عاش الاول من أيار يوم العمال العالمي

يا عمال العالم اتحدوا !

اما الاشتراكية واما البربرية !

 

يمر الاول من ايار هذا العام والنظام الرأسمالي قد بلغ درجة حادة من التأزم وتلبد الافاق. لم يمر وقت بتاريخ النظام الرأسمالي تبدو معه الطبقة البرجوازية بهذه الدرجة من العجز.  فبعد انهيار "الوول ستريت" بدأت الازمة الاقتصادية تضرب كالاعصار المدمر يسير مخلفا وراءه الدمار والمعاناة للمليارات من البشر. الطبقة البرجوازية اليوم، تحاول عبثا، مستخدمة كل ما في جعبتها من وسائل من اجل وقف ذلك الانهيار واطفاء حرائق ازمتها ولكن بلا طائل. انها اليوم تتخبط عشوائيا من اجل الابقاء على نظامها الرأسمالي الاستغلالي اللا انساني وهي تفعل ذلك بتشديد قبضة الحرمان والمزيد من الاعتداءات على حقوق وحياة الملايين من العمال.

 

ان انهيار "الوول ستريت" في امريكا هو انهيار لفلسفة السوق الحرة التي اعلن عن انتصارها منذ افول نموذج رأسمالية الدولة التي كان الاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية ممثليها الرسميين. هذا الانهيار قد اوضح بأن جعبة البرجوازية اصبحت خالية من اي نظرية اقتصادية اخرى تستطيع من خلالها ان تديم نظامها الرأسمالي او تعيد الدماء الى عروقه المتيبسة. ولكن ازمة النظام الرأسمالي الحالية ايضا ازمة عالمية لانها اجتاحت كل الدول بلا استثناء.

 

وفي العراق ادت سياسة امريكا في شن الحصار الاقتصادي والحرب المدمرة واعمال القتل والتدمير وتهشيم مدنية المجتمع وتنصيب قوى رجعية متهرئة من اسلامية طائفية وقومية عشائرية ومذهبية الى اوخم العواقب والى تدهور فظيع في مستويات معيشة الملايين من الطبقة العاملة والمحرومين ناهيك عن التراجع الفظيع في مدنية المجتمع وحقوق الجماهير.  وقد اتت الازمة الاقتصادية العالمية الحالية لتلقي المزيد من البؤس والتجويع على كاهل الجماهير وتزيد من معاناتهم المعيشية. ان الحكومة الاسلامية والقومية المنصبة من قبل امريكا في العراق تحاول اليوم انتهاج سياسة اقتصادية تعتمد على اخضاع الطبقة العاملة لنفوذ وهيمنة وجبروت البرجوازية العالمية وشركاتها كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية وغيرها. ان اعلان الحكومة الاسلامية القومية عن عجز مالي بلغ 25 مليار دولار امريكي مرشح الى الارتفاع ماهو الا توطئة لحديثها عن "ضرورة" الاستدانة من البنك الدولي لكي تربط مصير ومستقبل جماهير العراق وطبقته العاملة بتلك المؤسسة اللصوصية المعادية للعمال وتطبيقا عمليا لسياسة سحق مصالح الملايين ورميهم في مواجهة مباشرة مع البرجوازية العالمية وقوانين سوقها العمياء.

 

حزبنا وهو يحيي يوم العمال العالمي في الاول من ايار فانه يؤكد بان خلاص البشرية من كارثة واستغلال النظام الرأسمالي لن يتحقق الا من خلال ولوج الطبقة العاملة وقوتها الاشتراكية ميدان الصراع السياسي وطرحها لبديل الاشتراكية الانساني لانقاذ البشرية من الكارثة. فاما الاشتراكية واما البربرية وقواها. ان تحقيق هذا البديل رهن بوجود و قوة واقتدار الحزب السياسي للطبقة العاملة؛ حزب يرفع راية ماركس الاشتراكية العمالية في قلب المجتمع ويقود نضال جماهير العمال صوب تحقيق الاشتراكية. ان هذا الحزب لهو الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي.

 

في يوم الاول من ايار يدعو حزبنا الجماهير العمالية الى التلاحم والتصدي لسياسة التفرقة الدينية والطائفية والمذهبية والقومية والعشائرية التي تنتهجها البرجوازية في العراق والى تنظيم صفوفها وتصعيد اعتراضاتها والالتفاف حول راية الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي والانخراط للنضال في صفوفه من اجل تقوية التيار الراديكالي والثوري والتحول الى قوة هادرة قادرة على احلال بديلها الانساني الاشتراكي وانقاذ البشرية من مصير حالك الظلمة.

 

عاش يوم الاول من ايار يوم العمال العالمي !

عاشت وحدة الطبقة العاملة العالمية !

عاشت الاشتراكية !

 

الحزب الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي

24-4-2009