حول التظاهرة الجماهيرية الغاضبة ضد محافظة البصـــرة

 

اندلعت في مدينة البصرة يوم السبت المصادف 19-6 تظاهرات جماهيرية غاضبة ضد سلطة الاحزاب الاسلامية الطائفية الحاكمة في المدينة. فقد زحفت حشود من الجماهير الغاضبة على مبنى محافظة البصرة ورشقته بالحجارة والقناني الفارغة وكسروا زجاج المبنى احتجاجا على قطع مياه الشرب والكهرباء وتفشي الفقر والحرمان والفساد والانهيار في كل مرافق المدينة. وقد فتحت قوات العصابات الاسلامية الحاكمة التي تحمي مبنى المحافظة النيران على الجماهير مما ادى الى قتل متظاهرين وجرح ثلاثة حسب الاخبار الواردة.

ان جماهير العراق وقد ذاقت المرارة والالم والمعاناة والقتل والتهجير والتقسيم الطائفي وحكم عصابات وميليشيات الاسلام السياسي والقوميين والعشائريين التي نصبتها امريكا تنزل اليوم الى الشارع مطالبة، لا بتأييد هذا الملله او الشيخ او ذاك، ولا بدعم هذه الميليشيا الاسلامية او تلك العشيرة، بل من اجل رفاهها ومعيشتها الكريمة. انها تطالب بحقها في حياة انسانية تليق بالبشر. ان تلك التظاهرة العارمة تجري في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة الصراعات بين القوى المسلطة على الجماهير وتتصاعد اعمال الارهاب والقتل والتصفيات والاجواء الطائفية المحتقنة.

لقد بين حزبنا في بياناته وتصريحاته السابقة ان جبهة الجماهير وقواها الانسانية قد غسلت اياديها كليا من هذه العصابات المجرمة الحاكمة والتي نصبتها امريكا بعد شنها حرب مجرمة على الجماهير مؤدية الى ازهاق ارواح مئات الالاف من البشر بحجة "تحرير العراق". ان الجماهير لم تعد تكترث بارهاب القوى الاسلامية الحاكمة في العراق وانها اليوم تبدو عازمة اكثر من اي وقت مضى على الشروع باحتجاجات ونضال اجتماعي ضد هذه الطغمة المجرمة التي لم تكتف بتمزق المجتمع وأسلمة المجتمع العلماني في البصرة، بل راحت وبوقاحة ليس لها مثيل تنشر الفقر والحرمان والجوع للطبقة العاملة والجماهير الغفيرة في حين يتبارى الشركاء الاسلاميون في نهب الموارد وسرقة النفط وتقاسم المغنائم في حين تعيش الجماهير في البؤس والاملاق. ان هذه التظاهرة التي ستستمر في التأجج هي احتجاج الجماهير من اجل حياة اكثر انسانية، اكثر رفاه، من اجل لقمة خبز اطفالهم، من اجل اطفاء عطشهم من مياه نظيفة، من اجل التمتع بالكهرباء والتكييف، من اجل ان يحتموا من حر صيف البصرة اللاهب. هذه التظاهرة والتي سيعقبها هي احتجاجات انسانية بمطالب انسانية.

ان مظاهرات البصرة هي بداية شروع حركة نضال اجتماعي واسعة ضد الطبقة الاستغلالية الرأسمالية في العراق والتي يمثلها مافيات الاسلام السياسي والقوميين والعشائريين المنصبين من امريكا. وفي نفس الوقت فان الاحتجاجات تدل على ان الجماهير قد اصبحت في حالة استقلال عن ، ومواجهة مع، تلك القوى الاسلامية القومية الحاكمة. ان تقوية عضد الجماهير وتقوية احتجاجاتها يكمن في التضامن والتمسك باستقلالية جبهتها وعدم فسح اي مجال للقوى والعناصر الاسلامية والقومية والعشائرية لتجيير تلك الاحتجاجات لصالحها. ندعو الجماهير الى الالتفاف بقوة واصرار حول مبادئ التحرر والمساواة واليســـار والعلمانية والاشتراكية وابرازها. ان تلك الاهداف تقوي جبهة الجماهير لانها اهداف انسانية، لا طائفية ولا دينية ولا قومية ولا عشائرية ولا مناطقية.

يقف حزبنا بكل امكاناته الى جانب جماهير البصرة ويؤيد اعتراضاتهم ويدعو الجماهير في كل انحاء العراق والمنطقة وفي العالم الى مساندة تلك المطالب. ندعو الى تصعيد الحركة الاعتراضية في كل مكان لكي تتحول الى حركة هادرة قادرة على اقتلاع هذه القوى المجرمة وازاحتها من السلطة وابراز بديل الطبقة العاملة والجماهير الغفيرة الانساني، والامل بانهاء الكارثة التي احلوها في المجتمع واقامة بديل انساني تحرري.

يطالب حزبنا بالقاء القبض على قادة الشرطة والجيش الذين امروا باطلاق النار بتهمة ارتكاب جريمة القتل العمد وتقديمهم الى المحاكمة.

الى الامام نحو تحقيق مطالب الجماهير في المساواة والمعيشة الكريمة !

الى الامام من اجل ازاحة الميليشيات الاسلامية واحلال بديل الجماهير الانساني !

عاشت الاشتراكية !

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

20-6-2010