قرار

حول الازمة بين حكومة المالكي وحكومة كردستان

 

 

 ان الازمة والصراع الحاليين بين القوى الرجعية الممثلة بحكومة المالكي الاسلامية القومية من جهة وحكومة اقليم كردستان التي يسيطر عليها القوميين الكرد من جهة اخرى هي حصيلة اوضاع انتقالية سببها رغبة امريكا في  "تطبيع" الاوضاع واثار ذلك على مكانة مجمل قوى السيناريو الاسود التي نصبتها امريكا في السلطة اثر حربها واحتلالها للعراق في العام 2003. تعكس الازمة ملامح هذه الاوضاع المتغيرة ورغبة امريكا فرض سلطة الدولة المركزية وحكومة المالكي على كافة مناطق العراق بما فيها كردستان و تغير سياسة امريكا تجاه القوميين الكرد. وبنفس الوقت فان الصراع المحتدم بين تلك القوى الاسلامية والقومية حول كركوك وما يسمى بالفقرة 24 من قانون انتخابات مجالس المحافظات والقرار 140 ومن ثم حول خانقين والذي وصل الى درجة التهديد بحل النزاع بالطرق العسكرية بين قوات المالكي والميليشيات التابعة للقوميين الكرد "البيشمركة"، يبين تراجع واهتزاز مكانة ونفوذ القوميين الكرد لدى امريكا.  لقد بينت دولة امريكا اثناء الصراع وقبله معارضتها لاستقلال كردستان من خلال التزامها جانب حكومة المالكي في ذلك الصراع مدركة ان تسليم كركوك للقوميين الكرد سيقوي موقفهم ازاء تلك المسألة. اليوم لم تعد امريكا مهتمة بمنح الميزات والنفوذ والمكانة للقوميين الكرد كما فعلت طوال السنوات الــ 17 الماضية واعتبارهم فصيلا متقدما في معسكر قوى "الديمقراطية" بوجه اعداء امريكا. لقد منحت امريكا القوميين الكرد وجلال الطالباني رئاسة الدولة في العراق ثمناً لخدماتهم لسياساتها اليمينية طوال الفترة المنصرمة، وماكان لهم ان يحصلوا على تلك المكانة دون دورهم في دعم السياسات الامريكية بعد حرب الخليج الاولى عام 1991 وصولا الى احتلال العراق في العام 2003. اليوم اسدل الستار على تلك المرحلة ودخلت الاوضاع مرحلة انتقالية وغير مستقرة يبدو من خلالها القوميين الكرد فاقدين تدريجيا لمكانتهم لدى البرجوازية العالمية من جهة في الوقت الذي لم يعد لديهم اي نفوذ او قاعدة جماهيرية يستندون اليها داخل كردستان مما سيعرضهم بشكل مظطرد وسريع الى الانكفاء والتقوقع.  وفي كل الاحوال فان نتائج هذه المرحلة الانتقالية لن تكون موافقة لمصالح اي من قوى السيناريو الاسود في العراق حيث تبدو افاق تلك القوى مسدودة تماما.

 

وبناء على تلك المعطيات:

 

1)      يدين حزبنا بشدة اي هجوم او اعتداء على جماهير كردستان من جانب قوات حكومة المالكي. وبنفس الوقت، يندد ويدين بقوة اي مواجهة او صراع عسكري محتمل قد يندلع بين القوميين الكرد وقوات حكومة المالكي.  ليس لاي مواجهة بين القوميين الكرد و قوات حكومة المالكي علاقة بالمسألة القومية الكردية او بالاظطهاد القومي للكرد من قبل العرب و لا بمسألة حق تقرير المصير، او ما شاكل. انه صراع داخل معسكر قوى السيناريو الاسود الرجعية ، وليس له ادنى علاقة بمصالح الجماهير.

2)      ضمن اي مسار تاخذه الاوضاع الحالية؛ سواء استتبت الامور لصالح حكومة المالكي وجيشها وتحول القوميين الكرد الى قوى طيعة لادارة شئون كردستان، او تفاقمت الاوضاع القلقة الحالية والمشحونة بالصراعات والتشنجات واحتمالات المواجهة العسكرية حول كركوك وخانقين وغيرها من المناطق، سواء انسحبت امريكا من العراق ام لم تنسحب، تدخلت الجمهورية الاسلامية ام لم تتدخل، فان النتيجة في كل الاحوال لن تلبي مطالب ومطامح الجماهير؛ العجز التام للبرجوازية وتخبطها، وفشلها في ايجاد اي حل للاوضاع واخراج المجتمع من المأزق والكارثة التي سببوها.

3)      سبق ان اعلن حزبنا موقفه من الاوضاع في كردستان ومطلبه بالاستقلال ويؤكد اليوم، وضمن المرحلة الانتقالية الحالية وظروفها، على مطالبته باستقلال كردستان وسعيه ونضاله من اجل بناء حركة جماهيرية في هذا الاتجاه لانهاء حالة التدهور والقلق و التخندق القومي والكراهية وابعاد شبح الحرب والمواجهات بين القوى الرجعية، ويدعو لهذا الغرض، الى تنظيم استفتاء عام في كردستان حول الاستقلال (ريفراندوم) واخذ رأي الجماهير وفي نفس الوقت يشجع الجماهير على التصويت ايجابا على الاستقلال. يدعو حزبنا الى بناء دولة علمانية لا دينية ولا قومية تتحقق عن طريق الحكومة الاشتراكية في كردستان.

4)      المناطق المتنازع عليها بين القوى القومية ( كركوك وخانقين وشنكار وطوزخورماتو وغيرها ) يجب ان تكون جزءاً من المناطق المشمولة بالاستفتاء حول استقلال كردستان. يدعو حزبنا الجماهير في تلك المناطق الى المشاركة في الاستفتاء ويوصي الجماهير بالتصويت لصالح استقلال كردستان.

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

21 أيلول 2008