أهم ما لدى الطبقة العاملة

 

عصام شكـــــري

ishukri@gmail.com

 

قالت مسؤولة في اليونسيف التابعة للامم المتحدة ان على الحكومة العراقية انفاق المزيد من الاموال في تحسين الخدمات الاساسية كالتعليم وتوفير المياه الصالحة للشرب وذلك لمساعدة الاطفال الذين يواجهون اوضاعا لا تطاق حيث ان نسبة الاطفال الذاهبين للمدارس انخفض من 80% في العام 2005 الى 53% الان بينما يحرم 60% من الاطفال من المياه الصالحة للشرب مما يعرضهم الى الاصابة بمرض الكوليرا.

 

هاكم تقريرا اخر:

 

قالت وزارة الدفاع الامريكية ان مبالغ بقيمة 8 مليارات دولار صرفت للمتعاقدين (التجار والمقاولين)  الامريكيين والعراقيين دون الالتزام بالقوانين الفدرالية المتعلقة بمحاربة الاحتيال. ووجدت عملية التدقيق الحسابي ان شركة امريكية قد حصلت على 11 مليون دولار دون اي سجل بالمواد والخدمات التي وفرتها في المقابل.

 

ماذا يكمن خلف تلك الحقائق والارقام؟

 

الاطفال في العراق يموتون ، ومن يعيش منهم يعيش مريضا وجائعا ومحروما من كل المستلزمات الاساسية للحياة الامنة والمرفهة، بينما المالكي  والطالباني والصدر وسلطة الميليشيات الاسلامية والقومية التي يرأسها،  وحماتهم في الجيش الامريكي، ينهبون مليارات الدولارات ويحولوها الى حساباتهم في البنوك العالمية ويسنون القوانين التي تهدف الى تعميق الحرمان للعمال والكادحين والعوائل الفقيرة والمشردة من خلال خصخصة الاقتصاد وبيعه الى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ورهن حياة الملايين باتفاقات منظمة التجارة العالمية اللصوصية.

 

ان هذه الارقام صفعة بوجه السلطة البرجوازية؛ سواء المحلية في العراق ممثلة بسلطة المالكي الرجعية او العالمية ممثلة بحكومة اليمين الامريكي وجورج بوش التي شنت الحرب الاجرامية وحولت حياة الجماهير الى مستنقع من الدم والحرمان والفقر لم يشهد له العالم مثيلا.

 

ان التباين الطبقي داخل المجتمع في العراق ليس تحصيل حاصل، ليس قدرا مسلطا على الناس لا قدرة لهم على وقفه او منعه ومعاقبة من يرتكبه اليوم وفورا. الفقر والتجويع هو نتيجة مباشرة لسياسة تنفذها الطبقة البرجوازية اليوم وفي هذه اللحظة.

 

الطبقة البرجوازية طبقة صغيرة ، طفيلية، لا عمل لها ولا انتاج سوى حساب الارباح. انها  تتسلط على المجتمع وتمص دماء وكدح العمال وتعيش على حرمان اطفالهم وتجويعهم. هذه الطبقة يقف ازاءها المليارات من المحرومين من العمال وعوائلهم الفقيرة؛ محرومين من كل  رفاه، سواء مادي او روحي.

 

ولكن لدى الطبقة العاملة ما ليس  للبرجوازية؛ لديها عددها الساحق وأملها الاشتراكي. ان توحد قوى الطبقة العاملة حول الاشتراكية بامكانه هز اركان النظام الذي تحميه الطبقة البرجوازية وتحطيمه؛ هذا النظام  الظالم ، عديم الضمير واللا انساني؛ النظام الرأسمالي، وبناء نظام لا يشيد على استغلال الانسان وحرمانه.