بيان

حول الأنتخابات في كردستان

 

حسب اعلان من مسعود البرزاني، تجرى أنتخابات في كردستان لأنتخاب اعضاء البرلمان ورئيس كردستان آواخر شهر تموز المقبل.

 

بعد مرور17 سنة على فرض سلطة  قوميين الكرد على كردستان، هاهم يقررون اعادة مهزلة سيناريو الأنتخابات مرة اخرى، لاعطاء الشرعية لسلطتهم التي تعرضت لاعتراضات ونقد الجماهير، عن طريق صنادق الأقتراع.

 

الا ان انتخابات القوميين الكرد هذه المرة تجرى في اوضاع مختلفة بشكل جدي على الصعيدين العالمي والمحلي. فعلى الصعيد العالمي، دخل الاتحاد الوطني والحزب الديموقراطي والجبهة الكردستانية الى الساحة السياسية في ذلك الوقت بعنوانهم ممثلي "الديموقراطية" والنظام العالمي الجديد الدموي، كحلفاء لامريكا، وتحالفوا مع جناح اليمين البرجوازي العالمي، وتعتبر مكانتهم التي حصلوا عليها لمدة 17 سنة  ثمرة لخدماتهم تلك. لقد عبرت تلك الانتخابات لجماهير كردستان الذين كانوا قد تخلصوا من قبضة الحكومة البعثية حديثا، عن " كلا " ضد الحكومة البعثية، اما بالنسبة للقوميين الكرد فقد كانت تعني لهم فرض سلطتهم على المجتمع.

  

اليوم لم يبق لخدمات القوميين الكرد للغرب اهمية، لان امريكا اليوم لديها اصدقاء وحلفاء اقوى في العراق بامكانهم تقديم خدمات افضل. و في الطرف الأخر، تزداد نقمة جماهيركردستان يوما بعد يوم ضد حفنة المسؤولين والطفيليين والفاسدين. ان الأنتخابات المقررة والتصويت للقوميين الكرد ستكون بمثابة العصا السحرية التي ستحقق لهم تجديد شرعية سلطتهم وتمنحهم القوة. القوميون الكرد، وبعد فشلهم في تحقيق اي منجز يذكر خلال ال 17 سنة لجماهير كردستان، فانهم اليوم يحاولون، وعن طريق تبليغات فارغة عديمة المحتوى خداع الجماهير للسيطرة على اصواتهم لدورة اخرى عن طريق صناديق الأقتراع.

 

لقد باتت الجماهير الان على معرفة بماهية القوميين الكرد اكثر من اي وقت مضى. فالقوميين الكرد استمروا في نهب وسلب ثروات المجتمع، وزج المجتمع في اتون الفقر ولم يحًلوا مشكلة البطالة او يقدموا اي خدمات في مجال الكهرباء او مياه الشرب او السكن وتفاقمت مشاكل الشباب، وازدادت عمليات قتل المرأة وقمع حرية الصحافة وانتهاك بقية الحريات الفردية والمدنية الأخرى. استمروا في ممارسات الفساد ومراكمة الغنى الفاحش للمسؤولين الذين ارتفعت قصورهم عاليا، في الوقت الذي ابقوا الجماهير في قبضة العوز والفاقة وظلت اجور العمال بادنى مستوياتها، كما لم يعترفوا لهم بحق الأضراب والتظاهر، بل تعاملوا مع العمال بنفس قوانين الحكومة البعثية. ان لائحة القوميين الكرد الذين هم في السلطة او المعارضين لهم من المحافظين و"الأصلاحين" هي نفس اللائحة. انهم يودون اعادة التاريخ لكن على شكل مهزلة هذه المرة !. ان هذه الأنتخابات تجرى من اجل ضمان مصالح البرجوازية الكردية وتقوية جناح اليمين في المجتمع، وان الطبقة العاملة والتحررين وقوى اليسار والشيوعيين ليس لهم اي مصلحة في هذه العملية.

 

وقبل ان يدور الحديث في هذه الأنتخابات عن "النزاهة" او تزوير الأنتخابات، فان الانتخابات نفسها تخلو من اية معايير " ديموقراطية"، بل تستند بدلا من ذلك على اساس التقسيم القومي والديني للمجتمع، لا تقوم على اساس المواطنة المتساوية، حيث المقاعد مقسمة بين الاقوام والعشائر، وتجرى العملية برمتها بظل دولة ميليشياتية تستند الى دستور وقوانين اسلامية، وتمثل جزءاً من نفس العملية السياسية الجارية في العراق. لقد وضعت السلطة بيد القوميين الكرد بشكل عام وحزبي البارتي واليكيتي على وجه الخصوص، حتى قبل اجراء الانتخابات وستؤدي الى تسليم مصير كردستان والقضية القومية الكردية الى مصير مجهول وتبقيها كما هي.

 

ان الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي على استعداد لدخول اي مبارزة انتخابية تراعى فيها الحدود الدنيا لمعايير المواطنة المتساوية "الديموقراطية"، الا ان الأنتخابات التي وضعت امام الناس في كردستان، لا تمثل الأ عملية اخذ بصمة الجماهير على حكم القوميين الكرد لاضفاء الشرعية على سلطتهم الرجعية. انها لا تتجاوز كونها مهزلة. سيسلم القوميون الكرد مصير المجتمع  لمرحلة اخرى الى المجهول على يد المجامع النهابة والفاسدة ويديموا الفقر والبطالة ويوسعوا عمليات قتل المرأة وانتهاك حقوق مواطني كردستان ورهن كامل المصير السياسي والأجتماعي للمجتمع بارادتهم.

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

13 ايار 2009