حول محاكمة صدام حسين

 

بدأت محاكمة صدام حسين وبعض اقطاب الحكم السابق في العراق من قبل هيئة قضائية معينة من قبل امريكا واعوانها الجدد في العراق. ان الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي ينظر الى هذه المحاكمة من خلال الاوضاع الراهنة ودور امريكا في العراق والعالم والقوى التي سلطتها على رقاب المجتمع ويلاحظ التالي:

1.   ان صدام حسين هو زعيم لتيار قومي عروبي فاشي حكم العراق لمدة 35 سنة بالحديد والنار. لقد قام هذا التيار المجرم ومنظمته السياسية الممثلة بحزب البعث بارتكاب الالاف من الجرائم ضد المواطنين في العراق منها جرائم قتل وابادة جماعية بحق الملايين من المواطنين. كما ان ذلك النظام الدموي متهم بزج الملايين من جماهير العراق في حروب لصوصية قومية سببت مقتل مئآت الالاف من الشباب وتشريد الاف اخرى من العوائل وتدمير مليارات طائلة من موارد المجتمع وعلى مدى سنين طويلة. مارس نظام البعث برئأسة صدام حسين ابشع انواع الاظطهاد السياسي وخنق الحريات بحق المخالفين السياسيين وعذب واعدم الالاف من قادة العمال والاشتراكيين والتحرريين والنساء والسياسيين من جميع الميول. ان اي محاكمة لصدام واعوانه في النظام يجب ان تستند الى وضع مجمل التيار السياسي الذي مثله صدام في قفص الاتهام وان تكون المحاكمة تعرية لاجرامية التيارالقومي وجرائمه بحق الانسانية.

2.   ان محاكمة صدام حسين بشكلها الراهن لا تهدف الى اظهار الحقائق بل الى طمسها وتغييبها الكاملين عن الملايين من جماهير العراق والعالم. لا علاقة للمحاكمة بالدعاية الامريكية والقوى الاسلامية - القومية الموالية لها حول ما يسمى " تحقيق العدالة للجماهير". ان اجراء المحاكمة داخل العراق وفي اجواء انعدام الامان الكامل والصراع الارهابي بين امريكا والاسلام السياسي يهدف اولاً الى التعتيم الكامل على دور الولايات المتحدة والقوى الاقليمية الدولية والمحلية المتواطئة معها ضد الجماهير في العراق.

3.  تهدف المحاكمة الى اضفاء الشرعية السياسية المزيفة على الهيئة الحاكمة "غير الشرعية" المنصبة من قبل امريكا في العراق. ان المجاميع الاسلامية - القومية الحاكمة تهدف الى تحقيق مكاسب سياسية واهمها ترسيخ دعائم دولتها لاسلامية القومية. ان السلطة الاسلامية القومية تحول المحاكمة وحاجة الجماهير لها الى دعاية سياسية مباشرة لها.

4.  المحاكمة تجري من قبل اطراف هي نفسها متهمة بارتكاب المجازر الجماعية ضد جماهير العراق وعلى مدى السنوات الماضية. ان تلك الاطراف التي تلعب دور القاضي والجلاد اليوم متهمة بممارسة القتل والحصار الاقتصادي والتجويع وارهاب الملايين من المدنيين بالعسكريتاريا والقصف واستعمال ارهاب الدولة وتعذيب السجناء وشن الحروب وقصف المدنيين العزل والاهم من ذلك دعم ومساندة نظام صدام حسين نفسه ووانقاذه الانهيار من خلال تزويده بالاسلحة والدعم على كل الاصعدة وبالضد من الجماهير. على رأس تلك الاطراف الولايات المتحدة الامريكية التي قتلت قواتها العسكرية لوحدها ومنذ حرب الخليج الاولى عام 1990 ومن خلال الحصار الاقتصادي الذي فرضته على المدنيين والحرب الاخيرة في العام 2003 وحملات القصف المستمرة على المدن والقرى والمناطق السكنية  قرابة الــ 2000000 (مليونين) انسان بينهم نصف مليون طفل. ان تلك القوى ومن راهن على حربها بحاجة الى ان تجر الى نفس القفص الذي يقف فيه صدام واعوانه.

5.    المحاكمة تجري ضد ثمانية من قادة النظام البعثي السابق وعلى رأسهم صدام حسين. ورغم ان هؤلاء هم الاكثر اجراماً وفتكاً بالجماهيرواكثرهم وحشية الا ان المحكمة المشكلة من قبل امريكا تغض الطرف عن بقية قادة النظام البعثي والمخابرات وبقية العسكريين ممن تلطخت ايديهم بدماء الملايين من الجماهير.  بعض هؤلاء لم يقدم الى المحاكمة اصلاً وتم اخفاء جرائمه والبعض الاخر تم اعفاءه من اي محاسبة واعتباره جزءا من العهد الجديد ومنحه اعلى المناصب من قبل امريكا والغرب وصل بعضها الى رئاسة الوزراء وترأس اجهزة القمع الجديدة في العراق.

6. ان المحاكمة الحالية لصدام تنوي وبشكل شبه قاطع ومن خلال تصريحات "الرئيس العراقي الجديد" جلال الطالباني تثبيت حكم الاعدام كجزء من ممارسة راسخة للبرجوازية ضد الجماهير في العراق. ان الاعلان المستمر عن هذه العقوبة وبث الدعاية الهستيرية لها في الصحافة والاعلام ومن قبل الساسة العراقيين تذكر قبل اي شئ اخر بممارسات عهد صدام حسين وازلامه الدموية القائمة على تصفية الخصوم باعدامهم. ان ارجاع العمل بحكم الاعدام وترسيخه من قبل هذه المحكمة والقوى السياسية التي تقف خلفها هو وسيلة البرجوازية العراقية الحالية الاسلامية- القومية لاعادة انتاج القمع والاستبداد السياسي من اجل ارهاب الجماهير وخاصة جماهير العمال والكادحين والنساء وكل التحرريين والعلمانيين والشيوعيين والقوى الاشتراكية وضمان السيطرة المطلقة على المجتمع.

 

بناء على النقاط السابقة فان حزبنا يؤكد على التالي:

 

1.  وضع مجمل التيار السياسي القومي الفاشي الذي مثله صدام بمجمله تحت طائلة المسآلة السياسية.

2. ضرورة نقل محاكمة صدام حسين وقادة النظام البعثي السابق الى دولة محايدة لا تنتم الى دول التحالف وتعين هيئة قضائية دولية محايدة وان تنظم المحاكمة على اساس القانون الدولي وباحدث المعايير القانونية. ان ذلك سيضفي الى الكشف عن كل التفاصيل والجرائم التي ارتكبت بحق الجماهير بعيدا عن اجواء تصفية الحسابات وانعدام المعايير المدنية وسيادة الثأر العشائري والاسلامي كما هو حاصل اليوم في العراق وبتشجيع من السلطة الاسلامية - القومية.

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

28- 10 -2005