نستنكر التصريحات الرجعية للاسلامي مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي في ليبيا

لا لحكومة اسلامية في ليبيا بعد سقوط الدكتاتور

 

في خطابه بمناسبة ما سمي بتحرير ليبيا يوم 23 تشرين الاول الجاري، اعلن مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي بانه ينوي تشكيل حكومة تطبق الشريعة الاسلامية بما فيها القوانين القرووسطية المعادية للمرأة كقانون تعدد الزوجات باستخفاف واضح بارادة وتضحيات جماهير ليبيا ومشاعر الملايين حول العالم. لقد اسقطت الجماهير الثورية في ليبيا الحكومة الدكتاتورية لمعمر القذافي بعد شهور من النضال المسلح، وضحت بالالاف من المناضلين من اجل اهدافها الانسانية في الحرية والخبز والكرامة الانسانية. وبمقتل دكتاتور ليبيا الذي حكم بالحديد والنار لـ 42 سنة، اسدل ستار على مرحلة مظلمة من تاريخ المجتمع الليبي الذي كان يأن تحت سلطة نظام قمعي آخر حليف للغرب. لم يؤيد الغرب وامريكا والناتو وكل القوى الرجعية الاخرى في المنطقة من اسلامية او عسكرية ثورة الجماهير سوى لتكون في موقع يمكنها من اجهاض الثورة وخلق الارضية لجلب حكومة رجعية قمعية اخرى معادية للجماهير.

 

ان مصطفى عبد الجليل واعوانه في المجلس الانتقالي، وبمساندة مباشرة من الغرب وامريكا وحلف الناتو؛ من اوباما وكلنتون الى ساركوزي وبيرلسكوني وكاميرون وامام انظار الدول التي تدعي التمدن والديموقراطية، يعلن عن نيته اعادة التجربة الدموية للجمهورية الاسلامية في ايران، جمهورية الاعدامات والرجم والابارتايد الجنسي ضد النساء، وسيباشر بقمع المرأة وفرض الدونية عليها بالشريعة الاسلامية كخطوة اولى. انه كممثل للاسلام السياسي يهدف بوضوح وبلا مواربة الى ضرب الثورة وتخويف الجماهير ونزع سلاحها وارجاعها الى بيوتها. وبكلمة واحدة، يريد تشكيل دولة قمعية اسلامية قرووسطية اخرى من اجل ان يمسكوا الجماهير من رقابها. ان مساعي عبد الجليل هي جزء من مساعي الاسلام السياسي كفصيل اساسي في قوى الثورة المضادة في المنطقة الى جانب العسكر، والتي بدأت تحاول وبكل قواها التدخل تارة عن طريق الجيش وعسكريتارية الغرب والناتو وجنرالات الانظمة البائدة، وتارة اخرى بارسال طوابير الملالي والشيوخ ورؤساء الميليشيات الاسلامية لسلب الثورة اهدافها التحررية والانسانية واحباطها.

 

الا ان الثورة لا تزال في بدايتها وهي مستمرة. لن يمكن بسهولة ارجاع الطبقة العاملة والشباب الثوري المتحرر والمعطش للحرية والمساواة والكرامة في ليبيا او بقية المناطق الى بيوتهم ولن يتمكنوا من اخماد لهيب هذه الثورة. ان جماهير ليبيا ومصر وتونس ورغم كل محاولات الاسلام السياسي والجيش والقوى المضادة للثورة لن تستسلم بسهولة ولن تسمح لهم تحقيق مآربهم. وكما تقاوم الجماهير الثورية في مصر مؤامرات المجلس العسكري الحاكم وتحالفاته المشبوهة مع الاسلام السياسي، او مؤامرات الحكومة الانتقالية في تونس لتسليط حفنة الاسلاميين الرجعيين فان جماهير ليبيا ستتصدى هي الاخرى لقوى الاسلام السياسي وتقف لها رأسا برأس، ولن تسمح باغتيال ثورتها. لم يكن اسقاط معمر القذافي، كما حسني مبارك وبن علي وبقية الطغاة، سوى خطوة اولى في مسار هذه الثورات.

 

اننا في الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي نستنكر ونفضح تصريحات مصطفى عبد الجليل ضد جماهير ليبيا والقوى التحررية الثورية في عموم المنطقة، وندعو الجماهير الى التصدي لهذه الطروحات الرجعية السافرة كما تصدوا بشجاعة الى اجهزة قمع النظام الدكتاتوري ومرتزقته. كما يدعوا حزبنا جماهير العالم وقواه الانسانية والمساواتية والنسوية والعلمانية الى فضح هذه التصريحات الداعية لاستعباد واذلال النساء في ليبيا من قبل الاسلاميين وعدم افساح المجال لهم بفرض قوانينهم القرووسطية. في الوقت نفسه يندد حزبنا بدور الحكومات الغربية وخاصة حكومة امريكا على ما تقوم به من دعم لقوى الاسلام السياسي لكي تتمكن من ضرب الثورة وايقاف عجلتها.

 

يدعوا حزبنا جماهير ليبيا والمنطقة الى ادامة ثورتها وعدم الامتثال لاخلاء الشوارع او تسليم اسلحتها لقوى الثورة المضادة او القوى الاسلامية حتى تنتصر الثورة على هذه القوى وتشكل سلطتها التي تمثل ارادة الجماهير. يدعوا حزبنا جماهير ليبيا لاختيار حكومة علمانية لا دينية ولا قومية، حكومة لا تسن القوانين التمييزية بين المواطنين على اسس الجنس او الدين او الطائفة او القومية او العشائرية او العرق، بل قوانين المواطنة المتساوية للجميع دون اي تمييز.

 

 

عاشت ثورة جماهير ليبيا الحرة

الخزي والعار لقوى الاسلام السياسي الرجعية

عاشت المساواة الكاملة بين المرأة و الرجل

عاشت الأشتراكية

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

25 تشرين الاول 2011