بيان

ان رفع الراية البيضاء، واستسلام ريبوار أحمد والحزب الشيوعي العمالي العراقي، لن يستطيع ترويض الحركة الاعتراضية لجماهير كردستان!!

 

نشر ريبوار أحمد ليدر الحزب الشيوعي العمالي العراقي بتاريخ 20 تشرين الأول 2005 رسالة موجهة إلى الرأي العام حول انهاء النزاع السياسي بينهم وبين الاتحاد الوطني الكردستاني وأعلن ومن طرف واحد "انهاء أجواء التشنج والتقابلات السياسية"، وهذا وفق تصوره هو "لتنقية الأجواء السياسية لمجتمع كردستان".

 

لقد جاء إعلان ريبوار أحمد والحزب الشيوعي العمالي العراقي في الوقت الذي تمكنت فيه القوموية الكردية من تقوية مواقعها في السلطة السياسية ليس في كردستان فحسب بل في عموم العراق، والتي هي جزء من السيناريو الأسود وبمساهمة أحد الحلفاء الرئيسيين لأمريكا في العراق. إن ذلك الحزب وبغية تمرير سياساته اليمينية الهادفة إلى الوصول للسلطة عن طريق الدبلوماسية والتوافقات السياسية الفوقية، بحاجة إلى تنقية الأجواء والاتفاق مع تلك القوة القومية. وعليه، فإن تصريح ريبوار أحمد للرأي العام هو بمثابة برقية تهنئة بانتصار القوموية الكردية وجلال الطالباني. لقد قطعوا بهذا التصريح آخر خيط يربطهم بالحركة اليسارية والشيوعية.

 

1ـ إن النزاع السياسي بين الشيوعية العمالية والقوموية الكردية ينبع من النزاع بين حركتين اجتماعيتين وسياسيتين وبديلين مختلفين للمجتمع، وإن ذلك النزاع مستمر منذ أن وضعت الشيوعية العمالية اقدامها في الساحة السياسية أثناء الحركة المجالسية في آذار 1991 وحتى هذا اليوم. وعلى الرغم من أن معاداة القوموية كان وجها" بارزا" لتعريف حركتنا، فأنهم قد رموا بذلك التصريح تاريخ خمسة عشر عاماً من النزاعات والتناحرات خلفهم. إذا ما أراد شخص أو حزب ما أنهاء ذلك النزاع فهو حر في ذلك، ولكن ذلك يعني أنه قد ودع الشيوعية العمالية واختار موقعا آخر ولبس رداء آخر.

 

2ـ لقد "انتهى وجود الحزب الشيوعي العمالي العراقي في كردستان" ولا يجوز أن يجعلوا من أنفسهم أصحاباًً لاعتراضات جماهير كردستان ومن ثم جلبها كباقة ورد الى مائدة المفاوضات. كما وأن الحركة المطلبية الفورية لجماهير كردستان قد تبلورت رغماً عن إرادة ريبوار أحمد والحزب الشيوعي العمالي العراقي، بوجه القوموية الكردية. بالإضافة إلى ذلك فليس بوسعهما إزاحتها من التقابلات السياسية.

 

3ـ إن السياسة القمعية للقوموية الكردية هي جزء من ماهية الأحزاب القومية الكردية، وإن إطلاق النار وعمليات القتل الجماعي للمتظاهرين والاعتراضات الجماهيرية ليس لها أية علاقة بموقع ريبوار أحمد والحزب الشيوعي العمالي العراقي، لكي يذهب ريبوار أحمد بمثل هذه الادعاءات الى مائدة المفاوضات ويقوم بتنقية الأجواء. أن اتفاقاً من هذا القبيل لن يستطيع أن ينهي السياسة القمعية للاتحاد الوطني الكردستاني وليس بوسعه ترويض الاعتراضات الجماهيرية بوجه هذه الأحزاب وسلطتها.

 

4ـ إن ريبوار أحمد والحزب الشيوعي العمالي العراقي ليسوا في حالة حرب وليس هناك أية حرب مندلعة لكي يعلنوا وقف إطلاق النار من طرف واحد. وإن ما يسمونه بإنهاء حالة التشنج والتقابلات، لا تعني في حقيقة الامر الا محاولة إنهاء اعتراضات العمال والشبيبة والنساء والاعتراضات العامة للجماهير العريضة، فتلك قد تبلورت خارج إرادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي وهم عاجزون أيضاُ عن تحجيمها. فإن الشيء الوحيد الذي بوسعهم فعله هو تقوية كفة ميزان القوموية الكردية لفترة قصيرة.

 

5ـ إن رسالة "شريك الهموم" هذه لريبوار أحمد قد تم توجيهها إلى الاتحاد الوطني الكردستاني في الوقت الذي تتوسع فيه الاعتراضات الجماهيرية في كردستان ضد السلطة الفاسدة والقمعية للقوى القوموية المسيطرة. لقد قاطعت جماهير كردستان الانتخابات وأداروا ظهورهم لصناديق الاقتراع لذا فأنهم بحاجة إلى قوة كانت حتى الأمس تتموضع في الخندق الجماهيري ليخدعوا بها الجماهير كي تعود تحت جناح القوموية الكردية.  لقد نذر ريبوار أحمد نفسه للقيام بهذه المهمة وهو يلمح لهم بأنه قادر على انجاز هذه المهمة وقادر على تنقية أجواء "التشنج والتقابلات السياسية".

 

أيها الجماهير الداعية للحرية في كردستان!

أيها الشيوعيون!

يا نشطاء الحركة المجالسية وقادة الحركة العمالية والشبيبة والنساء!

 

إن رسالة ريبوار أحمد والحزب الشيوعي العمالي العراقي هي رسالة مساومة مع إحدى القوى التي طالما قمعتكم وهي الاتحاد الوطني الكردستاني. وهي في نفس الوقت متاجرة سياسية بمصائركم ونضالاتكم التي استمرت على مدى عقدين. هذه السياسة يمينية ومعادية للشيوعية العمالية. لا تسمحوا لهذه الطريقة السياسة التي تسعى الى عقد الاتفاقات مع البرجوازية من الاعلى، ومهما كان الثمن لاجل كسب كرسي السلطة، بأن تتحقق بأسمكم.

 

لقد رفع حزبنا الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي الراية الواقعية للشيوعية العمالية وهو يقف في خندقكم وفي الصف الأمامي وفي مقدمة نضالاتكم واعتراضاتكم، ويفضح هذه المساومة، ويعمل من أجل قيادة النضال الجماهيري اليومي وربط هذا النضال باقامة عالم أفضل، اشتراكي، ويدعوكم للانضمام إليه وجعله أداةً لنضالكم.

 

عاشت الاشتراكية

عاشت الشيوعية العمالية

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

27 ـ 11ـ 2005