البيان الختامي

للمؤتمر الثاني للحزب الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي

 

اختتمت اعمال المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي الذي عقد في العراق بين 12 و 13 تموز بنجاح كبير.  وقد حضر المؤتمر مندوبي الحزب من محافظات العراق بالاضافة الى تنظيمات الخارج وبعض الضيوف.

 

افتتح المؤتمر الثاني بتوضيح شرعية المؤتمر بحضور اغلبية المندوبين. تلى ذلك عزف النشيد الاممي – الانترناسيونال - والوقوف دقيقة صمت من اجل المضحين بحياتهم من اجل الاشتراكية. تم بعدها انتخاب الهيئة الرئاسية للمؤتمر وجرت المصادقة على النظام الداخلي ودستور المؤتمر. القيت بعدها برقية الرفيق حميد تقوائي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الايراني الى المؤتمر. افتتح المؤتمر بكلمة تم التركيز فيها على الظروف الحالية التي يمر بها المجتمع في العراق بعد مرور خمسة سنوات على الحرب الامريكية وتنصيب المجاميع الاسلامية والقومية، وعلى المحاور الرئيسية للمؤتمر والتي تتظمن تحول الحزب في المرحلة المقبلة الى حزب سياسي متدخل وفاعل في حياة الجماهير في العراق والمنطقة من خلال تبني النضالات والاعتراضات والمطالب الجماهيرية وقيادتها وابراز الحزب كبديل سياسي جدي في العراق. ركز تقرير سكرتير اللجنة المركزية على النجاحات التي حققها الحزب خلال الفترة الماضية والمعوقات التي واجهته والمهام التي لم يتمكن الحزب من انجازها. واستشرف التقرير التوجه العام وسمات المرحلة الجديدة من حياة الحزب التي تتطلب تحوله الى قوة سياسية واجتماعية متدخلة والاليات الاجتماعية التي يجب اعتمادها والتقاليد التي يجب ترسيخها وتقويتها واتمام المهمات التي وضعها الحزب على عاتقه في مختلف الميادين. وركز التقرير على نجاح الحزب في توسيع قاعدته التنظيمية في مدن جنوب العراق وانظمام رفاق جدد من عدد من المحافظات التي لم يكن للحزب اي تواجد فيها، ومن جهة اخرى ، تم استعراض تطور ونمو الحزب من جميع النواحي السياسية والاجتماعية والنشاطات والفعاليات الجماهيرية التي قامت بها التنظيمات داخل وخارج العراق.

وعلى مدى يومين كاملين انجز المؤتمر عدد من مشاريع القرارات ومنها قرار حول "الاوضاع السياسية في العراق ودور الحزب الشيوعي العمالي اليســاري العراقي"  الذي تظمن تقييما للاوضاع السياسية في العراق بعد مرور خمسة سنوات على الاحتلال الامريكي وتصعيد نضال الحزب من اجل المطالبة باخراج القوات الامريكية وحلفاءها ونزع سلاح جميع الميليشيات الاسلامية والقومية والنضال لنزع سلطة البرجوازية واقامة الاشتراكية. كما اقر مشروع قرار اخر حول "دعم منظمة العلمانية والحقوق المدنية في العراق" والذي انطلق من اهمية العلمانية كتيار متدفق وجار داخل المجتمع وضرورة دعم الحزب للمنظمة المذكورة كونها تدافع عن مطلب فصل الدين عن الدولة وتوفير اوسع الحقوق والحريات المدنية والفردية للمواطنين، وهو ما يعتبره الحزب جبهة اساسية من جبهات الصراع الطبقي للعمال ضد البرجوازية. وتم ايضا التصويت على مشروع قرار "حول الاوضاع في كردستان ومطلب الاستقلال"، الذي حلل الاوضاع الحالية في كردستان والموقعية الراهنة للاحزاب القومية الكردية في السيناريو الاسود وتموضعهم في قلب السلطة المركزية لامريكا وبالتالي تعميق وتأجيج الاحقاد القومية والدينية والطائفية بمثابة جزء لا يتجزأ من سياساتهم، وضرورة نضال الحزب من اجل ابعاد جماهير كردستان عن مخاطر السياسة الرجعية للقوى القومية بكل الوانها. وقد تم احالة مشروع القرار الى اجتماع اللجنة المركزية لوضعه في صيغته النهائية واقراره. وتم بحث موضوع "الحزب والتحزب" الذي تناول مسألة اهمية التحزب في البناء التنظيمي والسياسي لحزب الشيوعية العمالية، وجرى التداول في العديد من المواضيع والقضايا التي تتعلق بالاوضاع الحالية على الصعيد العالمي والمحلي من افول سياسات امريكا والنظام العالمي الجديد الى صعود الحركات الاعتراضية العمالية واليسارية وافلاس حركة الاسلام السياسي وفشل البرجوازية، بكل اطيافها وقواها، في حل الاوضاع، والاجابة على معضلات الجماهير، سواء على صعيد العراق او العالم، وانتهاءا ببحث ومناقشة دور الدين الرجعي في حياة الجماهير وضرورة تشديد النضال من اجل التمدن والعلمانية وفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم والقوانين ومطلب المساواة الكاملة للمرأة بالرجل. كما ركزت النقاشات على اهمية ترسيخ السنن الشيوعية داخل التنظيمات وضرورة الالتزام بالظوابط والاليات الحزبية ودور كوادر الحزب واهمية النشاط داخل المجتمع.

نجح المؤتمر نجاحا مهما في تجسيد الاهداف العامة التي وضعها نصب عينيه، والتي تتحدد في تحديد مسالك نمو وتطور الحزب في المرحلة القادمة من اجل تحول الحزب الى حزب سياسي قوي، متدخل، اجتماعي، ومحبوب للطبقة العاملة ولعموم الجماهير في العراق، والى تنظيم حركة الشيوعية العمالية على كل الاصعدة وتحويلها الى حركة اجتماعية هادرة. لقد اتفق المشتركون على المحاور والجبهات الاساسية لنضال الطبقة العاملة من اجل تحقيق اهدافها في انهاء سلطة الطبقة البرجوازية واقامة المجتمع الاشتراكي والاصلاحات والتحسينات التي على الحزب الشروع فوراً في النضال من اجل تحقيقها. كما نجح المؤتمر في التأكيد على سنن واهداف حركة الشيوعية العمالية، واهمية التحرك الجدي في وضع كل المهمات العملية للحزب موضع التنفيذ العملي. لعبت الاسهامات المتعددة والمليئة بالحماس لجميع المندوبين والضيوف دوراً اساسياً واغناءا كبيرا للمؤتمر وساهمت في انجاحه، كما وسادت المؤتمر اجواء رفاقية ملؤها الرغبة المخلصة في العمل.

زاد المؤتمر عدد اعضاء اللجنة المركزية للحزب الى 19 عضواً وتم انتخاب المندوبين التالية اسماءهم اعضاءا فيها: احمد قاسم، آزاد حمه كريم، جليل شهباز، خبات مجيد، خيال ابراهيم، سردار عبد الله، سمير نوري، ريبين فاروق، سركول احمد، صباح ابراهيم، عباس عبد الرحمن، عبد المجيد حسين (ابو مشرق)، عبد الحكيم حسن فنجان (ابو اثير)، عصام شكـــري، فاتح بهرامي، كاروان نجم الدين، كاوه عمر، محمد اسنكران، ومريم جميل.

وبعد انتهاء اعمال المؤتمر الثاني وفي يوم 14 تموز عقدت اللجنة المركزية المنتخبة اجتماعها بنصابها القانوني. قام البلنوم الثالث للجنة المركزية بانتخاب الرفاق التالية اسمائهم اعضاءاً في المكتب السياسي للحزب: آزاد حمه كريم، خبات مجيد، سردار عبد الله، سمير نوري، صباح ابراهيم، كاروان نجم الدين، كاوه عمر، وفاتح بهرامي، بالاضافة الى عصام شكــري الذي انتخب سكرتيرا للجنة المركزية بالاجماع. وقد قرر البلنوم الثالث احالة مشروع قرار "الاوضاع السياسية في كردستان ومطلب الاستقلال" الى المكتب السياسي لوضع اللمسات الاخيرة عليه واقراره. هذا وبحث البلنوم الثالث بشكل مسهب وواسع النشاطات والفعاليات العملية والمشاريع المستقبلية للحزب وشدد على محاورها الاساسية.

اللجنة المركزية

 للحزب الشيوعي العمالي اليســــاري العراقي

14 تموز 2008