الاشتراكيون وحدهم قادرون على تحقيق العلمــــــــــانية

 

عصام شكــري

antisanctions@yahoo.com

 

عبر لينين عن ان كل اشتراكي هو ديمقراطي. واليوم نقول ان ذلك ينطبق على العلمانية أيضاً. فالاشتراكيون هم الوحيدون الذين بأمكانهم الاجابة على مسألة العلمانية في العراق. فقط العمال بالمعنى الطبقي قادرون على تشكيل الدولة العلمانية وليس البرجوازية. اميركا والبرجوازية العراقية لا تود اجراء انتخابات حرة ونزيهة لانها لا تود العلمانية، لا تود الاشتراكية واليسار، لا تود العمال.

هنا نذكر ببعض الوقائع: 1) ان الدولة في العراق قد تم خلعها وبعملية فوقية لاتمتلك اي ديناميكية اجتماعية ولا علاقة لها بالتلاطمات الاجتماعية بل من خلال قوة خارجة عن المجتمع وهي القوة العسكرية لامريكا. مهدت امريكا لهذه العملية بحملة تجويع ضد الجماهير العراقية استمرت قرابة 13 سنة. 2) المجتمع العراقي مغترب كليا عن واقع استئصال الدولة فيه لان ذلك لم يكن بمشيئته ولا بتدخله. 3) ان امريكا اليوم تسعى لزرع دولة اخرى محلها وبتدخل فوقي مشابه لعملية الاستئصال من حيث المنهجية.4) ان الانتخابات التي يتم اراقة الدماء من اجل اقامتها ( اوعدم اقامتها) هي في جوهرها محاولة قوى البرجوازية (بشقيها العالمي والمحلي) للاجابة على مسألة الدولة في العراق من خلال آلية مناسبة.

ومن خلال هذه المعطيات نرى بان ما تخطط له البرجوازية في العراق ( والاشتراكية الانتهازية معها) لا علاقة له باقامة دولة العلمانية او الدولة الحديثة التي تقام على اساس المواطنة والحريات الواسعة وذلك للاسباب: 1) ان الدولة القادمة على اساس الخطة الامريكية لا تمثل ارادة الجماهير ومطالبها لانها لا تستند على تدخل الجماهير الحر في تشكيلها وبظروف غير طبيعية. و2) ان تلك الدولة المرتقبة و"ان" انهت السيناريو الاسود من الاعلى (وهذا غير مضمون وان كان محتملاً) – اي سيناريو الاقتتال والارهاب وفقدان الامان، فانها لن توفر الحرية والمساواة والعلمانية بمعناها الشامل للبشر: الفصل التام للدين عن الدولة والتربية والتعليم، المساواة الكاملة للمرأة بالرجل ومساواة المواطنين الشاملة ؛عدم تمييزهم اثنيا او مذهبيا اوقوميا او عشائريا ( التمييز الطبقي لا تلغيه الا الدولة الاشتراكية) ؛ و3) ان المقاطعين للانتخابات اما من القوميين-الطائفيين واما من اتباع الخط الاشتراكي الانتهازي

انما هم يدعون في حقيقة الامر، اما الى تغيير التوازنات الطائفية الامريكية لصالحهم ( الحالة الاولى) او الى انشاء دولة مؤقتة أئتلافية مع بعض قوى السيناريو الاسود ( الحالة الثانية). في الحالتين فأن الدولة المقترحة ليست علمانية.

وحينما نقول ان قوى الاشتراكية هي الوحيدة القادرة على توفير العلمانية في المجتمع فاننا نقصد تلك القوة التي تنادي بالاشتراكية اليوم وألآن وليس تلك التي تنادي بالتحالفات وتنتهج المراحلية (ليس وقت الاشتراكية الان – ربما فيما بعد عندما تتحسن الامور !!) حتى وان ادعت الف مرة بانها اشتراكية وراديكالية. بهذا المعنى نطلق سمة القوة الاشتراكية اي بمعنى من يضع الاشتراكية نصب أعين الجماهير هدفا حاضرا وآنياً ومنهجاً لها لتناضل من اجله حتى في المراحل الاصلاحية اللا ثورية.

نحن في الحزب الشيوعي العمالي اليساري نضع على عاتقنا مهمة اخراج الجماهير من الوضع الراهن وانقاذها من السيناريو الامريكي – الاسلامي الارهابي الرجعي الاسود الى مجتمع مدني وعلماني، مجتمع مودرن حديث يتمتع مواطنوه بأحدث الامكانيات. نحن بمنهجنا الاشتراكي الثوري قادرون على تحقيق الدولة العلمانية ودولة المساواة والحرية والرفاه والانسانية.

ندعو كل محبي ومحبات الحرية واؤلئك الذين يعتقدون بالعلمانية ويؤمنون بالحرية والمساواة وحقوق المرأة ومساواتها بالرجل وحقوق العمال والشباب والاطفال وحقوق الانسان الشاملة في التعبير والحرية الفردية والمدنية والسياسية وكل مبادئ الانسانية من كل انحاء العالم ان انظموا الى مسعانا والتحقوا بنا لتحقيق هذا المطلب الملح والعاجل لكل جماهير العراق التواقة للحرية.

انظموا لنا من اجل دولة علمانية ومجتمع مدني حديث.