بيان حول

اوضاع العراق بعد سحب القوات الأمريكية من المدن العراقية !

 

انتهى يوم الثلاثاء 30 حزيران سحب كل القوات الأمريكية من مدن العراق، وقد رافق هذا الأنسحاب انفجار كبير في محلة الشورجة في مدينة كركوك قتل فيه اكثر من ثلاثين شخصا أضافة الى جرح العشرات. ومن جانب اخر اعلنت حكومة المالكي اليوم عطلة رسمية واطلقت عليه "يوم تحرير العراق".

 

شهد العراق خلال الشهر الماضي اكثر الأنفجارات دموية في الجنوب والوسط والشمال. حيث قتل اكثر من سبعين شخصا في انفجار في مدينة التازة، وقتل وجرح العشرات في مدينة البطحاء، وتتالت الأنفجارات في مدينة الثورة وفي الطوز وغيرها؛ سلسلة من الأنفجارات والجرائم التي تقوم بها القوى المجرمة والأرهابية للاسلام السياسي وفلول القوميين والبعثيين المتحالفين معهم ضد المواطنين واغراق الأبرياء بدمائهم وتحويل حياتهم الى جحيم لا يطاق.

 

لقد اعلنت الحكومة الاسلامية القومية الدمية المنصبة من قبل امريكا والقوى المتحالفة معها انتهاء الأحتلال، وهي تقوم بتنظيم ألاحتفالات بمناسبة خروج القوات الأمريكية من المدن العراقية، وكأنهم لم يدعوا تلك القوى لمهاجمة العراق واحتلاله، وكأنهم بنضالهم هم قد طردوا امريكا من العراق، دون اي احساس بالنذالة ينزلون الى الشوارع يحتفلون ويرقصون كذبا، ككل اكاذيبهم الأخرى. الحقيقة هي ان فشل سياسات امريكا والنظام العالمي الجديد هو الذي دعاها الى الانسحاب.

 

ان خروج قوى امريكا من المدن ومن ثم خروجها النهائي من العراق كان وما يزال يشكل مطلبا جماهيريا مهما لجماهر العراق. وان الشعار الاستراتيجي للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي كان الخروج الفوري للقوات الأمريكية وحلفائها ونزع سلاح الميليشيات الأسلامية – القومية. ولحين خروج القوات الأمريكية نهائيا، سيبقى هذا المطلب بنفس قوته. و لكن مع خروج القوات الأمريكية من المدن وأعلانها عن عزمها الخروج من العراق نهائيا في نهاية 2011، فانه من الناحية العملية يعد الوجود العسكري الامريكي في العراق بحكم المنتهي. وبخروجهم ستخلي احد القوى المجرمة بحق جماهير العراق الساحة السياسية لبقية القوى المجرمة الميليشياتية في العراق. وستفقد الميلشيات الاخرى مبرر وجودها المسلح ايضا.

وكما جاء في قرار الحزب في البلنوم الرابع، فان خروج القوات الأمريكية مرة اخرى سيفسح المجال لتغير التوازن السياسي، وانفجار الأوضاع، ليس لأن الامريكيين كانوا الضامنين للأمن في العراق، بل لأن مسالة الدولة لا تزال غير محسومة وان القوى المتمركزة في الحكومة والدولة هي قوى اسلامية وقومية وطائفية وعشائرية ميليشياتية، وان الحكومة شراكة بين الميليشيات المتألفة من قوات بدر وجيش المهدي والصحوة والبيشمركة. لذا فان اي فجوة ستدفع الاوضاع الى الأنفجار مرة اخرى.

ان خروج القوات الأمريكية من المدن مسألة مهمة. ومن جهة اخرى فدون نزع سلاح الميليشيات الموجودة لا يمكن ان يؤدي انسحاب القوات الامريكية من المدن الى اي نتائج ايجابية.  لذا نرى ان الأوضاع قد بدأت بالتدهور مرة اخرى. يجب النضال من اجل نزع سلاح الميليشيات بكل مسمياتها؛ ميليشيات الصحوة، البيشمركة، قوات بدر، جيش المهدي، القاعدة وغيرها. ان وجود هذه القوى ظاهرة خطرة ومصدر قلق وارضية لنشوء الخلافات الدموية الدينية الطائفية والقومية.

الى ص 3

 

 

ان الأنفجارات الأخيرة هي مسعى لدفع الأوضاع الى الانفجار والمصادمات الطائفية والقومية، وتبين بان الأوضاع الأمنية ما تزال هشة جدا، وان تحسن الأوضاع الأمنية هي مجرد ادعاءات فارغة. ان حكومة المالكي لن تستطيع ان تغير الأوضاع وبالعكس فكل الاحداث تبين احتمالات حدوث الأنفجار بين قوى الأسلاميين انفسهم وحكومة المالكي من جهة، والقوميين الكرد

 

وستكون بمثابة الشرارة التي تسبق تفجر البركان وانهمار حممه.

ايتها الجماهير !

 

لا تنجروا وراء المحاولات والصراعات القومية الطائفية ولا تسمحوا استخدامكم وقوداً لنيران صراعاتهم الرجعية، ان العمال و الجماهير ليس لهم اي مصلحة في هذه الصراعات، و بالعكس فان هذه الصراعات ستزيد من تدهور مستوى حياتكم وتحولها الى جهنم.

ندعو الى النضال من اجل اخراج جميع القوات الامريكية وحلفاءها من العراق بشكل كامل و نزع سلاح جميع الميليشيات الاسلامية والقومية وابعادها عن حياتكم واماكن عملكم ومعيشتكم ومدنكم وقصباتكم و قراكم. ان خروج امريكا من العراق ونزع سلاح القوى المجرمة سيسهل نضالكم من اجل احداث تغيير جذري في حياتكم ولأجل بناء عالم افضل. ندعو العمال والجماهير للألتفاف حول راية الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي الذي يقف في طليعة النضال  لخلاص جماهير العراق ويناضل من اجل الحرية والمساواة والرفاه لجميع المواطنين.

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

30 حزيران 2009