حول الاشتباكات المسلحة بين قوات المالكي وميليشيا الصحوة في منطقة الفضل ببغداد

اندلعت اشتباكات بين قوات الحكومة الاسلامية – القومية المنصبة من امريكا وميليشا الصحوة في منطقة الفضل ببغداد اثناء عملية مداهمة القوات الحكومية من اجل القبض على قائد الميليشيا المذكورة بتهمة قيادة مجموعة عسكرية تابعة لحزب البعث. وقد اسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى وجرحى وترويع السكان و تهجيرهم واعتقال رئيس الميليشيا من قبل القوات الحكومية.

ان هذه الاشتباكات تكشف عن الوضعية الهشة والخطرة التي تسود في بغداد بين مختلف الميليشيات الاسلامية والقومية التي نصبتها امريكا في السلطة او تلك التي اشترتها بالاموال من اجل ما يسمى "بعملية المصالحة". تلك الاوضاع هي ماحصدته جماهير العراق من الحرب الامريكية المدمرة وتنصيب امريكا لميليشيات وعصابات الاسلام السياسي ورؤساء العشائر والقوى القومية الرجعية والميليشياتية والتي تم جلبها من الاوكار والجحور وحواشي المجتمع وتسليحها وفرضها على المجتمع المدني في العراق. ان سياسة المصالحة التي رسمت خطوطها امريكا بالتعاون مع ميليشيات الاسلام السياسي الشيعية في حكومة المالكي باعتبارها اطارا لارجاع البعثيين ومنحهم القدرة العسكرية للسيطرة على ما يسمى المناطق السنية وطرد تنظيمات القاعدة، تلك السياسة، لا تهدف اصلا الى توفير الامان والطمأنينة للمواطنين او الحفاظ على حياتهم او حياة اطفالهم بل الى تثبيت دعائم النظام الذي خلقته امريكا في العراق ومحاولة يائسة، وعن طريق ضخ الاموال والرشاوي، لانجاح مشروعها الذي فشل لحد الان في ارساء اسس وكيان دولة حسبما بشرت به امريكا وطبلت له طويلا ودمرت المجتمع وحطمت كل بناه من اجله. ان سياسة المصالحة هي سياسة رجعية سافرة تبغي تثبيت قوى الدين والطائفية والعشائرية والقومية على المجتمع، وبالتالي تعميق خنادق الشحن والحقد الطائفي لتجر الجماهير خلفها، ولا علاقة لها مطلقا بتحقيق مجتمع امن ومطمأن يتمتع المواطنون فيه بالمساواة والحرية والرفاه.

الجماهير المحرومة في مناطق الفضل وشارع حيفا وابو السيفين والرحمانية وغيرها المئات من الاحياء السكنية المكتظة والتي تفتقر الى ابسط معايير الحياة الانسانية الكريمة، اكتوت بنار عصابات الاسلام السياسي وفلول القوميين لسنين طويلة، سواء ما كان منها تابعا للحكومة او لتنظيمات القاعدة و حزب البعث وتنظيمات الاسلام السياسي السنية ومافيات السلب والتهديد والاجرام والتي تم تنصيبهم من قبل امريكا بكل وقاحة على انهم "حماة" و"حراس" للمناطق، وهم في الواقع لا يسهمون سوى في المزيد من التدمير لمدنية المجتمع وضرب اسس الامان والطمأنينة فيه.

يؤكد حزبنا على موقفه من جميع القوى الدينية الطائفية والقومية والعشائرية سواء كانت في السلطة او خارجها، ويوضح ان صراعات تلك القوى فيما بينها لا يمت باي صلة الى مصالح الجماهير او من اجل ارساء اسس مجتمع امن او مطمأن او حر او متساو. ان تلك القوى بمجموعها تتعقب مصالحها البعيدة كل البعد عن مصالح الجماهير وامالها، وان صراعاتها هي داخل نفس جبهتها الرجعية والارهابية والمعادية للعلمانية والتمدن وللانسانية. ان حزبنا ورايته تمثل الجبهة المقابلة -  جبهة الحرية والمساواة والانسانية ؛ جبهة التمدن والمواطنة، والتي بامكانها وحدها تحقيق امال وطموحات الجماهير في مجتمع حر وامن ومتساو ومرفه. ندعو الجماهير الى التصدي الى محاولات جرها الى صراعات قوى الاسلام السياسي الرجعية او القوميين والعشائريين وتمترسها حول السياسات الدينية والطائفية والعشائرية والقومية المتخلفة، بل الى الانظمام الى جبهة الانسانية؛ جبهة العلمانية والمساواة والمواطنة. ندعو الجماهير الواسعة الى الانظمام الى الحزب الشيوعي العمالي اليســاري العراقي حامل راية الحرية والمساواة والرفاه، راية الاشتراكية والانسانية.

 

الحزب الشيوعي العمالي اليســــاري العراقي

29-3-2009