فتوى الشيخ زلماي

عصام شكــري

ishukri@gmail.com

 

زلماي خليل زاد عراب البرجوازية الاسلامية  - القومية المؤتلفة في السلطة المؤقتة اصدر ”فتوى“ مؤخرا تنص على ان يكون الاسلام "مصدرا اساسيا" للتشريع في دستور العراق.

زلماي خليل زاد ليس ممثلا للشيخ بن لادن او "الدكتور" ايمن الظواهري او أحد وكلاء جهاز المخابرات الايرانية العاملة في العراق وهو ليس سفير افغانستان او باكستان او السعودية المعتمد؛  انه السفير الامريكي الى العراق!.

حكومة السيد زلماي تقول انها تشن حربا عالمية على الارهاب الاسلامي. لكنها في الوقت نفسه تسعى  لترسيخ  دولة اسلامية في العراق وتقترح دستوراً يقر الشريعة الاسلامية. امريكا تبشر من جهة بالديمقراطية وحقوق الانسان والحرية، ومن جهة اخرى تعطي لسفرائها حق تقرير شكل الانظمة والتشريعات. امريكا تقرر لدستور العراق ان يكون اسلاميا يطبق التشريعات الاسلامية المعادية لحقوق الانسان وخاصة النساء. تود فرض العبودية على النساء في العراق من خلال استبدال القوانين المدنية المهلهلة اصلا باخرى اسلامية اكثر رجعية تميز ضد المرأة وتضعها في مرتبة دونية ازاء الرجل.

امريكا تضيف صوتها الى اصوات القوى الاسلامية وتفرض ارادتها على جماهير العراق والملايين المتشوقة للمدنية واالانسانية والحداثة بتحالفها مع الاسلاميين. سفير امريكا  السيد زلماي يوحي الى اصدقاءه الاسلاميين في حكومة العراق المؤقتة وخارجها، وبلا ذرة من حياء، برغبته وتشجيعه بتأسيس الدولة الاسلامية تماما كما أمر ايمن الظواهري اتباعه الزرقاويين بتأسيس دولة الخلافة الاسلامية في العراق. لا فرق يذكر.

لم يكف امريكا جلب الخميني وتسليط حركته البربرية على اكثر من 60 مليون انسان في ايران، ولم يكفها حركة الطالبان وتمزيق مجتمع ذلك البلد اربا بحروب تجار المخدرات من ”المجاهدين“، ولم يكفها اغراق الملايين من نساء هذا المجتمع التعس وسجنهن خلف "البركا" والجدران ولم تكتف امريكا بدعم حركات الاسلام السياسي منذ السبعينات؛ بن لادن والطالبان والمجاهدين العرب والافغان والنظام الاسلامي الايراني وحركة حماس جالبة معها الى المجتمعات كل ادران التاريخ. انها تحاول اليوم ان تفرض نموذجها الاسلامي على جماهير العراق بعد حصار اقتصادي وحرب مدمرة وانتخابات صورية واستفتاءات هوليوودية مليئة بالخوف والرعب.

ان شيوخ وملالي ومعممي العراق يقدمون اليوم نفس الولاءات التي قدمها بن لادن لامريكا قبل قرابة ال 20 سنة، نفس ولاءات الخميني وخلخالي ورفسنجاني؛ نفس ولاءات الطالبان والمللا عمر، نفس ولاءات آل سعود ومشايخ الخليج: سنحارب كل من يطالب بالحرية والمساواة، سنحارب ونقضي على الاشتراكيين، سنحارب العلمانيين، والتحرريين، نقمع العمال والنساء، نعادي كل المطالبين بالحرية السياسية منها والفردية، وكل من يدعو الى الانفتاح على العالم والمساواة والتحرر الاجتماعي والرفاه.  سنجلد كل من يجرؤا على الدعوة الى حرية الشباب، ونغرق المجتمع في التقوى والخرافات وجلد الذات والعويل والحزن والبؤس، سنحرم المواطنين الحرية والفرح.

 السفير زاده يطالب بالاسلام ليسلطه كسيف صدئ على رقاب الجماهير ويسهل امر دولته التي تود غلق ملف العراق باي ثمن. نسي هذا السفير ان اليوم ليس البارحة وان الجماهير، وان كانت تعاني اليوم من اثار ونعم دولته ومن حربها وصراعها مع ارهاب الاسلام السياسي المعادي لها ومن احتلال قواتها الا انها مهيئة اكثر من ذي قبل للاعتراض ورفض الدولة الاسلامية والقوى الرجعية. ان الجماهير تملك اليوم قواها اليسارية والاشتراكية والتحررية.

 عندما ترفع امريكا يدها عن مصائر هذه الجماهير ويحين الوقت لتنظيف المجتمع من الحركات الاسلامية الموالية والمعارضة لامريكا والتي تعتاش على الاحتلال الامريكي  كالطفيليات، فان السيد زاده لن يجد من ينظر حتى في وجهه ليسمع نصائحه ونصائح ادارته اليمينية المعادية للجرية والمساواة والتمدن.