بيان الحزب حول الاحداث الاخيرة

لا لسيناريو أسود آخر لجماهير فلسطين ولبنان

على قوى اليســار والشيوعية والاشتراكية والعلمانية النضال الفوري من اجل طرح بديلها العلماني والاشتراكي والانســـاني

 

تمر جماهير فلسطين ولبنان باوضاع متردية تنذر بالمزيد من التدهور. لقد اجتاحت مجتمعا تلك الدولتين موجة من الصراعات بين قوى سياسية وصلت خلافاتهما الى حد الاقتتال الداخلي الدموي بعد فترة من الاحتقان السياسي.

 

ففي قطاع غزة والضفة تتنازع حركتي فتح وحماس عسكريا موقعين الضحايا من الطرفين ومهددين بجر كامل المجتمع المدني في فلسطين الى حمامات دم. وفي لبنان تصاعدت حدة المواجهة بين قطبي الحكومة والمعارضة وادى التصعيد الذي تقوم به المعارضة الاسلامية ممثلة بحزب الله وحلفاءه، الى مواجهات طائفية في الشوارع والجامعات والمناطق السكنية منذراً بتوسع رقعة التشرذم والتعبئة الدينية الطائفية والمذهبية في بلد عانى ومازال من الاثار الكارثية لحرب أهلية استمرت 17 سنة. ان تلك الاحداث الخطيرة في هذين البلدين تجري على خلفية الحرب الوحشية لقطبي الارهاب الدوليين في العراق؛ امريكا وبريطانيا وحلفاءهما من جهة والاسلام السياسي وقواه ودوله وميليشياته وعصاباته من جهة اخرى. وفي نفس الوقت تتصاعد حدة الخلافات والتهديدات بين امريكا واسرائيل من جانب ونظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من جانب اخر بسبب "الملف النووي". لقد سحب النظام العالمي الجديد لامريكا وسياسة العسكريتاريا العالمية والحرب بين اقطاب الارهاب واحتلال وتدمير مجتمع العراق، منطقة الشرق الاوسط، برمتها، الى حافة هاوية مرعبة تنذر بتكرار السيناريو الاسود في العراق وتعميمه كنموذج على كامل المنطقة.

 

ينظر حزبنا الى المواجهات الجارية في كل من فلسطين ولبنان على انها مواجهات رجعية لا علاقة لها بالجماهير ولا بمصالحها وامالها في العيش بسلام وآمن على اساس المواطنة المتساوية وستؤدي الى انهيار المجتمع المدني واحلال الدين والطائفية والمذهبية محله. ان تلك الصراعات تجسد بوضوح صارخ سمات النظام العالمي الجديد لامريكا وهي مظهر من مظاهر صراع قطبي الارهاب ؛ قطب دولة امريكا واسرائيل وحلفاءها من جهة وقطب الاسلام السياسي ودوله وميليشياته من جهة اخرى من اجل النفوذ والهيمنة السياسيين.

 

وبينما تسيطر حركة حماس الاسلامية اليوم على الحكومة الفلسطينية، تقف حركة فتح القومية كمعارض، عاجزة عن ايجاد حل للقضية الفلسطينية بعد ان لعبت هذا الدور تاريخيا. وفي نفس الوقت صعدت قوى اليمين الاسرائيلي المتطرف الى السلطة وقامت حكومة اولمرت بشن الحرب الاجرامية وقتل مئات الالاف من الابرياء في لبنان وفلسطين. لقد ادى ذلك وبشكل متساوق الى تصاعد نفوذ الاسلام السياسي واليمين وبالتالي غلق الافاق كليا امام اي امل للجماهير بحل القضية الفلسطينية. ان الصراع الحالي في فلسطين هو نتيجة مباشرة لوصول حركة حماس الى السلطة وتحولها الى عقبة امام حل القضية الفلسطينية مما ادى الى تدهور فظيع في اوضاع الجماهير وانعدام الامل في أيجاد اي مخرج من اوضاعها المأساوية.

 

اما في لبنان فان الحرب الاسرائيلية الوحشية على ذلك البلد في تموز من عام 2006 قد ادت الى تصاعد نفوذ حزب الله المدعوم من ايران وسوريا وبالتالي تقوية المد الاسلامي والطائفي والقومي الرجعي في عموم المنطقة ودائما بحجة محاربة اسرائيل. ان ما يجري اليوم بين معسكري امريكا وحلفاءها في السلطة في لبنان من جهة، وبين قطب الاسلام السياسي وحلفاءه في المعارضة من جهة اخرى هو نتيجة مباشرة للحرب الاسرائيلية على لبنان والمواجهة مع ميليشيات حزب الله.

 

يدين حزبنا هذه الصراعات بشدة ويدعو الى وقفها فوراً في كل من فلسطين ولبنان، ويندد بكل الاطراف الساعية الى تاجيجها وزيادة العسكريتاريا سواء من معسكر امريكا واسرائيل وحلفاءهما او من معسكر قوى الاسلام السياسي ودوله ومجاميعه. يجب ازاحة هذه القوى الرجعية من الميدان واحلال بديل اخر انساني ومتمدن.

 

ندعو كل القوى الاشتراكية والشيوعية والانسانية في فلسطين واسرائيل الى النضال الفوري من اجل ازاحة كل من قوى الاسلام السياسي المهيمنة على السلطة في فلسطين من جهة وقوى اليمين المتطرف في دولة اسرائيل من جهة اخرى بهدف الوصول الى حل الدولتين متساويتي الحقوق. وفي لبنان فاننا ندعو قوى اليســار والشيوعية والعمال والنساء التحرريات وجميع العلمانيين والقوى المدنية والانسانية الى المسارعة بتشكيل معسكر مستقل، يســاري، علماني، واشتراكي يكون باستطاعته ازاحة قطبي الصراع في ذلك البلد واحلال بديل انساني متمدن يحافظ على المجتمع المدني ويدفع بالعلمانية وينهي حالة الاستقطاب الديني والطائفي الرجعيين. نكرر اعتقادنا الراسخ بان انجاز هذه المهمة تقع اليوم على عاتق الطبقة العاملة والاشتراكيين وحدهم. فالبرجوازية وكل قواها اصبحت مستقطبة داخل نفس خنادق الطائفية والدين والقومية وعاجزة تماماً عن ايجاد حل للمجتمع يحافظ على مدنيته.

 

وفي الوقت الذي يناضل فيه حزبنا من اجل خلاص جماهير العراق من قبضة قطبي الارهاب الدوليين في العراق وتعبئة قوى الانسانية والاشتراكية حول بديله، فانه يعتبر ان بامكان جماهير الشرق الاوسط وقواها اليسارية والاشتراكية والانسانية تحقيق هذه المهمة من خلال الشروع الفوري في النضال ضد قطبي الارهاب العالميين ومنع تنازعهما على اجساد الجماهير ووقف محاولتهما جر المجتمع المدني فيه الى الدمار والبربرية.

 

 

الحزب الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي

29-1-2007