البلنوم الثاني للحــزب يرســــــم آفاق جديدة للاشتراكية في العراق

 

عصام شكـــري

 

انهى  البلنوم الثاني للحزب ( الاجتماع الموسع الثاني للجنة المركزية) اعماله. تمكن  حزبنا من الخروج ببلنوم ناجح يرسم ملامح وافاق جديدة وجدية للاشتراكية وحزبها في العراق في المرحلة القادمة.

 

ان  محور نجاح البلنوم الثاني تكمن  في الرؤية السياسية في عدد من المقررات والقرارات التي تم اقرار البعض منها بينما تنتظر الاخرى اقرار المكتب السياسي عليها.

 

اهم مرتكزات تلك الرؤية السياسية  للبلنوم تكمن في دقة تحليل الوضع السياسي في العراق وفق مفهومين اساسيين جديدين، اولهما  موقعية النظام العالمي الجديد وبداية انهياره وافوله ، وثانيهما، وضع القوى المحلية للبرجوازية ودور الاسلام السياسي في العراق والمنطقة والعالم وافاق تلك الحركة الرجعية.

 

ان نهاية النظام العالمي الجديد تأتي كحقيقة موضوعية اثبتت نفسها لا في فشل المحافظين الجدد وسياساتهم في تحقيق نجاح الحرب الاجرامية والوحشية على جماهير العراق فحسب بل في انهيار سياسة المحافظين الجدد في عقر دارهم؛ امريكا نفسها.  ان فشل بوش ورامسفيلد وبلير وسقوطهم ومعهم نظام قطبي الارهاب ( مع قطب ارهاب الاسلام السياسي) يعني في التحليل الاخير ان موقعية العدو ستكون هي الاخرى تحت طائلة السؤال.

 

ومن جهة اخرى تمكن حزبنا وبدقة من تحليل دور تيارات الاسلام السياسي في العراق والمنطقة والعالم العربي كقوى سياسية تحمل راية كل الطبقة البرجوازية العربية. لقد اعتبرنا ان تلك الحركة البربرية تمثل سهم البرجوازية العربية في السوق العالمية وتسعى من خلالها الى التنافس حول حصتها ضمن الرأسمال العالمي .

 

ان تحليل الوضع ضمن مؤشرات هزيمة نظام المحافظين الجدد ”النظام العالمي الجديد“ واعتبار ان الاسلام السياسي هو حركة مادية ترفع اليوم راية البرجوازية العربية بعد انهيار تيار القومية العربية اثر انهيار نموذجها الاقتصادي والايديولوجي—المعسكر الشرقي هو حجر الاساس في  كل التحليل السياسي لحركة الشيوعية العمالية والتي تحدد بالتالي مسار حركتنا وترسم افاق حركة الطبقة العاملة من اجل انهاء نظام الطبقة البرجوازية اللا انساني والاستغلالي نهائيا.

 

فعلى صعيد المنطقة اعتبر البلنوم ان ما يجري في فلسطين (ذات الموقعية المفتاحية للمنطقة) هو دليل على صوابية قرار حزبنا حول القضية الفلسطينية اثر فوز حركة حماس في الانتخابات في العام 2006 . لقد اكدنا على اعتبار ان حركة الاسلام السياسي في فلسطين ممثلة بحماس هي عقبة في وجه تحقيق حل الدولتين متساويتي الحقوق وبالتالي انهاء معاناة جماهير فلسطين على ايدي حكومة اسرائيل اليمينية وسياساتها اللا انسانية وبالتالي فتح افاقاجديدة محملة بالتغيير لعموم المنطقة .

 

ووفق تلك الرؤية فان حزبنا اكد من خلال النقاشات والابحاث على ان افول النظام العالمي الجديد بانهيار قطبه الاول—اليمين المحافظ الامريكي— وانسداد افاق خصمه المقابل الاسلام السياسي المقاتل و افلاسه الايديولوجي نتيجة لذلك سيضع على كاهل اليسار وقوى الاشتراكية والشيوعية مهمات جديدة اكثر حيوية وهجومية.

 

الاحظ حزبنا في التحليل الاخير دور الطبقة العاملة و اليسار المتنامي على صعيد العراق والعالم. واكد ان مفتاح  انهاء الاوضاع الرجعية في المنطقة وازاحة قوى الاسلام السياسي وتقدم الاشتراكية لن يتم الا بتدخل الطبقة العاملة والاشتراكية ونضالها من اجل فرض بديلها الانساني والعلماني والاشتراكي سواء في العراق او فلسطين او في اسرائيل او في لبنان او في عموم المنطقة والعالم.