حول الموقف الاخير للحزب "الشيوعي العمالي" بمقاطعة الانتخابات

اصدر الحزب "الشيوعي العمالي" العراقي بتاريخ 12 كانون الاول 2009 بيانا بعنوان "من اجل الخلاص والامان، ينبغي مقاطعة الانتخابات واحباطها !" واصفا اياها بالمهزلة، وذلك بعد شهرين من اصداره بيانا اخر مناقض اعلن فيه مشاركته في المهزلة الانتخابية ومطالبا الجماهير بالاشتراك والوقوف خلف قائمته الانتخابية.

نقد حزبنا موقف الحزب "الشيوعي العمالي"  الصادر بتاريخ 13-10-2009 الداعي للمشاركة في مهزلة الانتخابات التي تخطط حكومة المالكي الميليشياتية الاسلامية القومية اجراءها في 16 كانون الثاني 2010. واعتبرنا ان موقفهم ذاك هو امتداد طبيعي لسياسات كورش مدرسي التساومية منذ العام 2004 والتي شكلت موديلاً سياسياً لهم بنوا عليه خططهم اللاحقة؛ من انشاء منظمة حرية العراق لتطبيق عملية اجراء الصفقات والتحالفات مع الاسلاميين والقوميين بحجة "حرية العراق"، مرورا بدعوتهم للاشتراك في ا"نتخابات" مجالس المحافظات بقوائم مشتركة مع قوى رجعية في العام 2005 وصولا الى موقفهم الاخير حول الاشتراك في "الانتخابات" التشريعية للعام 2010، يستمر نفس النهج اليميني.

يبرر ذلك الحزب في بيانه الاخير تغيير موقفه الى غياب شروط "انتخابات حرة وحقيقية" ومعايير "النزاهة" اثر اصدار الميليشيات الاسلامية والقومية لـ"قانون الانتخابات". ومن الواضح ان هذا التبرير ينبع من نفس ذلك النموذج اليميني الذي يريد توهيم الجماهير بان تغيير الاوضاع ممكن ضمن مسارات العملية اللصوصية الجارية في العراق وبالتالي منحهم صك الشرعية وتمهيد الطريق لصفقات قادمة محتملة. ان السبب الحقيقي لتغيير موقفهم يعود الى النقد الراديكالي والشيوعي العمالي لحزبنا للمهزلة الانتخابية ولصلابة هذا النقد واحقيته، وحصوله على التأييد الاجتماعي، اضافة الى انهيار الاوضاع في العراق بشكل كارثي بالتفجيرات الاسلامية خلافا لما ادعوه من "تطبيع في الاوضاع" !.

ورغم كل ذلك، فان حزبنا يعتبر ان موقفهم الاخير في مقاطعة الانتخابات وتعرية القوى القائمة بها ووصفها بالمهزلة، ايجابيا، لانه يصب في صالح الجماهير وقواها الانسانية وجبهة اليسار. ولكن، وفي نفس الوقت يبين ان ذلك الموقف لن يكون ذي مفعول اذا لم يتم توجيه النقد الراديكالي للقوى السوداء واوهام "العملية السياسية" و"النزاهة" و"الانتخابات الحرة والحقيقية" وغيرها. بظل الاوضاع الراهنة وسيطرة هذه القوى والعصابات الاجرامية المسلحة والاحتلال الامريكي لا يمكن توفير اي شروط طبيعية لحياة الجماهير ناهيك عن تحكيم ارادتها السياسية وبالتالي فالحديث عن النزاهة لن يصب الا في خدمة القوى البربرية المسلطة على الجماهير.

فقط بانهاء هذه الاوضاع ونفيها سيكون بامكان الجماهير استرجاع ارادتها المسلوبة وتحكيم اختيارها السياسي في اجواء مجتمع طبيعي ومتعارف. يدعو حزبنا الجماهير للالتفاف حوله من اجل تخليص المجتمع من هذه الظروف الكارثية والمأساوية وانشاء مجتمع حر ومتساو و آمن ومرفه.

الحزب الشيوعي العمالي اليســــاري العراقي

22-12-2009