عاش الاول من ايار يوم العمـــال العالمي

بإمكان نضال العمال من اجل الاشتراكية توحيد صفوفهم لإنهاء نظام الاستغلال والإرهاب وتحقيق عالمٌ أفضل يليق بالإنســـــان

 

في الاول من أيار يحتفل العمال في كل انحاء العالم بيوم العمال العالمي. ان يوم العمال العالمي هو يوم نضال العمال من اجل عالم افضل. انه يوم اظهار وحدة هذه الطبقة العملاقة وتلاحمها وتراصها واعتراضها بمواجهة الطبقة الطفيلية والرجعية – الطبقة البرجوازية حامية النظام الرأسمالي القائم على سرقة قوة عمل المليارات من العمال والعاملات لمراكمة الارباح واعادة دورة الاستغلال. ان الطبقة البرجوازية ولكي تديم وجودها فانها لم تعد تكتفي اليوم بحرمان العمال اقتصاديا او طردهم من العمل او سلب حقوقهم او ترسيخ التخلف والدين والافكار القدرية والرجعية بين صفوفهم فحسب، بل انها ترتكب ابشع انواع الاجرام والارهاب من اجل ادامة نفوذها. لا سبيل لانتصار العمال في تحقيق هدفهم بعالم افضل واشتراكي ينهي الاستغلال والتمييز الا من خلال الانخراط الواسع للعمال في النضال من اجل الاشتراكية.

 

يزداد الصراع بين البرجوازية والعمال اليوم تفاقماً. يتخذ ذلك الصراع في كل انحاء العالم اشكالا اكثر حدة من ذي قبل. فالبرجوازية وقواها اليمينية يشنان هجوما واسع النطاق على الطبقة العاملة من اجل انهاكها وتفتيتها واجهاض أي امكانية بتوحد هذه الطبقة ونهوضها. الا ان هجوم البرجوازية على مكتساب وحقوق وحياة وامان ورفاه الطبقة العاملة لا يتخذ اليوم شكلا اقتصاديا يتمثل بسلب الحقوق الاقتصادية ودفع حياة ورفاه ومعيشة المليارات الى ادنى المستويات بالهجوم على حقوق العمال ومطالبهم بزيادة الاجور وتقليل ساعات وامان العمل وتحسين مستوى المعيشة وتوفير المسكن اللائق والحفاظ على التعليم المجاني ووقف الخصخصة والطرد المليوني فحسب، بل يتخذ هجوم البرجوازية ايضا اشكالا سياسية واجتماعية وايديولوجية وفكرية اكثر انحطاطا وخطرا، تبغي في مجملها ضرب جذر انسانية العامل بمحاولتها اعادة تعريف البشر على اساس كونهم مجاميع متناحرة منتمية الى حضارات وديانات واعراق متباينة وبث الاكاذيب حول نسبية الثقافة واسبقية الاختلاف الحضاري على الحاجات الانسانية المشتركة للبشر. تلك المحاولات تبغي في جوهرها تفتيت الطبقة العاملة وعموم الجماهير وشل قدرتها على تحقيق الاتحاد الطبقي العالمي الواسع وحفر خنادق الطائفية والدين والمذهبية والقومية والاثنية والعرقية بينها. ان مساعي البرجوازية تلك تأتي ضمن المناخ العالمي الذي شكلته امريكا بعد انهيار القطب الشرقي واعلان النظام العالمي الجديد لها والذي مهد لخلق حالة الاستقطاب الرجعي والصراع الارهابي بين قطبي الارهاب العالميين: امريكا وبريطانيا والغرب واعوانهما من جهة وقوى ارهاب الاسلام السياسي من جهة اخرى.

 

وفي العراق فان الطبقة العاملة، وهي جزء من الطبقة العاملة العالمية، تتعرض، على يد البرجوازية بشقيها المحلي والعالمي، الى اكثر حملات الابادة وحشية في التاريخ. لقد ادت سياسة النظام العالمي الجديد لدولة امريكا واحتلالها العراق وفتحها لجبهة صراع دموي وارهابي لها مع الاسلام السياسي الى جعل مجتمع العراق وطبقته العاملة وعموم الجماهير المحرومة مادة للقتل والدمار وانتهاك الحقوق والى زيادة الارهاب الاسلامي وارهاب دولة امريكا وحلفاءها. ان جماهير العمال الغفيرة في العراق تمر اليوم بكارثة انسانية مصدرها الهجوم البرجوازي العالمي عليها والذي تمثل بالاحتلال الامريكي - البريطاني العام 2003 واقتلاع الدولة بهدف تحقيق مصالح واهداف سياسية رجعية لامريكا من اجل الهيمنة العالمية. شنت امريكا قبل ذلك الوقت حصارا اقتصاديا اجراميا على تلك الجماهير ادى الى قتل مليون ونصف مليون انسان في العراق. ان سياسة امريكا المسماة النظام العالمي الجديد وجهت اكبر ضربة الى مجتمع العراق ودكت اسس المدنية فيه وحولته الى مجتمع تنخره الطائفية والدين والقومية والارهاب الاسلامي بكل اشكاله وتنهش جماهيره قوى البرجوازية البربرية من كل لون.

 

ان الوضع السائد اليوم هو وضع السيناريو الاسود. تقف على طرفيه قوى السيناريو الاسود لدولة امريكا وحلفاها ممثلين بما يسمى الحكومة العراقية من جهة ، وقوى السيناريو الاسود من الاسلام السياسي والقوميين المعادين لامريكا من جهة اخرى. على جماهير العراق وطبقته العاملة ان تدرك ان مشاريع قوى السيناريو الاسود في العراق سواء من كان منها تابعا لامريكا والغرب او لقوى الاسلام السياسي الارهابية هي مشاريع معادية للعمال لانها مشاريع تود تحقيق مصالح قطبي الارهاب على حساب امان ورفاه وسعادة وطمأنينة الملايين من العمال والكادحين والمحرومين في العراق.

 

ولكن رغم السيناريو الاسود والوضع الكارثي الذي خلقته البرجوازية العالمية والمحلية في العراق، تستمر الطبقة العاملة العراقية في مقاومتها لذلك السيناريو من خلال حركتها الاعتراضية المستمرة داخل المجتمع والتي تتخذ اشكالا متعددة ومتباينة ولكنها دوماً مستمرة وحية. ان تتبع مسارات الحركة الاعتراضية لجماهير العمال في مختلف مناطق العراق رغم وحشية قطبي الارهاب يظهر لكل العالم مدى حيوية الطبقة العاملة وقدرتها على التحدي ومحاولتها رص صفوفها لانهاء الواقع المؤلم الذي تعيشه عموم الجماهير في العراق.

 

هنالك داخل صفوف الطبقة العاملة المليونية في العراق حركة الشيوعية العمالية، حية، نابضة، وحاضرة.  تلك الحركة تتجسد في الاعتراضات والاحتجاجات العمالية المستمرة. ان الفصيل الاشتراكي الراديكالي داخل الطبقة العاملة العراقية يمتلك حظوراً وامكانية للتطور المضطرد. ذلك الميل الاشتراكي يمثله حزبنا الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي. ان حزبنا يناضل من اجل قلب الاوضاع لصالح الجماهير وانقاذها من السيناريو الاسود لامريكا وحلفاءها من جهة ولارهاب الاسلام السياسي وحلفاءه من جهة اخرى ومن اجل اقامة حكومة علمانية اشتراكية. ان حزبنا الاشتراكي الراديكالي المناهض للرأسمالية في العراق ولقطبي الارهاب العالميين يطرح بديله ومنهجه الواضح لخلاص المجتمع من الدمار والقتل والارهاب وانعدام الامان ومن الدين والطائفية والقومية وكل اشكال الرجعية ومناهضة الانسانية وانعدام المساواة.

 

في الاول من ايار من هذا العام يدعو حزبنا جماهير الطبقة العاملة العراقية الى الوحدة والتراص وعدم الانسياق وراء محاولات البرجوازية تفتيت قواها وزجها في مخططات الدين والطائفية والعرقية والمذهبية والقومية. ندعو جماهير الطبقة العاملة في العراق و كل انحاء العالم الى توحيد صفوفها وتبني مطالبنا بعزل وتهميش وابعاد قوتي البرجوازية وصراعهما الارهابي، عن المجتمع، بتبني مطالبنا في طرد القوات المحتلة ونزع سلاح الميليشيات الاسلامية والقومية. ندعو الجماهير العمالية الغفيرة الى الانتماء الى صفوف حزبنا لتعزيز النضال من اجل الاشتراكية ولاجل اقامة عالم اكثر انسانية وعدالة وحرية ومساواة؛ عالم يليق بالبشر ويحقق للجميع الحياة المرفهة السعيدة المتساوية الهانئة والآمنة. من خلال نضال العمال الاشتراكي تبرز الامكانية الواقعية لتوحيد صفوف الطبقة العاملة والقضاء على نظام الاستغلال والعبودية والحروب والارهاب، النظام الرأسمالي، وتحقيق الاشتراكيــة.

 

عاش الاول من ايار يوم العمال العالمي !

عاشت وحدة الطبقة العامـــلة العالميــة !

عاشت الاشتراكيــــة !

 

الحزب الشيوعي العمالي اليســـــاري العراقي

23-4-2007