مأساة تسونامي،  مسؤولية الرأسماليـــــــة

 

عصام شكــري

 antisanctions@yahoo.com

 

ان كارثة تسونامي ليست متّعلقة بالظواهر الطبيعية فحسب بل بالنّظام الاقتصادي والسياسي الذي يسود الكرة الأرضيّة اليوم, أي الرّأسماليّة. فلو قدر ان يبذل الناس مواردهم, ومساعيهم اليوميّة وإبداعاتهم التي ليس لها حدود, وفي كل انحاء العالم، لإخضاع قوى الطّبيعة و الظّواهر الطّبيعيّة بدلاً من إنفاق البلايين من الدّولارات على استغلال الآخرين و اختراع الوسائل لقتل بعضهم البعض، ولو ان  الاشتراكيّة و القدرات الإبداعيّة الإنسانيّة قد استثمرت تماما لاخضاع الطّبيعة إلى البشر, لم يكن للبشرية أن تفقد كلّ هذه الالاف المؤلفة من العمّال الضعفاء الفقراء, والبحّارة والكادحين وعائلاتهم.

 

ولتقريب الصّورة أكثر, نشير إلى تفجر البراكين في الدّول المتطوّرة وكيف ان البشريّة هناك قد تمكّنت من التحكم بالطّبيعة والسيطرة عليها من خلال منعها من الحاق الضرر باستعمال أجهزة الانذار. والسؤال هنا هو: كمّ هو عدد انظمة الانذار المنصوبة في الدول المتقدمة للمساعدة في اجلاء الناس؟ عدد كبير بالطبع. و كمّ كان عدد هذه الاجهزة لمساعدة ما يسمى الدّول النّامية  في جنوب شرق آسيا والتي ضربها تسونامي؟ صفر. لم يكن هنالك اية اجهزة انذار قائمة.

 

ان البرجوازية منهمكة بمراكمة الارباح ولا قيمة للانسان في عرفها أبدا. انظر إلى العراق اليوم . الملايين من الدّولارات الأمريكيّة تُنْفَق يوميًّا على الأسلحة. إنّ ذلك منهج وحشيّ وغير انساني . ان تدفّق المال على هذه البلدان التي ضربها تسونامي  من قبل الحكومات هو نوع من الاعتذار والحرج والمنافسة بين رأسماليات الدول الكبرى وحتى الصغرى وهي تمثل اجزاء تافهة من ارباحهم الضّخمة. الرّأسماليّة مسؤولة عن موت الآلاف من النّاس وإفقار وتعريض ملايين اخرى لخطر الموت المحقق. ذلك عار على البشرية .

يجب أن نعمل لإنهاء النظام الرأسمالي غير العادل هذا وان نشيد بدله عالم أفضل يكون فيه الانسان هو القيمة العليا وذلك لن يتحقق الا بالاشتراكية !!.