حول تداعيات فشل تشكيل الحكومة وضرورة تصعيد نضال الجماهير ضد مجموع هذه القوى الرجعية

ان مرور اكثر من 7 اشهر على "الانتخابات"، لم يبق من الالوان البراقة للصورة التي رسموها لانفسهم ولنجاحاتهم المزعومة  سوى بقع باهتة تشير الى فشل ذريع على كل صعيد. ورغم ان القومي-  البعثي السابق اياد علاوي وائتلافه "العراقية" التي ينضوي تحته خليط من القوميين العرب والاسلاميين السنة والبعثيين السابقين فاز بعدد اعلى من الاصوات، فان الاسلاميين الشيعة وخلفهم الجمهورية الاسلامية استشعروا بتراجع نفوذهم وانحساره فبدأوا محاولات حثيثة لردع كتلة القوميين العرب والاسلاميين السنة. ولكن محاولاتهم لم تنجح، بل العكس، واجهوا المزيد من التشرذم داخل صفوفهم هم انفسهم. ومن جهتهم فان القوميين الكرد الذين يواجهون الاعتراضات والسخط داخل كردستان العراق وتراجع كبير في نفوذهم مع امريكا، يريدون اللعب على اوتار الصراع الاسلامي الشيعي – السني للكتلتين الرجعيتين واظهار ان لهم وزنا ما وان بامكانهم "خربطة" الاوضاع ان لم "يحصلوا" على كركوك.

ان زيارة نوري المالكي الاخيرة لطهران ليست زيارة رئيس حكومة بل زيارة رئيس كتلة دينية طائفية تطلب الدعم بوجه كتلة دينية طائفية قومية مقابلة تلقى الدعم من محور امريكا ودول الاسلام السياسي السني. انها زيارة يأس وانسداد افاق بلغتها قوى الاسلام السياسي بشقيه وعجزه عن التقدم بحل. ان المالكي يريد لئم الصدع الاخذ بالتوسع داخل جبهته منذ بدأ الاعتراضات الجماهيرية ضدهم. المالكي يتشبث الان "بشباك الجمهورية الاسلامية" و "يستجير" بعلي الخامنئي لزيادة ضخ امواله للتصدي لمؤامرات غريمه علاوي والذي تلقى جبهته بدورها الاموال والسلاح من امريكا والسعودية وتركيا وغيرها في المنطقة.

ان الجمهورية الاسلامية التي تلعب دورا خطيرا في العراق، وتواجه وضعا داخليا محتقنا الى درجة الانفجار، تريد فتح جبهة صراع جديدة مع امريكا سواء داخل العراق او في لبنان او فلسطين او اليمن وغيرها. وبهذا الاطار تأتي زيارة الجلاد احمدي نجاد الى لبنان لدعم الاحتقان الطائفي هناك واظهار الدعم والمساندة لحزب الله ضد اسرائيل. من مصلحة الجمهورية الاسلامية تصعيد درجة الاحتقان الطائفي وانزلاق المنطقة الى الحروب الدينية سواء في العراق ولبنان وفلسطين واسرائيل ومصر وكل مكان تصل ايديها اليه، من خلال عزف اسطوانتها المشروخة في تحرير القدس وفلسطين ورمي اليهود في البحر وغيرها. ولكن تلك الطروحات لم تعد تنطلي على احد.

يؤكد حزبنا كما اكد من قبل على ضرورة عدم انسياق الجماهير وراء اي من الكتل الدينية والطائفية والقومية والعشائرية الحالية. ويشدد على ان تلك القوى المتصارعة تنتمي الى جبهة واحدة رجعية ومصالحهم النهائية مشتركة. انهم كلهم اعداء الجماهير.

لذا ندعوا الجماهير ليس فقط الى فصل مساراتهم وجبهتهم عن مسارات وجبهة تلك القوى الدينية والقومية فحسب، بل الى تقدم الميدان وتصعيد المواجهة الاجتماعية معها وكنسها من المجتمع، تلك المواجهات التي ظهرت بشكل جسور في تظاهرات الكهرباء والماء ومطالب تحسين ظروف المعيشة والنضال الباسل لعمال النفط والكهرباء ضد السلطة والنضال من اجل الحرية السياسية وحرية  التعبير في كردستان العراق، دون استثناء او محاباة دينية او طائفية او عشائرية او تغليب لهذا الطرف او ذاك. ان الحل السياسي والاجتماعي في العراق ليس في جبهة اؤلئك الاسلاميين الطائفيين او القوميين الفاشيين او العشائريين المتخلفين بل داخل نفس جبهة الجماهير وان ظهور البديل الانساني والأشتراكي لجبهة الجماهير، اي بديل الامان والطمأنينة والحرية والمساواة والرفاه والتمدن والحداثة والعلمانية مرتبط بحركة الجماهير وابراز خياراتها السياسية المستقلة.

حزبنا يدعو الجماهير الى الألتفاف حوله من اجل تصعيد النضال ضد تلك القوى الوحشية وابراز ذلك البديل الانساني.

عاشت الحرية والمساواة

عاشت الجمهورية الأشتراكية

 

الحزب الشيوعي العمالي اليســــاري العراقي

19 تشرين الاول 2010