الاشتراكية بديل العمال للإنســـــانية

 

عصام شكــري

 

في يوم العمال العالمي يتسائل الناس عن الحل من ازمة البشرية الطاحنة هذه؟ عن  انهاء الارهاب، عن انهاء الحصارات والظلم والحروب والنزاعات حول الحدود والقوميات والاديان والمصالح، عن القضاء على الفقر والامراض وتلوث البيئة وتسميمها وسحق حقوق الملايين وهدر انسانية المرأة واهانة الطفولة وو... القائمة تطول جدا....

 

كيف يمكن وضع حد لكل هذه الالام والفظائع والمظالم واللا مساواة؟ كيف بامكان البشرية ان تخرج من هذا النفق المظلم الخانق الذي ينعدم فيه كل بصيص للامل والنجاة والذي بات يطبق على خناق البشر كل مكان وخصوصا في  مجتمع العراق والمنطقة؟

 

تبرز الاشتراكية اليوم كحل لكل مشاكل البشرية سواء في مجتمع العراق والذي حطمته قوى البرجوازية العالمية والمحلية بالقنابل والاحتلال و الارهاب والاستغلال، او في العالم الذي تخرج ملايينه في اوربا وامريكا الجنوبية واسيا وافريقيا وكل مكان تقريبا منشدة التغيير ومنادية بنهاية الظلم وبضرورة عالم افضل لكل البشر .

ستقضي الاشتراكية على مسبب الظلم والاستغلال والفقر والحروب والجوع والحرمان واستلاب انسانية البشر وفرض الهويات الاثنية والدينية والقومية عليهم —النظام الرأسمالي المعادي للانسانية. انها ليست حلما  ينسجه خيال الاشتراكيين او الشيوعيين بل امكانية حقيقية للخلاص وتجسيد لنضال وآمال البشر ومسعاهم لتحقيق المساواة ووقف انتهاك انسانيتهم . انها امل للمليارات من العمال المُستًََغلين من حفنة الرأسماليين لانها تعطيهم امكانية القضاء على الرأسمالية القائمة على تقديس السلعة والربحية وتحقير الانسان. انها امل الجماهير بالحرية والرفاه لانها سترمي بنظام ادارة المجتمع من قبل الطفيليين وتستبدله بنظام ادارة المجتمع من قبل الغالبية العظمى المسحوقة والمحرومة والمنتجة. الاشتراكية ستعني خيار الاغلبية في نظام اقتصادي يقوم على انهاء الملكية الخاصة لوسائل الانتاج ونزعها من ايادي قليلة واعطاءها ليد كل المجتمع وبالتالي انهاء العمل من اجل الاجرة والاستعاضة عنه بالعمل من اجل سد حاجات البشر والمجتمع—كل المجتمع، ولهدف رقي البشرية وسعادتها. فالاشتراكية تعني الحل الجوهري للاستغلال وللجوع والمرض والفقر والحرمان الروحي والمادي للملايين. انها تعني انهاء اغتراب الانسان عن مجتمعه و منتجه وانهاء عزلته الروحية.

 

في يوم كيوم العمال العالمي—يوم توحد الطبقة الثورية العملاقة الوحيدة، الطبقة العاملة، تبرز الاشتراكية كبديل مشرق و انساني وضاء لطليعة صف من صفوف هذه الطبقة ، انه صف الشيوعية العمالية. هذا الصف الثوري لا يعتذر ولا يلتمس القبول للاشتراكية لانه يعتقد جازماُ بان الاشتراكية هي امل البشرية. لا وقت اكثر من اليوم نرى فيه العالم وهو في امس حاجته الى الاشتراكية ولكل ما تمثل؛ الحرية والمساواة والرفاه والتمدن والعلمانية ولكل الناس بلا استثناء. ان حزبنا الشيوعي العمالي اليساري العراقي يعتقد بان الاشتراكية لن يكون بامكانها احراز النصر الا بالنضال السياسي لحزب الطبقة العاملة والجماهير ومن اجل الاشتراكية.

 

في يوم وحدة الطبقة العاملة العالمية ضد الرأسمالية والظلم الطبقي، يدعو حزبنا كل العمال الشيوعيين والتحرريين وكل محبي الحرية والمساواة والعلمانية والتمدن في العراق الى الانظمام له لتقوية صفوفه وللنضال من اجل الاشتراكية وبديلها الانساني وفرضها على على قوى البرجوازية وبدائلها الرجعية المعادية للتمدن والانسانية.