قرار

 

الأوضاع السياسية في العراق بعد أفول النظام العالمي الجديد

 

1-     لقد أفسحت حرب الخليج في العام 1991 المجال لبسط نفوذ النظام العالمي الجديد وصعوده وإبراز أمريكا كزعيمة للعالم بعد سقوط الكتلة الشرقية. استطاعت أمريكا من خلال تلك الحرب لمً أكثر من ثلاثين بلدا تحت لواءها وتحويل بعض البلدان كاليابان الى صندوق الدفع لهذا النظام الوقح، وفرضت على جماهير العراق أبشع الحروب وحصاراً اقتصاديا تجويعياً أدى إلى قتل أكثر من مليون ونصف المليون إنسان، وعزل المجتمع عن العالم ووضعه في سجن انفرادي. ولكن الحرب الأخيرة واحتلال العراق في العام 2003 التي كان هدفها الحفاظ على هذه المكانة بعد أن واجهت تحديات جدية عالمية وزعزعة لمكانتها، أدت بالنتيجة إلى إيصال النظام العالمي الجديد إلى انسداد الأفاق والهزيمة. إن أفول النظام العالمي الجديد قد سبب هزيمة المحافظين الجدد داخل أمريكا وفقدان قدراتهم وتساقط صقورهم الواحد تلو الآخر.

 

2-     إن سقوط الكتلة الشرقية ونشوب حرب الخليج في العام 1991 أدى إلى إحداث تغيرات جدية في التوازنات السياسية بين الحركات الاجتماعية والسياسية في العالم والمنطقة.  فالهزيمة لم تكن فقط من نصيب الأحزاب المعروفة بالاشتراكية أو الشيوعية الموالية للسوفييت والكتلة الشرقية وغروبها، إنما غيرت تلك الحرب موازين القوى في العالم العربي. فالتيارات القومية العربية كالناصرية والبعثية والتي استندت إلى الاشتراكية القومية والتي كانت تمثل المصالح البرجوازية في العالم العربي، فقدت مكانتها وأزيحت من الساحة السياسية ودفعت إلى الحاشية لانهيار نموذجها السوفييتي، لصالح قوة سياسية أخرى وهي حركة الإسلام السياسي التي صعدت في أحشاء هذه الأوضاع، وكنتيجة مباشرة لبزوغ النظام العالمي الجديد. لتتحول إلى قطب إرهابي عالمي مقابل بظل ذلك النظام.

                                                

3-     ان الإسلام السياسي الآن يمثل الطبقة البرجوازية العربية ويرفع رايتها التي برزت بعد سقوط الكتلة الشرقية ودفع التيار القومي العربي الي الحاشية، وقد حصل على مكانة بارزة داخل صفوف البرجوازية العالمية والغربية على وجه التحديد، مكانة، كان التيار القومي العربي يتوق لتبوئها. ان حركة الإسلام السياسي في العراق والمنطقة وعموم العالم العربي هو صنيعة أمريكا والغرب وقد برز دوره نتيجة للنظام العالمي الجديد. وبأفول النظام العالمي الجديد وهبوط منحناه، فأن الإسلام السياسي مُعرَض إلى الوقوع في نفس المأزق والى الانهيار.

 

4-     إن هزيمة اليمين الأمريكي وساسته المحافظين الجدد وأفول النظام العالمي الجديد في العراق قد يجلب لقوى ألإسلام السياسي النشوة والإحساس بالنصر على المدى القصير، ولكن، سرعان ما سيقع الإسلام السياسي في نفس المأزق ويفقد تعريفه ومكانته م