عمل ارهابي مروع آخر في بغداد

قوات الاحتلال الامريكي والميليشيات المنصبة في السلطة مسؤولة عن تصاعد الارهاب وانعدام الامن والطمأنينة

 

انفجرت صباح يوم الاحد 25 تشرين الثاني 2009 في منطقة الصالحية ببغداد سيارتان مفخختان محملتان بالمتفجرات. ادى الانفجار الى سقوط اكثر من 155 قتيلا وجرح 700 . كما ادت الى تدمير الابنية وحرق عشرات السيارات واحداث اضرار كبيرة واهتزازات عنيفة في كل انحاء بغداد. هذا العمل الارهابي الضخم يحمل نفس سمات تفجيرات يوم الاربعاء 19 آب 2009 والتي استهدفت وزارات حكومة الميليشيات الاسلامية والقومية المنصبة من امريكا.

 

لقد بين حزبنا مرارا بان الاوضاع الكارثية في العراق لا تؤشر الى نهاية لها، واوضح في اكثر من مناسبة بان ما يسمى بتطبيع الاوضاع او الميل نحو الاستقرار والتي تطلقها ابواق السلطة الميليشياتية والقوى الانتهازية المتحالفة معها هي محض اكاذيب تهدف الى ايهام الجماهير بان تلك الميليشيات قادرة على ادارة المجتمع وانهاء الارهاب بغرض ادامة وجودها في السلطة. ها هي الاوضاع الامنية تنهار كل يوم وبشكل اكثر كارثية من ذي قبل، مطيحة، مرة اخرى، بالمجتمع في اتون الرعب والقلق واليأس.

 

حزبنا ينظر الى تبريرات سلطة الميليشيات القائلة بان سبب هذا العمل الارهابي هو لافشال المهزلة الانتخابية المزمع اجراءها في شهر كانون الثاني المقبل على انها كذب. فزيادة الارهاب في المجتمع هو نتيجة لسياسات الحكومة الميليشياتية ومن خلفها حليفتها امريكا، وليس سببا لها. لقد حولت سياسات الميليشيات الاسلامية والقومية الحاكمة المجتمع اسيراً للارهاب الاسلامي والقومي، اسيراً لقوى الميليشيات الارهابية من كل شاكلة ولون وصنف، الى ميدان كبير للتصفيات والاغتيالات والمجازر والمؤامرات التي يخططونها لبعضهم البعض. اثبتت مقولتنا بان الطبقة البرجوازية بكل الوانها عاجزة عن حل معضلة الارهاب ناهيك عن حل اي معضلة للمجتمع كالجوع والفقر وانعدام الخدمات الاساسية والاستشفاء والصحة والتعليم والحقوق المدنية، صحتها. 

 

ان تخليص الجماهير من هذه الكارثة والدمار وانعدام الامان ليس بيد القوى السوداء، ولا بيد امريكا. انهما عاجزان كليا عن اي حل وسيزيدان من تعميق الكارثة بدلا من تخفيفها. الحل الجذري والنهائي لوضع المجتمع على طريق الامان والطمأنينة، والذي يجب النضال من اجل تحقيقه، يكمن في 1) الاخراج الكلي والنهائي للقوات الامريكية المحتلة من كل الاراضي العراقية و 2) النزع الكامل لكل اسلحة الميليشيات الاسلامية والقومية، سواء كانت في السلطة او خارجها.

 

حزبنا يستنكر اشد الاستنكار العملية الارهابية في منطقة الصالحية ويدين القوى الاجرامية لتنظيمات القاعدة ويدعو الجماهير الى النأي بنفسها عن كل قوى السيناريو الاسود الحاكمة والمعارضة، الموالية لامريكا والمعادية لها؛ من اسلامية او قومية وعشائرية، والى فضح تلك القوى والكشف عن بربريتها ولا انسانيتها وكشف كل جرائمها وممارساتها الارهابية. ندعو الجماهير للالتفاف حول بديلنا لانهاء الاوضاع الكارثية وتخليص المجتمع من كابوس الارهاب الذي تشكل حكومة الميليشيات الاسلامية والقومية للمالكي جزءا لا يتجزأ منه.

 

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

 

26 تشرين الاول 2009