سببتها الحرب والاحتلال الامريكيين.  يؤشر نفس وجود الاتفاقية على عجز البرجوازية العالمية وممثلتها الحكومة الامريكية وصنيعتها العراقية على الاجابة على اي من الاوضاع المأساوية في العراق؛ لا في تشكيل دولة، بحدود دنيا من القدرة والمدنية، بامكانها القضاء على الارهاب واحلال الطمأنينة والاجواء الامنة للجماهير، ولا في القضاء على الجوع والفقر والبطالة، وزيادة الرفاه، ولا في توفير المستلزمات الصحية والعلاجية والتعليمية او ابسط الخدمات كالمياه النظيفة والكهرباء للملايين من الجماهير، ولا في الجواب على مدنية المجتمع والعلمانية وفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم وتحقيق المساواة الكاملة للمرأة بالرجل. ان الهدف الحقيقي للاتفاقية الامنية بين امريكا والعراق هو ادامة تسلط القوى الموالية لامريكا، ولكنها دليل عجز دامغ لتلك القوى وانسداد الافاق بوجهها.

 

يندد حزبنا بالاتفاقية العراقية الامريكية ويؤكد تناقضها الكامل وعلى خط مستقيم مع مصالح جماهير العراق. وفي نفس الوقت، يفضح حزبنا مساعي قوى الاسلام السياسي المعادية لامريكا، والتي ترفض الاتفاقية، كقوى مقتدى الصدر والسيستاني وجبهة التوافق وبقية التنظيمات الاسلامية والقومية الرجعية، من منطلق ظاهره المس بــ"السيادة الوطنية" و"استقلال العراق" و"حرية العراق" ولكن جوهره يكمن في محاولة تجييش القوى لكسب الشرعية لوجود تلك الحركات الاسلامية الرجعية والارهابية تحت يافطة معاداة الاحتلال.

 

ان بديل حزبنا لانقاذ الجماهير في العراق من الكارثة التي سببها الاحتلال الامريكي هو في الاخراج الفوري غير المشروط للقوات الامريكية المحتلة وكل حلفاءها من العراق ونزع سلاح جميع الميليشيات الاسلامية والقومية، عن طريق التعبئة الجماهيرية على الصعيدين العالمي والمحلي، وافساح المجال لتقرير المصير السياسي لجماهير العراق.

 

يؤكد حزبنا انه فقط بامكان الطبقة العاملة وقواها الاشتراكية والشيوعية والعلمانية والانسانية والمساواتية تقديم الجواب والبديل للاوضاع الكارثية في العراق من تحقيق الامان والطمأنينة الى الرفاهية والمساواة والحرية لكل جماهير العراق. ندعو الجماهير الى رفض هذه الاتفاقية الرجعية والى الالتفاف حول بديلنا الانساني والعملي الاشتراكي من اجل انقاذ المجتمع وارساء اسس الامن والطمأنينة والرفاه لكل الجماهير.

 

لا للاتفاقية العراقية الامريكية الرجعية !

نعم لاخراج القوات الامريكية ونزع سلاح جميع الميليشيات الاسلامية والقومية !

 

الحزب الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي

16-11-2008